![]() |
رد: روائع شاعرنا وأديبنا الراحل الكبير طلعت سقيرق
ذكرى وداع تباعدنا ودمع الحزن شلال على آهات قلبينا زهور الصيف أنتْ في مدامعنا وسال الكون مجروحاً يداوي نار صدرينا تعانقنا وصمت الليل يبكي في تلوّعنا أصابعنا تجمعنا خواطرنا تقربنا نداء القلب يعصرنا وأنات الهوى بالدمع تحرقنا وسيف الوقت بالآهات يقطعنا يمزقنا أقبلها تقبلني أريج الهمس يغمرنا بأحلام تلوّننا وسيف الوقت للآلام يرجعنا لقد حان الفراق وحان مقتلنا فأين الموت يرحمنا نذوب معاً شفاه الحب تجمعنا تباعدنا وكان وداعنا ناراً فأحرقنا مشيت بغربتي وحدي أناديها بصوت خافق الوجد ولكن كيف تسمعني أنا المزروع في دوامة السهد ألم أخبرك يا ربي بأني ضائع وحدي وأني صرت مجنوناً أنادي راكضاً لحدي فما ذنبي إذا كنا تلاقينا رسمنا العمر أشواقاً وغنينا تمنينا وأحببنا ولكن كيف يا ربي تباعدنا |
رد: روائع شاعرنا وأديبنا الراحل الكبير طلعت سقيرق
صرتُ في الخمسينَ فاتئدي قليلا ... صار قلبي فضة ً ودمي نخيلا .. كلما يممتُ نحوك عدت من شوق قتيلا تطلبين الوجدَ خيلا أيّ ُخيل ٍ !! تلك نار العمر ِ قد مدّتْ على سكك ِالهوى من قبل أن ألقى النوى في كلّ ثانية ٍ صهيلا مرّت الأيام ُ وانكسرتْ وسالتْ!!.. ها أنا أمشي إليك ِ ولست أدري أيّنا ضلّ السبيلا أرتدي كفيك في برد الشتاء ِ وأمتطي في ليلة الحنّاء ِ من مطر ٍ ذهولا .. *** كلما ذاب السؤالُ يشدّني همس ٌ فأضحك من نهاراتي وليلي أرتجي حدّ الجواب ِ فتهطل الدنيا على سقف الأصابع عريها وتمرّ في البال الظلالُ وأنحني فوق الرصيف لعلّ َ دقات الخطى تبني على حرف ِ الشبابيك انتظارات ٍ تطول إذا مررتُ وتضحك الدنيا قليلا آه كم تاهتْ خطايَ وما وجدتُ بطول هذا العمر ِ في برٍّ وصولا *** خبئيني حاولي أن تعبري ضلعين مني واحضنيني واسكني جلدي ولحمي وانتباهاتي وعريي واصهلي بين الكريات انتشاءً مستحيلا ربما من ثلج هذا العمر ِ من شك ٍ وآه ٍ أرتدي بعض اليقين ِ فخبئيني خبئي وجدا جميلا *** صرت في الخمسينَ والأيام ما عادت بكفّي صرت في الخمسين َ أصرخ من جراح الروح ِ من أعماق قلبي هل ترى أبقى الزمان لشعلة الشعر البهيّ لبسمتي بعض الذي في العمر يكفي؟؟!!.. صرت في الخمسين فاقتربي طويلا أو ..طويلا كي أحسّ بنبضة ٍ تجتاح حرفي ... ترجع الزمن الذي ولّى قليلا... |
رد: روائع شاعرنا وأديبنا الراحل الكبير طلعت سقيرق
أشياء لا تعرف الرحيل كان الرصيف مضاء بما تبقى من قناديل صغيرة توزعت هنا وهناك.. شعر وهو يزرع خطواته ببطء أن الأشياء تنزرع في الرأس تماماً.. كان في المدة الأخيرة كثير الذهول والتفكير بما مضى.. طبيعة عمله كمحرر في صحيفة يومية فرضت عليه أن يقلب كل ما يمت إلى النظام الحياتي بصلة.. ينام خلال النهار.. يتقلب في فراشه.. يصحو أحياناً على صراخ الأولاد.. يغمض عينيه محاولاً استحضار النوم من جديد.. يلمح بعض الظلال.. تطن الأخبار في رأسه.. الصفحة الأولى.. البقية على الصفحة كذا.. يقرأ.. يعيد صياغة الخبر.. يخرج من باب المبنى مرهقاً.. يبحث عن سائق.. عن سيارة.. لا فائدة.. في كثير من الأحيان يسحب خطاه ويمضي.. الوجوه القليلة في الطرقات تبدو مرهقة.. العيون ذابلة ناعسة.. يعرف أن الزوجة تغط في نوم عميق.. الأطفال يطوون الكتب ويندسون في الفراش.. كل واحد منهم يعيش في دوامته الصغيرة.. أسئلة.. دروس.. مذاكرات.. وظائف.. وتكرّ الأيام بسرعة غريبة.. كأنما السنوات ما عادت مثل سابقاتها.. وقع الزمن تغير.. طعم الأيام لم يعد كما كان.. أحياناً، وقليلاً ما يحدث ذلك، يلتف الأولاد حوله، يسألون ويسألون.. يحدثهم عن طعم البرتقال اليافاوي.. عن والده الذي حكى كثيراً عن بيت مزروع في البال.. ثم يروي لهم كيف مات الوالد وفي عينيه وميض غريب من الشوق والحنين إلى وطن لا يمكن أن يسقط من تلافيف الذاكرة.. الأولاد يراقبون والدهم وتدمع عيونهم.. يلمحون ظلال دموع في عينيه.. يرفع كفه ويعصر وجهه.. يتنهد.. يترحم على الوالد.. تتجمع في رقبته تشنجات تكاد أن تعتصر الكلمات.. يدّعي أحياناً أنه متعب.. يحدثهم عن الكتابة.. عن عمله الصحفي.. عن دوامة الأيام.. ويهرب إلى الفراش.. وهناك تنفلت كل صنابير الشوق والحنين.. يبكي بحرقة وألم.. وحدها الزوجة تعرف، فتمد كفها وتحاول قدر المستطاع أن تمسح عن الوجنتين شيئاً من نار لا تعرف الخمود. حاول بعض الأصدقاء أن يخرجوه من دائرة صمته.. كان يمسك القلم بتشنج.. أصابعه تضغط على أطراف القلم فتكاد الورقة أن تذوب.. يصيح بانفعال “لا يمكن أن يحدث كل هذا.. البرتقال اليافاوي أطيب برتقال”.. يجتمع الأصدقاء.. يتساءلون.. نظراتهم تقول أشياء كثيرة.. يقول: “كان الوالد عاشقاً لكل زاوية في البيت هناك”.. يتذكر كيف أغمض عينيه بألم ورحل.. كثيراً ما تمنى أن يعود إلى بيته.. انتظر سنوات وسنوات.. الأخبار لا تريد أن تتوقف.. البرتقال اليافاوي يسقط ذبيحاً في الشوارع.. البيت الذي حدثه الوالد عنه يغطيه الضباب.. يركض القلم في الشوارع والبيارات والشبابيك.. تضغط أصابعه أكثر على القلم.. الورقة تذوب.. البرتقال اليافاوي يبكي.. الأشياء الحبيبة الدافئة تتجول في الذاكرة.. يصرخ.. وينطوي فوق الكرسي منخلع الضلوع.. لا يدري كم من الوقت مرّ.. الزوجة تجلس على طرف السرير.. الأولاد يرسمون على الشفاه ظلال ابتسامات.. الأصدقاء يهزون رؤوسهم ويحكون عن أشياء كثيرة.. الطبيب يعد النبض.. تغيم الصور من جديد.. يغمض عينيه.. يعود الوالد من البعيد.. يحكي عن برتقال يافاوي.. عن بيت وشارع وشباك.. عن أشياء لا تعرف الرحيل.. يضمه الوالد، فتنفلت كل صنابير الشوق ويذهب في بكاء طويل.. طويل.. |
الساعة الآن 48 : 04 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية