![]() |
أكمل هذه القصة ( مشاركة عامة )
بعد أن انتهيت من صلاة الفجر راودتني نفسي الأمارة بالسوء
أن أضع المسبحة جانباً لبعض الوقت .. وأنظر في هاتفي .. هل معي الوقت الكافي لأتم اللعبة وأفوز بها ؟ هذه اللعبة صعبة جداً .. سأحاول مرة واحدة فقط .. ثم أعود لأتم التسبيح .. وقراءة ما تيسر من القرآن الكريم .. قبل أن يلوح الفجر بالمغادرة .. بدأت بالقفز هنا وهناك .. أعصابي مشدودة .. عيوني مفتوحة على آخرها .. كصياد يريد أن ينقض على الفريسة .. لم يبقَ معي من المحاولات إلا اثنتين .. ولا أريد أن أخسر هذا الشوط .. فأنا بدأت أخشى أن أمضي فيه نهاراً آخر .. ضغطت .. وقلبي يرتجف .. أنظر بعيون لم تعد ترى من شدة الخوف .. هل اصطدت شيئاً ؟ رن جرس المنزل .. صوته عالٍ جداً .. مفزع .. هوى قلبي .. ارتعدت فصائلي .. عين على اللعبة .. وعين على الجرس ... |
رد: لنكملها معاً ( مشاركة عامة )
تسمرت مكاني ..
الوقت فجر .. من سيأتي عند الفجر ؟ الكل نيام .. هذا يعني أنه لا أحد خارج المنزل .. وعادة لا أحد يكون في هذا الوقت خارج المنزل .. ولكن فقط من أجل ترتيب الأفكار ووضع النقاط على الحروف . أقارب .. ليس لي أقارب هنا حتى تصدف أن يحتاجني أحدهم .. ويرن الجرس .. في وقت الفجر ! هل حدثت كارثة في الخارج .. أم أنَّ أحدهم التبس عليه الأمر.. ولكن هذا يستحيل فأنا أعيش في بيت مستقل .. يعني لا يوجد جيران .. ولا يوجد من يرن الجرس بالخطأ .. هل أفتح الباب ؟ أم أسأل عبر " الأنترفون " بعد أخذ ورد مع نفسي وبعد لأي وجهد كبير قررت أن أرفع سماعة " الإنترفون" لأسأل من هو طارق الفجر ؟ |
رد: لنكملها معاً ( مشاركة عامة )
فتحت الباب، وعيناي يداعبها نوم هارب.,
- من ؟! - عذراً.. قد يكون مزعجاً حضوري في هذا الوقت الباكر. وتثاءبت:- أبداً.. أهلا وسهلا.. تفضل. تفضل. ودخل، صديقي المتعب القديم. واعتذرت لدقائق، لأحضر فنجان قهوة، فعاجلني بحركة من يده: - أنت متعبة، وأنا مزعج جداً، لكن ليس لي سواك. (ووضع يده المعروقة على جبينه العالي ) تخلى عني الجميع.. ولم يعد لي سواك. وهربت مني كل الكلمات.. كان منكسراً، وتخيلته شجرة دلب قديمه أكلها الهم والزمن.. ولمَّا استجمعت شجاعتي، قلت له:- ماذا أستطيع أن أفعل لك؟ أنت حطمت كل شيء وغادرتني دون وداع أو اعتذار. |
رد: لنكملها معاً ( مشاركة عامة )
وأغمض عينيه ، وبعد قليل دعاني قائلا : " هل لك أن تعطيني ورقة وقلما ؟! "
ومدت يدي إلى المكتب بجواري ، فأخرجت من علبة الأوراق قصاصة ورق بيضاء وقلما ووضعتهما على الطاولة بجانبه . قال : شكرًا ، فرمقته بابتسامة يشوبها استغراب كبير ، فوقفت بعيدا أراقب ملامحه التي لم لم يرتسم عليها أي إشارة !! وأردد في داخلي :" يا أعز الناس ، إني أصفح عنك " . |
رد: لنكملها معاً ( مشاركة عامة )
أخذ الورقة والقلم ونظراته تشكرني لكن دون صوت ..
كان شارد الفكر .. كأن شيئاً ما يجول بفكره ولا يعرف أين يضعه ليرتاح منه .. كانت نظراته التي تشع منها الطيبة .. يشع منها قلق كبير لم يستطع إخفائه ولم أستطع التظاهر بأنني لا أرى كل هذا القلق .. ولكن أيضاً لا أستطيع أن أسأل .. فهو في بيتي .. كأنه يستجير بيَّ .. وسؤال كهذا قد يفهم خطأ .. قد يفهمه أنني أستعجله الرحيل وهذا ليس آوان الرحيل .. وقد يفهم أنني خائفة أو مرتبكة من وجوده .. مع أن وجوده كان في يوم ما هو شرط أساسي من شروط استمرار هذه الحياة والتخفيف من حدة مصاعب الغربة التي لا تنتهي ولا تذوب ولا تختصر .. حاولت أن أتماسك وأن أضبط أعصابي وأن أحاول رسم ابتسامة هادئة على محياي .. أردت أن أبثه بعض الطمأنينة التي يفتقد إليها الآن .. كان بودي أكثر من ذلك .. كأن أقترب قليلاً وأضع يدي بحنان على كتفه .. كان يفرح كثيراً في الماضي حين كنت أفعل هذا .. كان يقول لي " حنيتك هذه تجعلني أرمي كل هموم الدنيا عن ظهري " لكني لم أفعل .. لا أعلم لماذا خشيت ذلك .. كيف يصبح أقرب الناس إلينا موضع تساؤل .. هل أفعل أم لا أفعل .. هل أقدم أم أحجم .. مع أنه قبل زمن بسيط كان هو وأنا على هذه الحياة فهل أصبحت أنا مع هذه الحياة عليه ؟ |
رد: لنكملها معاً ( مشاركة عامة )
تساؤلات عدة تراود مخيلتي ، تكبح جماح مشاعري ، تخاطبني في صمت " فلتذكُري أن وقت السعادة قصير ، ووقت الحب أقصر منه "
فكسرت صمتي ، واستجمعت قواي ،والدمع يحرق عيني " لِمَ تركتني وحيدة مكسورة القلب ، حزينة " كان هادئا كعادته ، إلا أن هدوءه في هذه اللحظة ، كان مختلفا ، كان كالنسمة التي تسبق العاصفة |
رد: لنكملها معاً ( مشاركة عامة )
عاود النظر نحوي بعينين فارغتين.. ولأول مرة أحس نحوه بالكراهية وبشيء من الحقد..
الحقد ؟! هل يعرف قلبي الحقد ؟! وكيف يحقد قلب خفق بذكره، ونبضه منه ،وأمالي بمرآه وطلته ؟! مازلت في حيرة، ومازال هو صامتاً، يلعب بأصابعه باستمرار.. وخيم صمت قاتل، لكنه حمل ألف سؤال وسؤال، ومازالت الأريكة تحتي تتذمر باستمرار من حركتي اللائبة. |
رد: لنكملها معاً ( مشاركة عامة )
تقدم أكثر من خطوة .. جلس على الأريكة المقابلة .. صب لنفسه كوباً من الماء
كان موجوداً فوق طاولة زجاجية مربعة عليها شرشف من الحرير الذهبي اللامع .. لم يكن حذراً وهو يصب الماء .. فتناثرت بعض نقاط الماء فوق الشرشف الحريري .. وتركت عليه بعض البقع .. ومع ذلك لم آبه بها كثيراً .. وأنا التي يجن جنوني من أي فوضى .. ولو كانت عابرة في الهواء .. وليس على شرشف من الحرير .. أحضرته ذات يوم جميل من إحدى سفراتي إلى بلاد المغرب .. أيام كانت الصحة تساعدني على السفر والتجوال .. وإقتناء القطع النفيسة والجميلة والنادرة .. لأحتفظ بها في منزلي الذي يطلق عليه البعض صفة " المتحف " لشدة ما يحوي من تحف جميلة وغريبة من معظم بلدان العالم .. ومع ذلك لم آبه لقطرات الماء المتناثرة منه وهو يصب الماء بيدٍ مرتجفة .. قبل ان يدلقه في جوفه دفعة واحدة .. كأنه مضى عليه دهر لم يشرب فيه الماء .. أو كأنه تائه في صحراء طويلة وفي يوم قائظ .. لا أدري كان يبدو عليه أنه جاف جداً .. بل أيبس من عود الحطب.. وأن إبريق الماء بأكمله لم يكن ليروي ظمأه ! |
رد: لنكملها معاً ( مشاركة عامة )
مسك الورقة بأصابع معروقة.. نظرت إلى أصابعه وتذكرت فوات الماضي، فتألمت.
ترك الورقة ولم يكتب شيئاً، حدقت في عينيه فرأيت طرف دمعة، فاستجمعت نفسي وقلت له:- ماذا تريد يا عادل ؟! رفع عينيه العسليتين، وكانت مراكبي منذ زمن غرقت فيهما وما بقي منهما في نفسي من شيء:- أريدك أنت ! :- أنا ؟! بعد عشر سنوات تريدني ؟! (تمنيت أن قالها لي وقت رحيله). :- جئت معتذراً..وكلي يريدك.. ما زلت مستغربة ولا أريد أن أضعف:- عادل، مابيننا انتهى.. أنت ما أحببتني أبداً.. أنت أحببت ذاتك. (وأوشكت أن أبكي، وخشيت من ضعفي ثانية، وتابعت وفي فمي طرف مرارة) أنت أناني، تريد العالم أن يأتي إليك ولا تُكلف نفسك بالرحيل إليه.. جئتني لأن الناس تخلوا عنك فبقيت وحيداً، ففزعت من وحدتك، فاشتقت إليَّ ! لن أعاتبك، ولن أقول لك شيئاً، فحبي لك انكسر، وصعبٌ لملمة حطام زجاجه. |
رد: لنكملها معاً ( مشاركة عامة )
أطرق عادل برأسه إلى الأرض كأنه ينبهها أنه كان يعلم
أن هذا هو الرد وأنه ما أتى وما قال كل ما قاله إلا ليبرهن لتلك الرأس الغبية أنه لا مجال مع هذه المرأة .. وأنه لا داعٍ كي توسوس له نفسه كل ليلة ليقف على باب بيتها حين يهجم الليل ويخلو المكان من المارة ويبقى وحده مع أضواء المنزل الخارجية ينظر إليها وتنظر إليه ويتمنى لو تخبِّر هي عنه صاحبة هذا المكان .. قبل أن يكبر هذا المكان ويتحول إلى قصر فاره .. مترامي الأطراف .. يشع الضوء من كل جنباته . قبل عشر سنوات من الآن لم يكن هذا القصر على سطح الوجود .. ربما كان على ورق .. أو في مخيلة ريما حبيبة القلب المغدورة .. لكن حين كان يلتقي بريما هنا قبل عقد من الزمان .. كانت هذه الساحة الخلفية لمنزل قديم عفى عليه الزمن بالكاد يضيئه قنديل ..وكنت دائماً أمازحها وأغازلها وأقول لها أنت ضوء هذا المنزل .. فتضحك كثيراً .. يضحك الفرح في قلبها وعلى وجنتيها .. كانت فعلا هي الضوء ولكن ليس في ذلك المنزل المهترىء فحسب بل في حياتي أنا وقلبي أنا وعمري أنا .. ولكني للأسف أطفأت هذا النور بحماقة كبيرة .. لبنى أنا لم أحبها .. كما يتراءى إلى ريما .. لبنى انتشلتني من الوحل .. انتشلتني من الضياع .. ريما كانت تعيش في العسل .. لم تكن تظن أن الدنيا في الخارج بهذه البشاعة .. طردوني من العمل .. ورموني في الشارع .. وقالوا غداً تُرَّحل ... الأرملة الجميلة أشفقت عليَّ .. أو كانت تكيد لريما .. كانت تغار منها وتحقد عليها جداً .. وكانت تظهر هذا الحقد ولا تبطنه ..ولا أستبعد أنها هي وراء طردي من المعمل .. أخوها لا يجروء على اتخاذ قرارٍ كهذا .. وكان للبنى ما أرادت .. بغضون ساعات أصبحت زوجها .. وأصبحت ررئيس قسم العمال .. وسكنت في الفيلا المقابلة للمعمل .. وأصبحت الآمر الناهي أمام الجميع .. إلا لبنى .. فلقد كانت ترتعد فصائلي منها ومن جبروتها ! ربما كنت جبان .. لم أكن أرغب بالعودة إلى القرية والعمل في فلاحة الأرض التي لن تجدي .. لكن ريما كانت حبَ عمري .. وحتى لا تؤذيها الفاجرة لبنى اختفيت من وجهها تماماً .. وسمعت وعرفت أن لبنى ترتب زواجاً حقيراً لريما بالاتفاق مع أخيها .. وتم بالفعل .. وتزوجت ريما على مرآى من عيني .. ولم أنبس ببنت شفة .. ولم أدافع عن حبي .. وعن الضوء الذي كان يملأ حياتي .. بعد أن مات زوجها بالسكتة القلبية قبل أكثر عام .. بدأت الفكرة تلوح في رأسي .. هذه الرأس الغبية الأمارة بالسوء .. كيف لريما أن تغفر كل حماقاتي ..و تسامح عن كل هذا الغدر .. وتعفو وتصفح عن جبان مثلي ؟ |
رد: لنكملها معاً ( مشاركة عامة )
هرشت رأسي المربع، ومددت يدي على طوهما.. تثاءبت بصوت عال.. اختفى الزمان والمكان، ونائماً في القرب زوجي.
فتح عينيه بدهشة وقال لي:- ماذا بك يا أمل ؟! هل عادتك الكوابيس ؟ تصنعت ابتسامة قلقة، وحدقت للمرة الألف بما حولي، وأنا أردد بذهول:- نعم.. كابوس مزعج، ويبدو أن الدنيا كابوس طويل طويل. ثم نهضت من الفراش، وذهبت لأحضر فنجان قهوة وأنا لا أزال ذاهلة تماماً وفي رأسي كما الدوار. عذراً، أ. ميساء، فقد شعرت أنني سأتابع فيلماً هندياً بائساً، فاختصرت هذا الاختصار المفاجيء. عذراً ثانية من الجميع، وتابعوا القصة كما ترتأون ولا تلتفتوا إلى مقطعي. |
رد: لنكملها معاً ( مشاركة عامة )
جلست أتأمل المكان حولي كما لو أني أراه لأول مرة ، أتفرس في وجه زوجي ، أحدق فيه طوال اللحظات الوجيزة ، غير أني لم أكن قادرة على تذكر تلك اللحظات الجنونية الكابوسية التي شاهدتها أثناء نومي ،.
كيف تُسترجع الذكريات والماضي في لحظة غفوة وهروب ، كيف أحسست بالدفء يخترق جسمي وضباب الأحلام ؟! ، وجدت نفسي جالسة على أريكتي المعتادة ،فاستدرت إلى الطاولة ، فوقع نظري على على قصاصة ورق بيضاء . وحملتها ويدي ترتعشان وقرأت الآتي : "يا أجمل امرأة في الكون ، إني أحبك ،وأتوسل أن تصفحي عني ، أنت أيضاً أعرف أنك تعشقينني ،وأنا كذلك زوجك " |
رد: لنكملها معاً ( مشاركة عامة )
كابوس ؟!
أيعقل .. هذا الحلم الجميل كابوس ؟! من يوقظ الماضي فينا .. ولمصلحة من يتم إيقاظه ؟ قصاصة من الورق .. نثرت عليها أرق العبارات .. من زوج مخلص .. شريك يحمل في قلبه أروع مشاعر الوفاء والإخلاص لزوجة تحبه .. نعم .. لكن في القلب حلم آخر .. حلم يعيش على ضفاف القلب ويتنفس بقايا الأكسجين الذي يتسلل إليه في غفلة عن عضلة القلب ! من أين أتى .. وكيف سمح لنفسه أن يخترقني ؟ وأنا التي أحصن نفسي جيداً .. وأتلو عليها كل التعاويذ التي تقيني شرور السحر ! ولكن هذا السحر الوحيد الذي لا أتلو عليه أي تعويذة .. ولا أتمنى أن أشفى منه .. صوت مبحوح يأتي من الخلف .. هل أعددت القهوة يا ريما .. أم أعدها أنا ؟ |
رد: لنكملها معاً ( مشاركة عامة )
أمهلني بعض الوقت حبيبي .. فأنا سأعد طعام الإفطار مع القهوة ..
وتساءلت في سُرها لا أدري لماذا فاجأني الجوع هذا الصباح وأنا التي لم أعتد تناول الإفطار في هذا الوقت المبكر ؟ ربما حلم الأمس فتح شهيتي .. أو استنزف طاقتي .. ابتسمت في خبث بينما كان عادل يقترب أكثر وينظر بحماس وشهية متفتحة إلى إبريق القهوة وهو آخذ في الغليان على نار متوسطة .. ويردد بصوت منخفض .. إفطار مع القهوة ؟ ما الذي جرى لريما كنت أظنها لن تصالحني بعد المشادة الكلامية التي حدثت بيننا في ليلة الأمس .. لكن طبعا الكلمات الرقيقة التي كتبتها لها على الورقة أكيد أنها أثرت فيها جدا .. فها هي تناديني بحبيبي وهذا ما لم أسمعه منذ كنا في شهر العسل .. وكذلك تعد القهوة بنفس راضية .. دون تذمر كعادتها في كل صباح .. " متى يأتي اليوم الذي تعد فيه القهوة أنت يا عادل .. متى تصنع شيئاً بنفسك ولنفسك على الأقل أيها الكسول ؟ |
رد: أكمل هذه القصة ( مشاركة عامة )
جلسا إلى المائدة .. الإفطار شهي للغاية كأنه لم تعده أنامل قلقة ..
أنامل متوترة .. أنامل متحفزة .. أنامل خائفة .. الإفطار شهي جداً لكن العيون هاربة .. ريما تجول بعينين ثابتتين كل شوارع الذكريات .. كيف يفاجئني حلم كهذا ؟ وعادل يلتهم الطعام بفرح عارم .. يعتقد أن هذا الإفطار هو باقة ورد .. ضمة أزهار .. رسائل صفح وغفران .. لا يريد أن يخسر ريما .. ليس لأنها حبه الوحيد .. فهذا ليس ضمن حسابات عادل .. ولا يفكر عادل بالرومانسيات وعلاقات الغرام التي لا تثمر .. عادل كل شيء عنده خارج معادلة واحد زائد واحد يساوي اثنان غير مقبول .. لكن مع ريما الوضع مختلف .. ريما إنسانة حساسة وتقف كثيراً عند كلمات الحب والغزل واللحظات الحالمة وقصائد الشعر الملتهبة .. ولن يجدي معها أي شيء آخر .. لذلك عادل مهمته أحياناً تصعب حتى يعثر على القصيدة المناسبة في الوقت المناسب . |
رد: أكمل هذه القصة ( مشاركة عامة )
ينقر عادل على المائدة نقرات ناعمة .. كأنه يدندن أغنية عتيقة اعتاد وريما على سماعها ..
ريما في أول الأمر كانت شاردة ..لكن مع استمرار النقر الناعم عادت من سرحانها الطويل .. وابتسمت .. يبدو أن تذكرت الأغنية التي تجمعهما دائماً .. وبدأت تحرك شفتيها ببطء وغنج زائد .. كمن يحاول أن يسترجع شريط حياته في تلك اللحظات .. " عودك رنان ضلك عيد يا علي .. سمعني عودك ... " يضحك عادل .. كم مرة قلتِ لي بحسرة .. لو أن اسمك علي .. لكنت بقيت أغني لك هذه الأغنية طوال العمر .. وأنا كنت دائماً أضحك عليك .. وأغني لك .. " يالله تنام ريما .. يالله يجييها النوم " كنت دائما أحاول أن أستفزك كثيراً .. تصبحين كلبؤة جميلة حينما تستفزين .. وبعدها أضمك كثيراً .. ونضحك أكثر .. لا أريد للملل أن يتسرب إلى حياتنا يا ريما .. أريد لضحتك أن تفرقع في جميع أرجاء المنزل .. لا أريد ريما العابسة .. الحزينة .. المستاءة .. المتمللة .. قولي لي كيف أقضي على كل هذا ؟ فاجأ ريما السؤال.. واحتارت بماذا ترد .. وفجأة قفز إلى ذهنا الجواب .. السفر .. إنه السفر ! |
رد: أكمل هذه القصة ( مشاركة عامة )
فكرة جيدة .. قررا موعد السفر.. احتارا في المكان.. كان الخيار بين مدينة ساحلية و مدينة في عمق الصحراء.. انتصرت الصحراء على حساب البحر.. مندهشا تنازل عادل لذوق ريما و هي المولعة بجمال البحر و سحره.. حجزا غرفة في الطابق العلوي في وحيد المنطقة؛ فندق أثث بذوق يجمع بين الأصالة و المعاصرة. بعد سفر طويل أخذا قسطا من الراحة.. انعرجت الشمس.. تسللت ريما من الفراش لتزيح الستار عن النافدة.. فهي تعشق الغروب.. أذهلها المنظر.. امتد خيالها على امتداد فضاء الصحراء.. ساهمة الطرف.. عاودها الحلم كالوجع المتتالي قبل الولادة.. ركبت حلمها عبر أمواج الرمال الذهبية.. حلم يتربص بها في المنام كما في اليقظة لبسها على مقاس خوفها.. استفز عقلها كقنبلة موقوتة وأدت سعادة اللحظة.. و شوهت جمال المكان.. أخذت تقلب صفحات حلمها.. استوقفتها فقرة غابت عنها من قبل؛ على الكثبان الرملية وقف صديقها يستعطفها لتسامحه.. قسى قلبها.. كيف تسامحه و قد هجرها عن طواعية مع سبق الإصرار.. لاحظ شرارة كرهها المنبعثة من نظرات عينيها التي أصبحت بلا لون.. عينان واراهما شعر فوضوي بعثرت خصلاته رياح صحراوية.. هبت معها جوارحها المكسورة.. هاله موقفها.. لم تعد ريما التي يعرفها.. ريما المسامحة الرقيقة البشوشة.. أصبحت امرأة أخرى.. تحمل تعاريج الكثبان الرملية.. و منعطفات ذكرى مجروحة.. فاجأته موجة حزن جرفت معها طينة حنان يستحيل إعادة ترميمها.. أخذ يضمدها بجنون حبه متحديا خيبته لكسب الرهان.. رهان الانتصار على قسوتها.. لم تفلح عيناه المكحلة بلون العشق في استمالة قلبها.. لقد نسيت لغة العيون يوم الفطام. جاء يفرغ خزان شوقه على جثة مشاعر أبادها.. جاء متأخرا بعد أن طال انتظارها.. و قد عرضت على مائدة فراغها أذواق مغرية.. رفضتها بإخلاص من تطمع أن يبزغ فجر حبها من ظلام ظلمه.. لكن حياته البديلة أحدثت كسوفا كليا لازم سماء قلبها.. جاءها بعد أن لملمت جراحها.. وعالجت نوتات أوتار قلبها الذي تغنى فيما مضى بسيمفونية حبه.. بعد فوات الأوان جاء يطالبها بحب اغتالته بسهم لا يخطئ. - نفضت عمقي منك؛ قالت له. بثت لمسة وبرية مداعبة خدها مجرى السعادة في محياها.. - ارتحت حبيبتي؛ قال زوجها الذي أفاق على حين غفلة منها أومأت إيجابا برأسها. - حسنا تعالي نلقي نظرة على الفضاء أخذها من يدها و تواريا خلف الكثبان الرملية كما توارى حلمها المفزع في لحظة نسيان. |
رد: أكمل هذه القصة ( مشاركة عامة )
ملاحظة
سأعود أحبتي بعد أن أعدل كل مشاركاتي فالخط فيها غير مقروء بالنسبة لي كم أتمنى لو تستطيع الغالية الأستاذة هدى مساعدتي في ذلك كأن أحول كل الخط في بياناتي إلى نوع مقروء وشكرا لكم |
رد: أكمل هذه القصة ( مشاركة عامة )
تنفست الصعداء وحمدت الله أن عادل كسائر مخلوقات الأرض لا يقرأ
ما يعتمل في الداخل من فوضى نبش ذكريات الماضي والحطام الذي خلفته .. لهذه اللحظة ريما لا تعلم جيداً هل كان اختيارها لعادل هروباً من ماضٍ أليم أم أنه اختيار العقل والمنطق الذي عادة لا يخيب .. لكنه القلب .. تباً له .. رغم كل هذه الجراح التي خلفتها قصص الماضي .. ألا أن القلب وفي هذه اللحظات تحديداً يشتاق .. يشتاق إلى تلك الأمسيات التي مضى عليها الآن قرابة العقد من الزمان .. هل كنا أطفالاً في حينها ؟ لا لم نكن أطفالاً بل كنا في ريعان الشباب .. لكن ربما أحلامنا كانت طفولية .. أو أفكارنا ربما .. وتسأل ريما نفسها بحسرة كبيرة .. طالما كنت أحبه إلى هذا الحد فلمَ لم أتجاوز هفواته ؟ هفواته ؟ الآن يا ريما تقولين هفواته .. ألم تكن جرائم نكراء ؟ خيانته لك أصبح هفوة .. وتلعثمه حين واجهتيه بالحقيقة المرة أنه كان مع أقرب صديقة لك في جلسة هادئة على شاطىء البحر ؟ برر لك ذلك .. نعم حاول أن يقنعك أنها متعبة مع رفيقها وتريد حلاً لمشاكلها معه وهل إيجاد الحلول يكون بجلسة هادئة ولوحدهما على شاطىء البحر ..وبالسرَِ.. ولولا أن سعاد أخبرتك بهذا لم تكوني لتعرفي أبداً .. ريما .. اختيار موفق الصحراء يا عزيزتي .. أنا أشعر أنني أكاد أطير من الفرح .. |
رد: أكمل هذه القصة ( مشاركة عامة )
عدت للأصل فوجدت به بصمة ليلى كذلك ... تابعت بشغف
|
رد: أكمل هذه القصة ( مشاركة عامة )
إحساس جميل أن ترى بصمتك؛ التي غابت عنك ذات نسيان، في عمل مشترك خصوصا وأنا أحب العمل الجماعي.
عبارات الشكر لا تفي حقك عزيزتي خولة؛ وأنت الفراشة التي تطوف دون كلل ببساتين المنتدى لتنثر رحيقا عبقا ينعش القلب. لك ودي ومحبتي |
الساعة الآن 41 : 11 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية