![]() |
رد: صديقتي وأنا وبوح الروح والنفس .. هدى الخطيب /. رجاء بنحيدا
اقتباس:
الأديبة الأريبة أستاذة عزة تحياتي.. نعم غاليتي كل إنسان منا يحتاج للخلّ الوفي وعلاقة نقية صافية قال الإمام الشافعي رحمه الله: سلامٌ على الدنيا إِذا لم يكنْ بها = صديقٌ صدوقٌ صادق الوعدِ مُنصفاً قال الشاعر ابن الكيزاني: تخيّر لنفسك من تصطفيه = ولا تدنين إليك اللئاما فليس الصديق صديق الرخاء= ولكن إذا قعد الدّهر قاما تنام وهمّته في الذي = يهمك لا يستلق المناما وكم ضاحكٍ لك أحشاؤه = تمنّاك أن لو لقيت الحماما كل الشكر والتقدير لك ولكلماتك الجميلة كجمال روحك ونقاء نفسك كوني دائماً بألف خير |
رد: صديقتي وأنا وبوح الروح والنفس .. هدى الخطيب /. رجاء بنحيدا
اقتباس:
بيني وبينك حديقة محبة صافية بيضاء .. يانعة مزهرة متوهجة ببتلات بوح صادق مشرق! صديقتي حين كتبت لك في آخر مرة ، أسألك عن حالك كالعادة ،وكما استأنست مني ومنك ،حين لا أتلقى ردا ، يطرق بالي ألف سؤال ، خوفا عليك من الرجوع إلى شرنقتك الحريرية الشائكة ، فأقول مع نفسي ، أرجو أن تكون صديقتي بخير أرجو ذلك وأنا التي تعلم مدى حساسيتك المختلفة ، مدى عمق عروبتك ، مدى صدق وطنيتك ..فأخاف عليك من المواجع ومن نفسك صبرا ومهلا يا صديقتي ، فطريق العودة بدأت تتضح معالمها ، مهما طال الظلم والاعتداء والإساءة سيعود الحق وسينتصر .. صديقتي.. الذكريات التي نحبها ونبحث عنها، أو نحتاج الحديث عنها في كل مرة مع من نحب تفتح علينا باب الفقد والاشتياق ،، لكن .. هو هروب فقط من الحديث عن فراق الأحبة ، حديث يجعلنا ننزعج لعارض العلة وكل محطات الوداع فنخشى سماع مثل هذه الكلمات لكن نطمئن حين نتذكر القضاء والحق والقدر .. تصوري يا صديقتي لحد الساعة أرفض تصديق حقيقة أن أمي غادرت وتركتني ، ما زلت أنتظر رجوعها وأن تطرق بابي أو تتصل بي كعادتها حين أطيل غيابي عنها بيوم أو نصف يوم .. ما زال في جعبتي الكثير أحتفظ لها به وما زلت أنتظر ، ما زلت أجلس في مكاني المعتاد وهي بقربي ، وكم كان يحلو لي كثيرا أن أقوم بدلك رجليها ،وكم كانت تبدو في غاية الفرح وهي تنهال علي بعبارات الرضا وكل الدعوات الجميلة ، كم كان لسانها طيبا عطرا ، وكم كان كلامها شهدا عسلا ،،، آه آه يا أمي كم كنت بلسما ..رحمك الله أمي ، حبيبتي ، صديقتي ، سندي ، روحي ، كتاب حياتي كله ، ركيزتي التي أستند عليها فتحضنني بكل حب ، بلسمٌ كلامها ، لبق حديثها، جوهرتي الثمينة ، بلورة حياتي ، معلمتي وسيدتي وطبيبة روحي ، كيف لي يا صديقتي أن أستمر ب لا " روح " ولماذا سأستمر وكيف وأنا هنا أموت شوقا وأحترق فقدا .. ومن سيصغي إلي بحب ومع من أتحدث وهي المجيدة الماجدة في السياسة والأدب والثقافة .. مختلفة أنت يا أمي عن كل النساء ، مختلفة بصبرك الجميل ، وهدوئك ، وحكمتك ، ولباقة حديثك ، وتواضعك ، وحسن تصرفك .. مميزة أنت يا أمي وأنت الحريصة على أن يتابع أبناؤك دراستهم وبتفوق.. كم كانت تفرحك نتائجنا وكم كنت تفتخرين بذلك كافتخارك بابنيك الأكبرين الآخرين ( عمي وأخوك) وخاصة - حبيبي الغالي - رحمه الله الرجل الطيب اللبق المثقف المشبع بالأدب الأندلسي والثقافة الإسبانية .. كم كان يحلو الإنصات إليكما وأنتما متعاهدان منسجما تتحدثان بكل حب وبكل احترام كنت أرى وميضا مشعا في عينيك ، حين تلتقي به ، وهويطيل الحديث وأنت تبتسمين مرة وتضحكين في كل حديث ومع كل نبرة .. آه كم كنتما اوفياء لبعضكما وكم كان رائعا مختلفا مميزا ذاك العهد الذي جمع بينكما . آه آه يا صديقتي.. ماأوحش الأمكنة حين تعلن حزنها خاصة على من كان ينصت لصدى أوجاعها ، هكذا هو البيت " طوبوغرافية لوجود أمي الحميم "لكنه الآن كظيم، كئيب ، حزين ..مثلنا يا صديقتي .. في كل ركن تتراءى لي أمي حاضرة موجودة بيننا ، روحها تحلق في المكان الذي ألفته وأحببته ، مكان يحتفظ بحنوها وهدوئها وصمتها وتأملها ،هكذا يبدو لي المكان، يحتفظ بأزمنة وأحداث مكثفة ،ففي كل زاوية أجد ملامح أمي لحبيبة.. رحمها الله يا صديقتي برحيل أمي لحبيبة ، توقفت أنفاسي ، وتوقف إحساسي ، وغابت كل المعاني الجميلة الي اكتشفتها معها وبحضورها وبحنوها .. لهذا أسألك يا صديقتي كما أسأل نفسي كيف لي أن أستمر وهي غائبة عن مقلتي التي غابت عنهما لمعة البصيرة و الفرحة كيف لي أن أرتب نفسي من جديد ، وبداخلي فوضى عارمة ، وضجيج صاخب ، وفراغ قاتل .. وقلب مخرز مثقل كيف لي وقد ارتبكت تفاصيل حياتي كلها .. كيف لي ذلك وأنا الآن في ظلام دامس .. خارج السِّرب ، خارج الحياة ؟! دليني يا هداي يا صديقتي الأحب وكوني بجواري دائما وبجوار جدول صداقتنا ،، حتى تنبثق ينابيع محبة ممتدة امتداد العمر مكناسة الزيتون 9 ماي 2022 الخامسة مساء |
رد: صديقتي وأنا وبوح الروح والنفس .. هدى الخطيب /. رجاء بنحيدا
حفظكما الله من كل سوء ، ومن كل وجع ، صديقتان تعرفان معنى الوفاء والإخلاص ، أغبطكما رغم الرسائل التي أقرئها وتعتصر قلبي شدة تألمها ، أو بالأحرى تألمكما ، أغبطكما في الله ، وتمنيت طيلة حياتي أن أحصل على مثل هذه الصداقة الراقية ، التي يكتنفها الإحترام والحب الخالص ، والحوارات المثمرة التي تضيف للرووح وللعقل وتنعش الجوارح .. وصدقاني بالنسبة لي هذا هو السند بعد الله ، وهذه هي يد الله ، التي يبعثها لكل منكما على هيئة صديق حنون يربت على الأكتاف ، ويحتضن القلوب برفق وحنان ، الصديق الحقيقي هو رأفة الله بمن من به عليه .. ورغم أن صداقتي بكما ليست بنفس عمق صداقتكما ، لكنني تمنيت لو أحتضن كل منكما بأوجاعكما هذي ، ولو أستطيع محوها من أعماقكما ، كنت أتمنى لو يلهمني الله بموضوعات تضفي على المنتدى روح المرح والدعابة ، لكنني لا أخفيكما سرا برغم حبي للداعابات والمرح في ظل وجودي معكم ومع من أجالس بصفة عامة ، إلا أن نفسي مثل أنفسكم مثقلة باوجاع لا يعلمها إلا الله ، لكن لا بأس أستأنث بأحاديثكما ، وأشعر في بعض المواضع أني أنا من أتكلم ، فمثلا حين قالت الأخت هدى : عن أسلوب تخيلها لوالدتها أذهلني شعورها ذلك ، فكانت تلك طريقتي حين اضطررت لترك أمي في الصغر لدخولي مدرسة بعيدة ، والمكوث عند جدتي ، الذي ما كان ليمكنني أن أراها سوى نهاية كل أسبوع مرة ، فكنت أرسم في مخيلتي صورتها بجمالها وقصة شعرها وابتسامتها وتظل الصورة في جفني ما إن أغمض عيني في أي مكان إليه أذهب ، ومن ألم الأخت رجاء ، كان ألمي على والدي الذي استمر معي والى لحظاتنا هذه ظل ، ولا أرجو لها أن يطيل حزنها ضيافته.. أرجو أن تكون مداخلتي خفيفة وغير فاصلة لرسائل تواصلكما ، في الأخير وليس أخر ، تقبلا محبتي ودعواتي لكما بالفرج والفرح وعوض الله الذي ليس يضارعه عوض ...دمتما بكل خير ومحبة .
|
الساعة الآن 26 : 11 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية