![]() |
قاضي المدينة : المقامة البغلية للأستاذ حسن الحاجبي في ميزان النقد
الإخوة و الأخوات في نور الأدب أضع في الميزان اليوم نصا ذ و نكهة خاصة يعيد الذاكرة إلى تاريخ الأدب العربي و تنوعه الذي أمتعنا و جعلنا نسعد و نفخر بلغتنا العربية.
في الحقيقة لم أستشر صاحب النص قبل وضعه هنا لكنني لا أظنه سيكون رافضا أو معارضا و أتمنى أن يرافقنا و نصه في رحلة الميزان. إخترت : المقامة البغلية للأستاذ حسن الحاجبي . فتعالوا نتأمل هذا النمط الأدبي الذي يكاد يكون غائبا عن الساحة حاليا فن المقامة الذي يجمع بين الفكاهة و السخريةو الحكمة و القافية و جماليات اللغة.. أترك النص بانتظار مداخلاتكم. [frame="13 98"] يحكى يا سيدي , و العهدة على الراوي ,ان رجلا من اهل الشام, عالي القدر , رفيع المقام, عزم على حج بيت الله الحرام, و زيارة قبر المصطفى عليه الصلاة و السلام . فاستودع جاره جميع امواله, و اوصاه خيرا من بعده بماله و عياله ,و بعد تمام العام , و زيارة مقام خير الانام,عاد الحاج إلى الديار ,و طلب وديعته من الجار ,فقابله بالجحود و الإنكار... رفع الرجل المغبون مظلمته إلى قاضي المدينة,يشكو إليه فعلة جاره المشينة,لكن القاضي كان من المرتشين ,باع ذمته و اشترى الدنيا بالدين,و لا حق عنده إلالدافع رشوة ,او صاحب سطوة و حظوة,و لان الحاج المسكين ,كان لهذا الامر من العارفين,فقد قطع الشك باليقين ,,,و بعد تفكير و روية ,و حتى يضمن حق القضية,قدم للقاضي هدية,,مرآة بهية من زجاج العراق,بروازها من خالص الذهب البراق...لكن الخبر وصل إلى مسمع الجار الخبيث,فهرول نحو دار القاضي بالخطو الحثيث,و بين يديه هدية ثمينة,بغلة من بغال الشام السمينة,يسعد بها مولانا قاضي المدينة ,و تكون له مركبا و زينة... و في صباح اليوم الموالي,حضر المتقاضيان على التوالي,تحدث الرجل المغبون في ماله,و افصح عن مكنون حاله,ثم ختم بإشارة قوية ,إلى ما كان من امر الهدية,فقال :رعى الله مولانا القاضي ,حقي واضح براق,كانه مرآة من زجاج العراق,,,فهم القاضي الإشارة,و قال اختصر في العبارة,, مرآتك داستها حوافر البغال,و ما اراك غير كاذب دجال,ليبق الحال على ما هو عليه,و لياخذ كل ما تحت يديه,هيا إرحلا عن بابي,قبل ان افقد صوابي,فلله الامر فيما ياتي و ما مضى , و جزى الله مولانا القاضي بما قضى. [/frame] |
رد: قاضي المدينة : المقامة البغلية للأستاذ حسن الحاجبي في ميزان النقد
الإخوة و الأخوات الأستاذ حسن الحاجبي لم يخيب ظني به وقد سعد بالمبادرة ووضع نصه هنا وها هي رسالته:
الأديبة الغالية : نصيرة تختوخ لي عظيم الشرف أن ترقى كتاباتي لديك ولدى القراء الكرام في منتدانا الأغر’ إلى حد وضعها على ميزان النقد . وسأكون سعيدا جدا بالتفاعل مع ملاحظات وانتقادات الجميع , وفي انتظار دلك تفضلي سيدتي بقبول أسمى آيات التقدير و الإحترام . في انتظار إطلالتكم وقراءاتكم وملاحظاتكم إذن!!!! تحياتي |
رد: قاضي المدينة : المقامة البغلية للأستاذ حسن الحاجبي في ميزان النقد
[align=justify]
المقامة في أدبنا العربي : أول من اوجد المقامة في أدبنا العربي ، بديع الزمان الهمذاني ، الذي أعطى المقامة نكهة خاصة بقيت مميزة لمقاماته عن أي مقامة كتبت بعده ، مثل مقامات الحريري ، ومقامات الزمخشري .. ومن أشهر مقامات الهمذاني المقامة البغدادية .. طبعا المجال لا يتسع هنا للحديث عن فن المقامة بشكل كامل ، لكن يمكن الاختصار بالقول إن المقامة حكاية تتصل بحياة الناس وتقوم في الأغلب الأعم على شخصيتين ، ويأخذ موضوعها حياة الناس بشكل طريف فيه اللقطات البلاغية والمحسنات البديعية ، وأكثر ما يأتي في المقامة السجع حتى ليكاد يكون احد أركانها وهو تكرار الحرف بين المقاطع ، أي اخذ الكلمات التي تنتهي بحرف واحد .. وكثيرا ما تورد المقامة الأمثال والشعر والحكم وما إلى ذلك ..وعلى من يكتب المقامة أن يكون بارعا ذا قدرات أدبية عالية ، لأن السجع يسرق الأذن فيضيع المعنى إن لم يحسن الأديب الكتابة .. ولأن المقامة فن صعب القياد ، وقد يجر إلى التكلف أحيانا ، فقد قلت كتابته في الأدب العربي .. نورد المقامة البغدادية لبديع الزمان الهمذاني لتكون نموذجا : حدثنا عِيسى بْن ُ هِشامٍ قال :اِشتهيتُ الأزاذ، وأنا ببغداد، وليس معي عَقْدٌ،على نَقْدٍ، فَخَرَجْتُ أنتهِزُ مَحالَّهُ حَتَّى أحَلَّني الكَرْخَ، فإذا أنابِسَّوادِيٍّ يَسوقُ بالجَهْدِ حِمارهُ، وَيُطَرِّفُ بالعَقْدِ إزارَهُ، فَقُلْتُ : ظَفِرْنا والَّلهِ بصَيْدٍ، وَحَياكَ اللَّهُ أبا زَيْدٍ، مِنْ أيْنَ أقْبَلْتَ؟وأَيْنَ نَزَلْتَ ؟ ومتى وافَيْتَ ؟ وَهَلُمَّ إلى البَيْتِ، فَقالَ السَّوَاديُّ : لَسْتُ بأبي زَيْدٍ، ولكنِّي أبُو عُبَيْدٍ، فقُلتُ : نَعَمْ ، لَعَنَ اللَّهُالشيطان، وأبْعَدَ النِّسْيانَ، أنْسانيكَ طُولُ العَهْدِ، واِتِّصالُ البُعْدِ،فكَيْفَ حالُ أَبيكَ ؟ أَشابٌّ كَعَهْدي، أَمْ شابَ بَعْدي ؟ فقال : لقدْ نَبَتَ الرَّبيعُ على دِمْنَتِهِ، وأَرجو أَنْ يُصَيِّرَه اللَّهُ إلى جَنَّتِهِ، فَقُلتُ : إِنَّا لله وإنَّا إِليهِ راجِعون، ولا حَوْلَ ولا قُوَةَ إلا بالله العلي العظيم، ومَدَدْتٌ يَدَ البِدارِ، إليَّ الصِّدار، أريدُ تَمزيقَهُ، فَقَبَضَ السَّواديُّ على خَصْري بِجُمْعِهِ، وقال : نَشَدْتُكَ الَّله لا مَزَّقْتُهُ،فَقُلْتُ : هِلُمَّ إِلى البيتِ نُصِب غَذاءً، أو إلى السُّوقِ نَشْتَرِ شِواءً،والسُوق أَقْرَبُ، وطعامُهُ أطْيَبُ، فاسْتَفَزَّتْهُ حُمَّةُ القَرَمِ،وعَطَفَتْهُ عاطِفَةُ اللَّقَمِ، وطَمِعَ، ولم يَعْلَمْ أنَّهُ وَقَعَ، ثُمَّأَتَيْنا شَوَّاءً يَتَقاطَرُ شِواؤهُ عَرَقاً، وَتَتَسايَلُ جَوذاباتُهُ مَرَقاً، فَقُلْتُ : افْرِز لأَبي زَيْدٍ مِنْ هذا الشِّواءِ، ثُمَّ زِنْ لَهُ مِنْ تِلكَ الحَلواءِ، واخْتَرْ لَهُ مِنْ تِلكَ الأَطْباقِ، وانْضِد عليها أَوراقَ الزُّقاقِ،ورُشَّ عليه شَيئاً مِنْ ماءِ السُّمَّاقِ، لِيأْكُلَهُ أَبو زَيْدٍ هَنيَّا،فأَنْخى الشِّواءٍّ بِساطورِهِ، على زُبْدَةِ تَنُّورِهِ، فَجَعَلَها كالكُحْلِ سَحْقاً وَكالطِّحْنِ دَقَّاً، ثُمَّ جَلَسَ وَجَلَسْتُ، ولا يَئِسَ ولا يَئِسْتُ،حتَّى اِسْتَوْفَيْنا، وقُلْتُ لِصاحِبِ الحَلْوى، زِنْ لأَبي زَيْدٍ مِنَ اللوزينج رِطْلَيْنِ فَهوَ أَجْرى في الحُلوقِ، وأمْضَى في العُروقِ، ولْيَكُن لَيْليَّ العُمْرِ، يَوْميَّ النَشْرِ، رَقيقَ القِشْرِ، كَثيفِ الحَشْو، لُؤلُؤيَّ الدُّهْنِ، كَوكَبيَّ اللَّونٍِّ، يَذوبُ كالصَّمْغِ، قَبْلَ المَضْغِ، لِيأْكُلَهُ أَبو زَيْدٍ هَنِيّاً، قالَ : فَوَزَنَهُ ثُمَّ قَعَدَ وقَعَدْتُ، وجَرَّدَ وجَرَّدْتُ، حتَّى اُسْتَوْفَيْناهُ، ثُمَّ قُلتُ : يا أَ با زَيْدٍ ما أَحْوَجَناإِلى ماء يشعشع بالثلج لِيَقْمَعَ هذهِ الصَّارَّةَ، ويَفْثَأَ هذه اللُّقَمَ الحارَّةَ، ، اِجْلِسْ يا أبا زَيْدٍ حتَّى نَأتيكَ بِسِقاءٍ، يأتيكَ بِشُرْبَةِ ماءٍ، ثُمَّ خَرَجْتُ وجَلَسْتُ بِحَيْثُ أَراهُ ولا يَراني أَنْظُرُ ما يَصْنَعُ، فَلَمَّا أَبْطأتُ عليه قامَ السَّواديُّ إلى حِمارِهِ، فاعْتَلَقَ الشَوَّاءُ بإذارِهِ، وقالَ : أيْنَ ثَمَنُ ما أكَلْتَ ؟فَقالَ أَبو زَيْدٍ : أَكَلْتُهُ ضَيْفاً، فَلَكَمَهُ لكْمَةً، وثَنَّى عليه بلَطْمَةٍ، ثُمَّ قال الشَوَّاءُ : هاكَ، ومَتى دَعَوْناكَ ؟ زِنْ يا أخا القِحَةِ عِشرينَ، فَجَعَلَ السَّواديُّ يَبْكي وَيَحُلُّ عُقَدَهُ بأسْنانِهِ ويقولُ : كَمْ قُلْتُ لِذاكَ القُرَيْدِ، أنا أبو عُبَيْدٍ، وهو يقول : أَنْتَ أَبو زَيْدٍ، فَأَنْشَدْت : لا تَقْعُدُنَّ بِكُلِّ حالِهْ........ أَعْمِلْ لِرِزْقِكَ كُلَّ آلَه فالمَرْءُ يَعْجِزُ لا مَحالَهْ...... وانْهَضْ بِكُلِّ عَظيمَةٍ [/align] |
رد: قاضي المدينة : المقامة البغلية للأستاذ حسن الحاجبي في ميزان النقد
[align=justify]
الغالية أ.نصيرة تختوخ الغالي أ.حسن الحاجبي تحياتي لا أدري لماذا حين قرأت مقامة الأديب حسن الحاجبي تذكرت فورا ، ربما للتقارب بجزء من الموضوع ما جاء في أحد كتب تراثنا ، حيث جاء في كتاب " المستطرف في كل فن مستظرف " للأبشيهي / الجزء الأول – ص 102- أنّ رجلا " قصد الحج فاستودع إنسانا مالا فلما عاد طلبه منه فجحده المستودع فأخبر بذلك القاضي إياسا فقال أعـِلمَ بأنك جئتني؟؟قال :لا ..قال فعد إليّ بعد يومين .. ، ثم إن القاضي إياسا بعث إلى ذلك الرجل فأحضره ، ثم قال له : اعلمْ انه قد تحصلتْ عندي أموال كثيرة لأيتام وغيرهم وودائع للناس وإني مسافر سفرا بعيدا وأريد أن أودعها عندك لما بلغني من دينك وتحصين منزلك ..فقال : حبا وكرامة ، قال فاذهبْ وهيئ موضعا للمال وقوما يحملونه ، فذهب الرجل، وجاء صاحب الوديعة ، فقال له القاضي إياس امضِ إلى صاحبك وقل له ادفع إليّ مالي وإلا شكوتك للقاضي إياس ، فلما جاء وقال له ذلك دفع إليه ماله واعتذر إليه فأخذه وأتى إلى القاضي إياس واخبره ..ثم بعد ذلك أتى الرجل ومعه الحمالون لطلب الأموال التي ذكرها له القاضي ، فقال له لقاضي بعد أن أخذ الرجل ماله منه بدا لي ترك السفر امضِ لشأنك لا أكثر الله في الناس مثلك "... طبعا هناك انقلاب تام عند الأديب الحاجبي الذي إن اطلع فاستفاد من التراث ، فقد أجاد وغير بالتأكيد مسار القصة لتناسب العصر ، حيث المقامة بنت العصر ، أو أنّ الأمر مجرد توارد للخواطر ليس إلا ..وفي كلا الحالتين، تبقى لمقامة الحاجبي خاصية التفرد في كلّ مسارها ، إن كان باختيار الشخصيات ، أو بالتحويل إلى المقامة ، أو في بناء السجع بناء محكما يدلّ على موهبة متميزة لا تنكر بأي حال ، كون هذا السجع لا يسرق أذن القارئ حتى تلاحق النغم وتنسى المعنى .. وقد ساهم مثل هذا الأمر كثيرا في انصراف الأدباء عن كتابة المقامة ، لأنهم كانوا أميل للنغم وأكثر انجذابا له من الموضوع / المحمول أو المعنى / الهدف .. وهناك تغيير أدخله الأديب الحاجبي في جعل الراوي مجهولا ، لا كما تعودنا في المقامة ، حيث تصبح شخصية الراوي أساسية " عيسى بن هشام عند بديع الزمان " وهي الشخصية التي تتكرر في كل مقامة ..هنا انتقلنا إلى صيغة " يحكى يا سيدي والعهدة على الراوي " لنكون أمام مسارين متغيرين ، الأول استعمال " يحكى " كما أسلفت ، والثاني الإحالة على الاحتمالية التي لا تأكيد فيها " والعهدة على الراوي " .. يمكن أن يشار هنا إلى خاصية تتوفر في المقامة هي قصر الجمل ، لكن الأديب الحاجبي كما نلحظ ، أجاد في الاختصار ، حتى تحولت بعض الجمل إلى كلمتين أو ثلاث كلمات مع تأدية المعنى وإصابة الهدف والوصول إلى الغرض .. والطرفة والظرف باديان مع أول المطلع ومستمران حتى النهاية .. كما أنّ روح العصر طاغية وإن كنا أمام صورة الإيهام " يحكى يا سيدي " و" العهدة على الراوي " فشخصية القاضي شخصية معاصرة بكل أطرها ..وبالحديث عن الشخصيات ، نلحظ أن الأديب أدخل أكثر من شخصيتين في المقامة كما كان متبعا في أكثر المقامات ، مما يجعل الحركة اشدّ وبما يدخل فن القص أكثر في مجال المقامة .. وباعتقادي أن فن المقامة قابل لمثل هذا التطوير ما دام الكاتب قادرا على إقناع القارئ وإعطائه المغزى والمتعة والفائدة دون تكلف أو شطط .. وهذا يحسب للأديب الحاجبي دون شك .. طبعا المتقاضيان صاحب حق وسارق ، لكن القاضي المرتشي ، يهمه من يدفع أكثر ، ومن يعطي ويجزل العطاء ..لذلك انقلبت الحال وصار صاحب الحق محتالا ، والمحتال صاحب حق .. فكم من إسقاطات يمكن أن تنعكس على الكثير مما في عصرنا حين نقرأ مقامة الحاجبي .. وانظر إلى هذه النهاية الموفقة رغم ما تحمل من تناقضات " فهم القاضي الإشارة,و قال اختصر في العبارة,, مرآتك داستها حوافر البغال,و ما أراكغير كاذب دجال,ليبق الحال على ما هو عليه,و ليأخذ كل ما تحت يديه,هيا ارحلا عنبابي,قبل أن افقد صوابي,فلله الأمر فيما يأتي و ما مضى , و جزى الله مولانا القاضيبما قضى ".. وأكثرها مثارا للعجب أن القاضي ، يدعو لنفسه بالخير لأنه قضى بمثل هذا " وجزى الله مولانا القاضي بما قضى ".. يشار إلى أنّ هذا الفن ، الذي قلّ أو ندر ، ينجح فيه كاتبنا ، مما يعني أنّ عصرنا يمكن أن يشهد نجاح هذا الفن على يديه ، ويدي سواه ممن يحسن مثل هذا الفن .. شكرا لكما [/align] |
رد: قاضي المدينة : المقامة البغلية للأستاذ حسن الحاجبي في ميزان النقد
الأستاذة القديرة نصيرة تختوخ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولاً إسمحي لي أن أحييك على تنوعك الجميل في إختيار و كتابة أعمالك الأدبية . ثانياً : أشكرك على إنتقاء أحد نصوص الأستاذ القدير حسن الحاجبي , الذي نكن له جميعاً وافر التقدير و الإحترام. المقامة البغلية عمل أدبي لطيف , إفتقدناه منذ زمن بعيد .. وها هو يعود إلينا في ثوبه الجديد يحمل معه عطر المغرب العربي الحبيب . تحياتي وتقديري . ونحن في إنتظار المزيد من المقامات الحاجبية الجميلة . |
رد: قاضي المدينة : المقامة البغلية للأستاذ حسن الحاجبي في ميزان النقد
جاءت ملاحظات الأستاذ طلعت واضحة ودقيقة و من باب الصدفة كنت قرأت مقالا للكاتب أحمد أمين يتحد ث فيه عن التجديد في الأدب العربي ويطرح فيه عدة إنتقادات و ملاحظات مقارنا الأدب العربي الحديث (في عصره) و الأدب الغربي الحديث.
يقول الأستاذ طلعت عن مقامة الأستاذ الحاجبي:'هناك انقلاب تام عند الأديب الحاجبي الذي إن اطلع فاستفاد من التراث ، فقد أجاد وغير بالتأكيد مسار القصة لتناسب العصر..روح العصر طاغية وإن كنا أمام صورة الإيهام " يحكى يا سيدي " و" العهدة على الراوي " فشخصية القاضي شخصية معاصرة بكل أطرها ...وباعتقادي أن فن المقامة قابل لمثل هذا التطوير ..." بالنظر إلى ملاحظات الأستاذ طلعت يمكن القول أن التجديد في أسلوب ومحتوى مقامة أ. الحاجبي ساهما في إنجاحها وأن مراعاة ظروف العصر و متطلباته مع النهل من التراث أمر محمود ومرغوب فيه ,هنا سأعود لأشرككم ببعض ما أورد أحمد أمين من انتقادات للتجديد في الأدب العربي من باب التشارك و الإفادة و الإستفادة من مداخلاتكم أيضا. يقول أحمد أمين عن الأدب العربي الحديث( في عصره):"أما الأدب العربي فيحارب ميترليوزا بقوس و سهم و يضيء أدبه بسراج و زيت والناس قادرون على أن يغيروا المصباح الكهربائي بخير منه, ويبكي الأطلال ولا أطلال, ويحن إلى سلع ولا سلع و يستطيب الخزامى والعرار ولا خزامى لدينا ولا عرار. من الحق أن نحب الجميل القديم ونحفظه و نتعلم منه ونعجب بما فيه ولكن لا ننشئه. وإذا وجب أن نقوله نقول معه مانحياه و نعيشه. إذا أنت لم تحم القديم بحادث***من المجد لم ينفعك ماقبل. ومن بين الإنتقادات التي وجهها أحمد أمين الاختلاف بين اللغة العامية و اللغة العربية فقال:'وليست أمة من الأمم الحية الآن بين لغتها اليومية ولغتها الأدبية من الفروق مابين اللغة العربية و اللغة العامية.نتج من هذه الظاهرة نقص كبير في الأدب العربي الحديث لأن استعمال الكلمات والعبارات في البيت و على المائدة وفي الشارع يكسبها حياة قوية ويزيده صقلا ومرونة .ولو اقتصر استعمالها في الكتب تكون حياتها ناقصة لايهذبها الاستعمال ولا يرقيها الصقل اليومي... هنا وقبل أن أختم سأقول أن بلداننا زاخرة بالتراث لكن هل استخدم في الأدب بشكل كاف وهل السعي للتقارب بين العامية و العربية بات ضروريا أم أننا نبتعد كل يوم بعاميتنا عن اللغة العربية و عن الأدب ونخزن التراث وبإمكاننا فعل غير ذلك ... أشجع الأستاذ الحاجبي على استغلال معرفته بالتراث الشعبي المغربي و توظيف لغته العربية لصقل مزيد من النصوص الجميلة و لما لا لكتابة مقامات جديدة. تحياتيللجميع أرحب بالدكتور ناصر في هذا الركن وفي إنتظار قراءاتكم و مداخلاتكم دمتم و سلمتم |
رد: قاضي المدينة : المقامة البغلية للأستاذ حسن الحاجبي في ميزان النقد
الأخت نصيرة تختوخ شكرا لكِ على هذا الموضوع .. ومع اني لست بمكان لأنقد او ابدي رأياً متخصص بالأدب فقد اردت الأشارة فقط الى اعجابي الشديد بالنص الممتع والخفيف الظل اللذي اشعرني بأني امام الرواي يقص علينا الحكايا في مساءات جميلة بعيدة كبعد التاريخ. فكرة مقامة جميلة واسلوب متسلسل ومتناسق اطربتني موسيقاه وهذا ليس برأي خبير بل رأي شخصي لقارئة تتمتع بكل كلمة جميلة كل التقدير والأعجاب بـ الأستاذ حسن الحاجبي وننتظر منه المزيد تحياتي |
رد: قاضي المدينة : المقامة البغلية للأستاذ حسن الحاجبي في ميزان النقد
الأخت جمان مرورك إثراء لهذا الركن و شهادتك الصادقة في حد ذاتها تشجيع للكاتب على المواصلة و دليل على أن تجديد و إحياء المقامة ممكن و يمكن أن يستهوي قراءا و يكون له عشاق جدد.
تقبلي تحيتي |
رد: قاضي المدينة : المقامة البغلية للأستاذ حسن الحاجبي في ميزان النقد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سبحان الله ... حكمة بحكمة تهكمية ساخرة... رائعة . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . |
رد: قاضي المدينة : المقامة البغلية للأستاذ حسن الحاجبي في ميزان النقد
الأستاذة نصيرة .. حياك الله
اختيار موفق لنص متألق ويعبق بتلك النكهة الأدبية الموغلة في الماضي العربي التليد . أعتذر على مروري المتأخر وذلك لظروف تقنية بحتة . أخي حسن .. مرحبا بك في ميزان النقد وأعتبر هذا المرور فقط كتذكير بأنني هنا رغم الغياب القسري بسبب المرض ومشاكل الحاسوب .. لي عودة في القريب العاجل مع تحياتي |
الساعة الآن 25 : 01 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية