منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   خدوش وجراح على زجاج العمر (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=431)
-   -   أمّي ومصابي الجلل / هدى الخطيب (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=28788)

هدى نورالدين الخطيب 23 / 02 / 2015 03 : 09 PM

أمّي ومصابي الجلل / هدى الخطيب
 
وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا ( 23)وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24 ) (الإسراء)
وقال سبحانه:
وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ﴿34 كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴿35 ( الأنبياء )
كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون( 57 ) والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين( 58 )( العنكبوت )

الأم هي الحياة والأم هي الحضن والوطن الأول والأخير الذي لا نرتوي منه أبداً مهما أغدق علينا من فيض ينابيع الحنان والأمان وبحوره العذبة التي لا تنضب أبداً..

بفضل أمهاتنا يشعر كل منا بالتميز ونستمد بدعم الأم الشعور وكأننا ملكات وملوك على هذه الأرض..
دعم نفسي وثقة بالتميز لا تتوقف بها نصمد أمام مصاعب الحياة وآلامها وأشرارها وحسّادها وحروبهم ومواجهاتها وضغوطها ومعاول هدمها إلخ..
دائماً وأبداً في عينيها – وفي عينيها فقط - ابنتي الأجمل الأذكى والأكثر تميزاً ونبلاً والأطيب إلخ...
باب من أبواب الجنة مفتوح لا يغلق إلا بموت الأم وأبواب الرحمة مشرّعة ودعوات بظهر الغيب وفي جوف الليل وفي كل حين..
صدر أرحب وأوسع من العالم بأسره ودفء لا يشوبه برد.. يدٌ لوحدها حكاية، ألف لغة تجيد وينبعث منها حنان يمكن أن يكفي العالمين .. حين تمسح على وجهي وكأني ظمأ ارتوى وصحراء تحول إلى بساتين مثمرة ومشاتل زهور..
عيناها الأجمل حين تحتويني بهما في عناق ولا أجمل، وهل في الدنيا عينان أجمل من عيني بهية - وأي عينان - بهيتي تستطيع أن تضم وتحتوي وتغدق فيض المحبة والحنان والحماية والأمان بنظرة من عينيها .. ومن عينيها فقط ينبع كل الحنان...
صديقتي الأولى والأخيرة والدائمة في كل أزمنتي ومراحل حياتي.. صديقتي الصدوقة التي لا ينزاح همي إلا إذا رميته في أحضانها فأنام مطمئنة وتسهر هي تحمله وتحملني دون أن تحمّلني وتستعد لتنفي الأذى وتبعده عني وإن بصدرها..
هي من تحبني وأختي وابني أكثر منا وأكثر منها ومن الدنيا بأسرها، وهي الوحيدة المستعدة دائماً أن تضحي بنفسها وحياتها دون تردد من أجلنا..
هي من أعطت فعلياً وجاهدت وضحّت دون توقف أو تردد.. هي من ترملت في الثامنة والعشرين من ربيع عمرها وحيدة وقد توفي والديها بلا أخ أو أخت يساندانها وبجمالها الأخاذ وثقافتها الواسعة وتميزها وشخصيتها القوية ونسبها العريق ومكانة عائلتها- تقدم لها العديد- لكنها كرّست حياتها لأختي ولي فحضنتنا وكانت لنا الأم والأب والأخت والصديقة وتحملت من أجلنا كل شيء وحرصت أن نكون الأكثر تميزاً بين لداتنا حتى لا يقال عنا أيتاماً ولا نشعر بيتم الأب..
عملت ودرّست لتعود من المدرسة تدرسنا وتسهر علينا وتخيط وتطرز وتغزل الكروشية إلخ..
حتى ابني تحملت عبء تربيته أكثر مني وسهرت عليّ وعليه..
هي الأمّ العظيمة المثالية بكل جدارة التي عاشت لتعط وتضحي وتجاهد في هذه الحياة في سبيل بناتها..
هي مربية الأجيال التي كان لها الفضل على تلميذاتها وكانت أم لكل من لم يكن لها أم والصدر الحنون لكل من كانت تفتقد الصدر الحنون والصديقة الصدوقة ، تصغي إليهن وتحل مشاكلهن.. هي أمي العظيمة ...
أمّي حبيبتي.. أمّي أنا..
هي الإنسانة التي كانت دوماً بجانب كل من احتاج لها أو احتاج لمن يقف إلى جانبه بأي هم أو مشكلة أو مصيبة ألمّت وهي الكريمة التي كانت تعطي كل ما لها دون أدنى تردد وبإصرار- كرم كان أحياناً يغيظني – حين تتنازل عن معطف أو شال أو أي شيء ثميناً أو بخساً أو هي بأمسّ الحاجة له، لمجرد أنه أعجب إحداهنّ..
أمّي العظيمة..
هي أمي وهي من ملأت مكان الأب بعد أبي الراحل، هي من ملأت دنيايَ وهي صديقتي وصاحبة أجمل وجه وعينان وغمازات وابتسامة وصوت حلو المنطق والحديث والدفء..
هي نبع المحبة الذي لا ينضب
اللهم أنت أعطيت وأنت أخذت وإليك المصير
لا يدرك إنسان حجم وجعي وفداحة ما فقدت وهول ما خسرت إلا من له أم كأمّي..
ألمي ودموعي لا يمكن إلاّ أن أحملها وحدي وخلف الجدران وقد علمتني الشموخ وألاّ أضعف أمام الناس ولا أنحني أو أظهر ضعفي وأن أبتسم وأضحك للناس كلما دنت الدموع من الاقتراب أو آنست في نفساً ضعفاً.. وهذا ما كان ويكون حتى في عزّ وجعي وصدمتي لمر فراقها...
هي الشمس الحانية – التي تُدفئ ولا تحرق- المانحة في كل حين والتي تدور أفلاكنا من حولها وفي مدارها..
كم تمنيت ودعوت الله بكل أنانية الأبناء أن أرحل قبلها ولا أُفجع بها..
كم كنت أتمنى ألا أخسر دفئها ويحتويني برد العالم من بعدها خالية الوفاض منها..
غاب جسدها وطلتها البهية وأشتاقها لكني ما زلت أشعر بها بقربي تحميني روحها وتتفقدني..
نعم.. أشعر بشيء هائل.. بألم المصاب وفجيعة الرحيل وآلام دفن جسد أكثر من حبيب- أقرب من قريب – أعزّ من عزيز - هو جسدي - جسدي بعض من بعضه، منه تكوَّن وتشكّل بداخله وأبصر النور بفضله - في تراب الغربة أُدفن / يُدفن ويمتدّ إليّ الشعور بالفناء..
أتفنى عينان كالكوكب الدّري جمالاً وبريقاً وجفون يستمد منها السحر سحره؟!
ترفق أيها الثلج والصقيع بجسدي الحبيب أمانة غالية في حفرة تحت لحافك..
أيطوي التراب أغلى الكنوز ويحجب ركام الثلوج الدرر؟؟!!
ترفق بعينيها حبيبتاي – عينان نجلاوان سوداوان وجفنان ساحران- تحدث بجمالهما كل من عرفها يعلوهما حاجباها المقوسان – ميراث جدّها سيدنا عمر بن الخطّاب - وغمازات خديها العميقة المستديرة.. ما تزينت النساء بغمازات كغمازات خديها.. بوجهها البيضاوي الجميل وابتسامتها الطيبة النبيلة .. بجلد وجه لم تمتد له التجاعيد ولا الذبول يوماً.. ببهاء قوام وشموخ عنق وجيد نادر.. بابتسامتها البهية المشرقة التي طالما واجهت بها كل أعاصير الحياة وما بخلت بها حتى لو كانت بذروة الألم وسطوة الوجع، ولسان حالها يقول:
"ياربي شدّ أزري حتى لا أوجع ابنتاي حبيبتاي"
مهما رفضتُ اليوم الحقيقة وكابرتُ أمام الناس، فالمصاب أليم..
المصاب أليم أليم والفجيعة كبيرة ينوء ظهري بحملها وعقلي المشوش لم يزل بين تصديق ونكران..
كل نفس ذائقة الموت، ولا راد لقضاء الله سبحانه أرواحنا أمانة يستردها متى يشاء وله الأمر من بعد ومن قبل..
هي الغالية الحبيبة وهو سبحانه أرحم بها مني ومن أختي وابني وأحنّ عليها من الأم والأب...
لله ما أعطى ولله ما أخذ وإليه المصير وحده لا إله إلا هو الحيّ القيّوم الذي يحيّ ويميت.
اللهم لا اعتراض على قدرك سبحانك ونحن لمشيئتك صاغرون راضون لا نقول إلا ما يرضيك عنّا..
هي عندك وهي أعزّ علينا من أنفسنا وأنت أعلم بنا منّا ، فارحمنا وهوّن علينا مصابنا إلى أن نلحق بها وتجمعنا برحمتك وفضلك بها وبالوالد والأهل في جنان خلدك ولا تفتنّا بعدها يا أرحم الراحمين فنحن وإياها - وهي من علّمتنا - نعبدك مخلصين ولا نشرك بك سبحانك لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك فأنت الحيّ القيّوم وكلّنا لنا أجلٌ وكتاب فاقبلها في الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصديقين واجعل خاتمتنا على خير وإخلاص لك ولعبادتك ولا تضلّنا بعد إذ هديتنا.
قدر الله وهذه إرادته وفيها حكمته ونحن مؤمنون.


د. رجاء بنحيدا 23 / 02 / 2015 53 : 09 PM

رد: أمّي ومصابي الجلل / هدى الخطيب
 


الأديبة الفضلى الغالية هدى الخطيب
ما أصعب القول على القول !! وخاصة إذا كان هذا القول مختلفا صادقا حزينا، أكثر إيمانا بقضاء الله وقدره ..
رحم الله الأم الرؤوم ، الحنون ، الصبور ، بهية الرافعي ، وسقاها من حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، شربة ، هنيئة ، مريئة ، لا تظمـــأُ بعدها أبداً.
تقديري واحترامي .

محمد الصالح الجزائري 23 / 02 / 2015 14 : 10 PM

رد: أمّي ومصابي الجلل / هدى الخطيب
 
رحمها الله وأسكنها الفردوس الأعلى..نصّ صادق حزين ولكنه ينطوي على نفس مؤمنة بقضاء الله وقدره..شكرا لك أختنا الغالية الأستاذة الأديبة هدى نور الدين الخطيب..تقديري واحترامي..

نصيرة تختوخ 23 / 02 / 2015 17 : 11 PM

رد: أمّي ومصابي الجلل / هدى الخطيب
 
صديقتي العزيزة،
هو امتحان عسير مرير وتجربة قاسية جدًّا أتمنى أن تتجاوزيها بثبات وصبر.
دمت في رعاية الله وحفظك وألهمك وعائلتك الصبر والسلوان والقدرة على الاستمرار وإسعاد بعضكم البعض.

بوران شما 24 / 02 / 2015 28 : 12 AM

رد: أمّي ومصابي الجلل / هدى الخطيب
 
غاليتي الحبيبة أستاذة هدى

لقد أبكتني كلماتك وأحزنتني ، هو لا شك مصابٌ جلل ،
وبوحكِ هذا حزين لفقدان الأم الغالية ، لكنه صادر عن نفس مؤمنة
راضية بقضاء الله وقدره ، ألهمكِ الله دائماً الصبر والسلوان ، ورحم
الله هذه الإنسانة القديرة والرائعة والتي هي في الحقيقة لا تعوض ،
وأسكنها الفردوس الأعلى .
محبتي وتقديري .

ناجية عامر 24 / 02 / 2015 00 : 01 AM

رد: أمّي ومصابي الجلل / هدى الخطيب
 
كلام حزين ادمى قلبي اختي الحبيبة
رحيل من نحب و رحيل الوالدين لدار البقاء
خسارة كبيرة خصوصا للمقربين و للابناء
انت مؤمنة بالله اختي مؤمنة بالقضاء و القدر
تشبتي بالصبر و السلوان و الله المعين
رحم الله والدتك و الهمكم الصبر في هذا المصاب الجلل

رأفت العزي 24 / 02 / 2015 12 : 01 AM

رد: أمّي ومصابي الجلل / هدى الخطيب
 
سأخبرك يا سيدتي ببساطة عما سيحدث في قادمات الأيام ..!
حينما يُذكر اسمها أو تثار سيرتها ستشتعل نار الاشتياق وتهتاج نفسك تلهفا وتنهمر دموعك
مع كل كلمة وشهقة ، سيبقى صوتها يرن في أذنيك وتسمعينها تنطق باسمك - ويا قهر قلبي -
سوف تلبين النداء وتقولين كعادتك نعم ماما ..سيتوهج فكرك بذكرها كلما وضعت رأسك على
وسادة النوم التي ستتبلل مرارا بالدموع وستنهضين من نومك وتصرخين ب أمي أمي ..
وستكيلين بمكيال أناقتها، ثقافتها، عراقتها، جمالها، صبرها وقوة احتمالها فأي النساء
ستوفي هذا الكيل مقاسه وتلك لعمري لك إلى جانب الفخر نقمة ستزيد من حسرتك حسرة
فأي خسارة قد خسرت يا هدى !أي خسارة خسرت يا شقيقة الروح ايتها الأخت الغالية

توفيت هي الأخرى منذ أربعة عشر عاما وبلغت من العمر
ما بلغت لكني وبصدق أقول لك ما زلت احن إلى صدرها ما زلت أبكي كلما جاء ذكرها
وأتمنى لو أن ربي أخذ من عمري وأطال عمرها! لكنه السلطان الذي لا سلطان فوقه
والقدر الذي لا مفر منه بأي حال ، بكيت لأجلك وأعلم لماذا بكيت ، لكنك من طينة ترفض
الاستسلام ولا ترفع الراية البيضاء إلا في مثل هذا المصاب وهو أليم ولكن لا حول لنا
" ولا قوة إلا بالله " يرحمها ربي وجعلها في عليين ..

غير ذلك سُعدنا بطلتك بقدر حزننا وأطمأنت قلوبنا بقدرتك على التعايش مع جرحك
فاتت مفرداتك كأنها ومضات من نور تحلق في سماء الملكوت فرفعتنا إلى مستوى شموخك وحزنك.
ألهمك الله الصبر واعانك وشدّ من عزيمتك ايتها الأخت الغالية وإنا لله وإنا إليه راجعون

علاء زايد فارس 24 / 02 / 2015 42 : 02 AM

رد: أمّي ومصابي الجلل / هدى الخطيب
 
ماذا نملك أن نقول أمام هذه العبارات الصادقة
ربي يرحمها ويجعلها من أهل الفردوس، فهذا مقام الطاهرين الطيبين
وهذه الجائزة والمكانة لا توازيها أي جائزة من جوائز الدنيا الفانية
ربي يصبركم أختنا الغالية ويقويكم أمام هذا المصاب الجلل

ليلى مرجان 24 / 02 / 2015 43 : 02 AM

رد: أمّي ومصابي الجلل / هدى الخطيب
 
بوح من فوهة حزن و عميق اشتياق
أسأل الله لك أستاذة هدى صبر المومنين
كما أسأله تعالى أن ينعم على الفقيدة برؤية وجهه الكريم

مازن شما 24 / 02 / 2015 58 : 02 AM

رد: أمّي ومصابي الجلل / هدى الخطيب
 
ونعم بالله وكيلا
أختنا الغالية.. هذا هو قدرنا..
اعانك الله على فراق الغالية
كلمات مؤثرة نابعة من قلب مفجوع بفقدان الغوالي

قال محمود درويش
لن أسميكِ امرأة، سأسميك كل شيء.

فلله درك أيتها الأم كم أنت عظيمة !!

رحم الله الأم والمربية الفاضلة بهية الرافعي،
سقاها الله من حوض نبينا محمد صلّ الله عليه وسلم
شربة هنيئة لا تظمـــأُ بعدها أبداً.
تقديري وتحياتي واحترامي .

فتيحة الدرابي 24 / 02 / 2015 39 : 03 PM

رد: أمّي ومصابي الجلل / هدى الخطيب
 
كان الله في عونك حبيبتنا الغالية هدى
يعلم الله كم تأثرت قلوبنا بهذا البوح الحزين الصادق .
لكننا لا نستطيع إلا قول لا إله إلا الله محمد رسول الله .
ألهمك الله الصبر على هذا المصاب الجلل وأسكن المرحومة جنة الفردوس يارب.

ميساء البشيتي 24 / 02 / 2015 59 : 06 PM

رد: أمّي ومصابي الجلل / هدى الخطيب
 
بداية .. عود أحمد غاليتي الأستاذى هدى نور الدين الخطيب
والله يرحم والدتك المغفور لها بإذن الله بهية الرافعي .
قلت سابقاً وأعيد أنها الله يرحمها كانت والدتنا جميعاً ..
كنا دائماً نتوجه إلى العلي القدير أن يحفظها من كلذِ شر ..
وكنا في مناسبات الحب نتوجه إليها بباقات الحب في عيد الأم وباقي الأعياد
وكنا نلمس حنانها عن بعد ونستشعر دفئها عن بعد أيضاً ..
حزنت جدا كما حزن باقي الرفاق على رحيلها ورحيل الأم أكثر من موجع
لذلك أنا أعتبر أنا أمي موجودة إلى الآن ولكن للأسف جزء مني هو من مات ..
الأم لا تنتسى فكيف إن كانت أم عظيمة مجاهدة ومناضلة لأجل أبناءها ..
الله يرحمها ويجعل مثواها الجنة ويصبرك يا غالية

ملاحظة
كتبت وردة لأمي قبل أيام وأظنها وردة لكل الأمهات ..



وردة لأمي
حلم طويل جمعني بك الليلة .. لم يكن جميلاً أبداً ، وكان غريب الوقع على النفس المشتاقة إليك على مدار الأيام .. جريت فيه طِوال الحلم وحدي .. كنتُ أركض فيه في طرق متشعبة وملتوية تضيق شيئاً فشيئاً حتى تكاد تطبق على قفصي الصدري .
في الجانب المظلم من الحلم كُنتُ أتأرجح بين فواصل المشقة ونقاط التعب .. وفي الجانب المنير كنت أنتِ ، تمدين إليَّ يدك ولكن عن بعد ِ .. وكان هناك حديث مطول بينا ، يتيه لبعض الوقت ثم يظهر .. لم ينتهِ الحديث ولكنه للأسف أيضاً ربما لم يبدأ .
اختلفنا في الحلم مع أننا لم نختلف في يومِ .. قلتِ كثيراً ولم أسمع ، وقلت أكثر ولم يصلك .. بقيتِ في مكانك وبقيتُ في مكاني وتفصلنا شوارع من العتمة .
كنت بحاجة لرضاك .. لبسمتك .. ضحكتك .. هدوء ملامحك .. طيب نصحك .. دفء نظراتك .. رنة صوتك .. كلَّ ما كان يشكلُّ بالنسبة إليَّ أمي .
لم أرَ في الحلم إلا أمواجاً تتقاذفني من القلق .. وصوتك يأتيني محاولاً أن يفسح إليَّ بعض الطريق ، لكني لم أسمع منه شيئاً .. كنتُ غارقة في تفاصيل الهرب .
كل ما أتذكره أنني في نهاية الحلم قررت أن أحمل إليك وردة .. وأن أطلب منك الصفح والغفران عن كل ما بدرَّ مني في الحلم .. وما تسَبَبت فيه براكين قلقي وهلعي .. ولكنني تذكرت في نهاية الحلم أنك رحلت عني .. وحاولت أن أتذكر أكثر هل رحلتِ فعلاً ؟ وهل رحلتِ قبل أن أبدأ هذا الحلم الشقيُّ ، وأنني لم أتعبك فعلاً ، وكان مجرد حلم فحسب ؟
أياً كان ، فأنا قررت أن أحمل إليك وردة ، وأن أقبِّلك من بين عينيك ، وأطلب الصفح والمغفرة ، فاقبلي وردتي يا أم ، وانسي كل ما كان في الحلم .

محمد جادالله محمد 25 / 02 / 2015 47 : 01 PM

رد: أمّي ومصابي الجلل / هدى الخطيب
 
اّمين اّمين على دعائك للسيدة والدتك..
ما ذكرتيه عن سيرتها..
هى ملحمة صير وعمل وجهاد وتربية وإيثار على النفس وتضحية كبيرة بكل ما تملك
من أجل بناتها واحفادها..
هى بلا شك من اولياء الله الصالحين اقصد الصالحات....لهم البشرى فى الحياة الدنيا
اظنها لن تتركك ..اقصد روحها ..ستزورك كلما اشتقت لها او احتجت لها فى شيئ
ان لم يكن فى العالم المنظور ..ففى عالم الرؤيا..
الله يرحمها سيدة طيبة من الصالحات كافحت طول عمرها ونجحت اخيرا فى كفاحها..
والله يلهمك الصبر والصواب..

Arouba Shankan 25 / 02 / 2015 43 : 08 PM

رد: أمّي ومصابي الجلل / هدى الخطيب
 
لا تبالغي في الحُزن أ.هدى
دعيها تغفو تحت حماية الرحمن، آمنة مُطمئنة، أتمت الرتسال التي خُلقت من أجلها
وأنت تابعي من بعدها
حدثي الأوراق عنها، وأطياب كل صبح ندي، سمي زهور الربيع باسمها، ازرعيها أغنية فوق شفتيك
لكن لا تُبالغي في الحزن

سندع للأيام مهمة النسيان، إن استطعنا
وسنتابع
مع الأم الأغلى التي لن تموت
وطننا الغالي
أرضنا التي بانتظار التحرير
البقاء لله،، ولك الصبر والسلوان

مع التحية

علي ابو حجر 25 / 02 / 2015 50 : 11 PM

رد: أمّي ومصابي الجلل / هدى الخطيب
 
رحمها الله وأسكنها الفردوس الأعلى .

فاجعة كبرى وأي فاحعه .

فقدان أحد الابوين .

كأس نشربه جميعا .

الهمك الله الصبر وجعلك من الصابرات العابدات المؤمنات .

وأنت كذلك .

الرحمة والمغفره لإ مهاتنا وأمهات المسلمين .

هو قطار العمر يمضي بنا الى حيث نشاء والى حيث لا نشاء .

ناهد شما 26 / 02 / 2015 13 : 06 PM

رد: أمّي ومصابي الجلل / هدى الخطيب
 
الغالية أستاذة هدى عودا" حميدا" إن شاء الله
مهما عبر الانسان بكلمات عن مشاعره عند فقدان أعز الناس على قلبه ولا قواميس الدنيا كلها تستطيع أن تترجم الحزن الذي يملأ قلبه
فكيف لو كانت الأم ، إن لموت الأم بعدا" لا يمكن وصفه بالكلام إنه بعد نفسي عميق الأغوار تتلاشى الكلمات عند عتبته وتضمحل العبارات
ولا تبقى سوى العبرات !
عندما توفيت أمي حزنت حتى تقرحت مشاعري وتألمت حتى أشفق الألم ... فيا عزاء نفسي كيف تندمل جراحات اليتيم
لقد أحستت وقتها أنني نبذت الحياة كلها لأن الحياة كانت أمي .......
فمشيت في الحياة أصارع هذا الحزن وأتناسى هذا الألم دون جدوى تجرعت كأس الألم قطرة قطرة الى أن لحق بها والدي وأبت أختي
الا اللحاق بوالديها ومع ذلك ولأننا نؤمن بما قسمه الله لنا في هذه الحياة ولاننا نؤمن بالقضاء والقدر ولكل انسان أجل رضينا بما كتبه الله
لنا وسرنا في فيافي النسيان وقفار السلوى وتذكرناا موت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
فهانت علينا مصائبنا
عزيزتي الغالية استاذة هدى
صدقيني دعيها تنام بسلام واجعلي لسانك لا يقف عن الدعاء لها فهذا ما تحتاجه الان
رحم الله والدتك وغفر لها وحشرها مع الصديقين الصالحين
ربنا يصبرك ويقوي ايمانك
دمت بخير

د. منذر أبوشعر 02 / 03 / 2015 10 : 12 AM

رد: أمّي ومصابي الجلل / هدى الخطيب
 
[align=justify][align=justify]ويظل طائر العنقاء يتوالد من تكاثف الألم.. وتظل إصباحات اليقين تأتي بعد دجية أماسي حزن الليل.. وعلى الدوام تبقين نور هدى النور ووجهه المضيء.
نعم.. هو الأسى العميق، يصهر بيدين جاسيتين كل مباهج متع الدنى، لكننا ـ ولأننا مؤمنون ـ نقول على الدوام: إنا لله، وإنا إليه راجعون.
وعزاؤنا، إن من رحلوا أضا%

مرمريوسف 11 / 03 / 2015 11 : 04 AM

رد: أمّي ومصابي الجلل / هدى الخطيب
 
صدقت يا أختاه فى كل كلمة كتبتيها رحم الله الأمهات الأحياء منهم والأموات

اللهم اغفر لها و ارحمها و اجعلها من ورثة الفردوس الاعلى
اللـهـم عاملها بما انت اهله ولا تعاملها بما هى اهلا لها .
اللـهـم اجزها عن الاحسان إحسانا وعن الأساءة عفواً وغفراناً. اللـهـم اّنسها في وحدتها وفي وحشتها وفي غربتها. اللـهـم يمن كتابها ويسر حسابها وثقل بالحسنات ميزانها وثبت على الصراط اقدامها واسكنها في أعلى الجنات بجوار حبيبك ومصطفاك (صلى الله عليه وسلم) .
اللـهـم افسح لها في قبرها مد بصرها وافرش قبرها من فراش الجنة .
اللـهـم اعذها من عذاب القبر ,وجاف ِالارض عن جنبيها .
اللـهـم املأ قبرها بالرضا والنور والفسحة والسرور. اللـهـم إحمها تحت الارض واسترها يوم العرض ولا تخزها يوم يبعثون "يوم لا ينفع مال ولا بنون إالا من أتى الله بقلب سليم" اللـهـم لا تحرمنا اجرها ولا تفتنا بعدها و اغفر لنا و لها و اجمعنا معها في جنات النعيم يا رب العالمين .

خيري حمدان 13 / 03 / 2015 52 : 03 PM

رد: أمّي ومصابي الجلل / هدى الخطيب
 
الأديبة العزيزة هدى نورالدين الخطيب
لا شكّ بأنّ مصابك جلل وكبير، ولكن قدّر الله وما شاء فعل.
تمرّ الأيام والسنون، وتبقى الذكرى ورائحة الوالدة ودفؤها الحميم.
ندعو لك بالصبر والسلوان وللوالدة الغالية الرحمة والدعاء بالمغفرة،
وسعت رحمته كلّ شيء، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم.

نوره الدوسري 29 / 03 / 2015 26 : 06 AM

رد: أمّي ومصابي الجلل / هدى الخطيب
 


استاذتنا الغالية // هدى الخطيب

غاليتي

امراة فاضلة بهذه الصفات

منحت ,,, صبرت ... علمت

حرمت نفسها لتعطي

ضحت لتمنح

اعطت وفاضت

كرم وعطاء

انظري فقط لهذا لعمر المليئ بالاعمال البيضاء الصالحة والطاعات

اسمعي ..

كيف يترحم عليها الصغير والكبير

راقبي ..
اثارها
مالت اليه اعمالها وما انعكس عليكم من احترام وتقدير

تذكري ...

مواقفها في مثل هذه الصدمات واي صدمة اكبر من الفقد

وكيف كانت وانت ابنتها وتلميذتها وصديقتها ورفيقتها

اعيدي ...

المواقف تأملي كيف كان ايمانها بالله

بالموت وكيف كان استعدادها للقاء الله

اكثر من الموت كـ تغيب



شمي ...

عبقها وعبق سيرتها الطيبة والحب

الذي يحمله الجميع لهذه الام

وماتركته لكم من ارث من التقدير والمحبة عند الناس

وبعد كل هذا

احمدي ...

الله على هذه الام التي عشتي

في رحابها كل هذا العمر
وتمتعتي بعطائها وحبها


غاليتنا ..

ان فعلتي كل هذا


ستشعرين بالرضا اكثر

وعندما تكملي مسيرتها كـ ابنة

وتسيري على منوال ماكانت تفعل من خير

ستشعرين بالرضا اكثر

وعندما تكوني عمل صالح جاري

لهذه الام الفاضلة

وهذا واجبنا كابناء

فستشعرين

انها معك تشجعك وتدعوا لك وتباركك

فانت ان شاء الله بنت صالحة لام صالحة
وستسعدين برضاءها كما سعدتي في حياتها

واخيرا...

عظم الله لك الاجر وغفر لها وادخلها فسيح جناته


والبقاء لله وحده

وهذا طريقا لا بد ان نسلكه جميعا

امنا بالله

ومني هذا الدعاء همسة لك

جبر الله كسرك ومنحك الصبر وفزتي بالاجر


محبتي


الساعة الآن 33 : 07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية