![]() |
أنا وحبيبي
البارحة لم يزرك النوم .. تقلبت في الفراش طويلا .. ناديته . أردته من أعماقك . لكن النوم كان بعيدا ، وأنت كأنما على الجمر تكتوين . ولمَا عجزت ، انسللت من الفراش بهدوء . كنت خائفة،ويائسة،ولاتعرفين إلى أين ستنتهي ليلتك القاسية هذه. ثم بصوت باك لعنت أيامك ، وناديتني ,وأنت تتمزقين . كان القلق يتناهبك . وأردت الصراخ بصوت عال ، لكن الدنيا نيام ، وأنت وحيدة وحيدة . وشعرت لأول مرة _ وكنت تبكين _ بمعنى القلق . وللحظات ظننت أن الليل لن ينتهي ، والنجوم لن تبرح مكانها أبدا.. ولمَا قلت ( النجوم) تذكرت نجمتنا الساهرة ! فابتسمت ، ثم ارتبكت وأنت تنظرين إليها . فهي تشاهدك الآن ، وستنقل أحزانك إلى حبيبك البعيد . فمسحت دموعك ، وكانت تسيل بلا انقطاع ، وقلت : لن أهنأ حتى بلحظات حزني ! ثم سمعت صوت مزلاج يفتح . فارتبكت . وهرعت نحو الحمَام لتسكبي على وجهك قطرات ماء باردة ، أكسبت أعصابك _ لفترة_هدوءا نسبيا . ثم صليت بخشوع ، ودعوت من أعماقك طويلا طويلا أن ينهي بسلام غربة زوجك.. ثم فكرت بالكتابة . وعلى ضوء خافت كتبت سطرين ، بل ربما كلمتين .ومن أعماقك صدر صوت هامس يقول : لا تؤاخذني يا حبيبي،فأحيانا، أشعر أنني لم أعد أقوى على احتمال بعادي عنك ..لكنني أنا كعهدي معك : سآمل دائما بغد ، وسأراه يقينا ، وسأصبر . وابتسمت _ كما كل مرة _ وكان قلبك يبكى ويكوى ، وشفتاك تنفرجان عن ابتسامة حانية حانية . ولم تدر متى عانق هدب عينيك النوم . لكنك نمت بعمق . واستيقظت في ساعة متأخرة وأنت تشعرين بهدوء غريب . 2 /5 / 1984 |
رد: أنا وحبيبي
ما أجمل أن تحس بأن لك سندا وقت الحزن!
كلمات تلامس الروح دكتور منذر.. أرجو أن تكون بخير.. |
الساعة الآن 22 : 02 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية