![]() |
فلسطين والكتابة - الكتاب الفلسطيني - طلعت سقيرق
[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://images2.layoutsparks.com/1/185984/vintage-floral-smoking-lady.jpg.gif');background-color:burlywood;border:4px double burlywood;"][cell="filter:;"][align=justify] أحد الكتاب الفلسطينيين المعروفين كتب معلقا على مجموعة من قصصي القصيرة جدا واصفا بأنها جيدة لكن ليتني أكتب عن حياة الفلسطينيين في المكان الذي أعيش فيه ، ويكتب كل فلسطيني عن معاناة الفلسطينيين وحياتهم في هذا المكان أو ذاك ، ثم لنترك ما يحدث في الداخل لهؤلاء الكتاب الفلسطينيين الذين يعيشون في الداخل !!.. كي يكتبوا عن معاناة أهلنا هناك !!.. في البداية ظننت أنّ الأمر مجرد مزاح أو نكتة يريد الكاتب أن يقولها ويمضي ..لكن عند التدقيق وجدت أن الكاتب جادّ وهو يظن أنه بذلك يستطيع أن يجعل التخصيص جزءا من التغطية الجيدة التي تفيد قضيتنا وتجعلها أكثر وصولا وبريقا وفهما من الآخرين ..فهل في مثل هذه النظرة شيء من الصواب ؟؟..!!.. لا أدري لماذا شعرتُ بشيء من الضيق جراء إدخال التقسيم والتجزيء والشرذمة حتى في الكتابة !!.. وتساءلت لو طبقنا مثل هذه النظرية العجيبة ماذا سيبقى من أدبنا الفلسطيني ؟؟..وأي شيء ستصبح عليه حالنا إن نحن أدخلنا القبلية في كتاباتنا الفلسطينية ، أقصد تقسيم المقسم وتجزيء المجزأ كما يقال، ألا يبدو الأمر عندها غاية في التضييق والتصغير والتقليل ..؟؟..وما القصد من هكذا دعوة وكأن شعبنا شعوب يعيش كل منها في عالم منفصل عن الآخر ..ثم هل يعني هذا أن نجمع الأجزاء فيما بعد لنشكل أدبا كاملا ؟؟.. أي أن نجمع الرقع لنصنع منها بساطا أو سجادة أدبية ؟؟.. وهل سنقول أدب فلسطيني سوري ثم أدب فلسطيني لبناني وأدب فلسطيني مصري وهكذا وصولا إلى خارطة أدبية تنقسم حسب دول العالم متناسين أنّ هناك من يرفض رفضا قاطعا تسمية أدب الداخل وأدب المنفى انطلاقا من أنّ الأدب الفلسطيني واحد لا يتجزأ بأي شكل من الأشكال لأن الشعب الفلسطيني واحد مهما حدث وحصل من تشرد وغربة ولجوء إلى دول العالم حيث كل هذا مؤقت طارئ لا يقاس عليه ؟؟.. من الطبيعي القول إن هناك أدبا فلسطينيا يكتب من قبل أدباء فلسطينيين في هذا البلد أو ذاك ، هؤلاء يكتبون بشكل تلقائي عن أحوالهم في هذا البلد كما يكتبون عن القضية بشكل عام أي أنهم يكتبون عن خصوصية العيش المؤقت الآني لكنهم لا يتناسون ولا ينسون اللوحة المتكاملة لما هو فلسطيني ..فالكتابة عن واقع الحال في بلد ما لا تعني تضييق الفعل ليكون الأدب أدب منطقة لجوء إذ أن المفهوم بهذه الحالة سيكون خطيرا كونه يحصر نظرة الفلسطيني فيما حوله وترك البقية لغيره وعلى هذا تصبح كل الأمور لاحقة تابعة متعلقة بهذا التضييق ..فماذا ولأي شيء نقول للفلسطيني المقيم في بلد ما خارج فلسطين لا تكتب عن الانتفاضة فهذه من اختصاص الأدباء الذين يعيشون في فلسطين ؟؟.. وإذا كنا كفلسطينيين – على سبيل المثال – نعيش في أي بلد غربي فعلينا أن نكتب عن أشياء لا يمكن أن تتواصل مع فلسطين بأي شكل من الأشكال!!.. في هذا المنظور سنلغي أدب غسان كنفاني وكتابات إدوارد سعيد وقصائد محمود درويش بعد العام 1970 وقصائد معين بسيسو..ولنختصر فنقول علينا أن نلغي كل أدب فلسطيني كتب خارج فلسطين لأنه لم يكن عن الخصوصية المكانية لهذا الفلسطيني أو عن معاناة هذا الفلسطيني في المكان الذي يعيش فيه وحتى معنى المعاناة هنا معنى احتمالي يخضع للكثير من الاعتبارات.. فماذا نريد من كل ذلك ولماذا هذه الشرذمة الأدبية ؟؟.. كما أسلفت كل فلسطيني يتأثر بالمكان الذي يعيش فيه بشكل طبيعي وستنعكس صورة التأثر في كتاباته.. لكن أن نقول للفلسطيني لا تكتب إلا عن معاناتك في المكان الذي تعيش فيه ، فهذه دعوة غير منطقية وغير واقعية، في زمن يسعى فيه الأدب ليكون باتساع العالم ..فما المقصود بهذه الدعوة ولماذا ؟؟.. طلعت سقيرق .... [/align][/cell][/table1][/align] |
رد: فلسطين والكتابة - الكتاب الفلسطيني - طلعت سقيرق
مساء الخيرات غاليتي الأستاذة هدى
لا أدري ماذا كان يقصد الكاتب .. إن كان قصد أدب فلسطيني سوري ولبناني ومصري وأردني وما إلخ .. أنا ربما تخيلت أن يكتب عن معاناة الفلسطيني في هذه البقاع يعني القصد ربما كان التنوع في المعاناة حتى نحيط بها من كل الجوانب حتى نستطيع أن نلملم معاناتنا كلها مستقبلاً .. هكذا تخيلت وأعتقد أن هذا منطقي أكثر فالأدب أدب ولا يمكن أن ننسبه لرقعة ما ولكن المعاناة هي التي قد تختلف وهي التي تحتاج إلى شرح وإسهاب أكثر .. شكرا لك غاليتي الأستاذة هدى لأنك أتحت لنا مجالاً للقراءة والتعبير ورحمة الله على روح شاعرنا الغالي طلعت سقيرق . |
رد: فلسطين والكتابة - الكتاب الفلسطيني - طلعت سقيرق
[align=justify]
تحياتي لك الأديبة أستاذة ميساء [/align]القلب على القلب ، فأنا أيضاً مثلك هذا النص أوحى لي بشيء من هذا القبيل وسأكتب عنه لاحقاً بإذن الله حين تنزاح الانفلوانزا وتنخفض حرارتي. طبعاً أنا أتذكر ملياً ما ذكره لي الأستاذ طلعت في حينه حول ما ورد في هذا النص.. بالتأكيد أديبنا وشاعرنا الغالي لم يكن ضد ما تفضلتِ بذكره ، لكن اقتراح الكاتب كان أن يتخصص كل كاتب فلسطيني فقط في الكتابة عن الفلسطينيين في بلد الشتات الذي يعيش فيه وليس الاهتمام بهذا الجانب بالإضافة لما يكتب ، وهو تقسيم وإقصاء فعلاً كما ذكر الشاعر طلعت سقيرق في نصه أعلاه ، بمعنى ألا يكتب الفلسطيني المقيم في لبنان مثلاً إلا عن الفلسطينيين في لبنان ومشكلاتهم ومعاناتهم فقط ولا يكتب أبداً عن الداخل الفلسطيني أو أي شتات آخر، ولهذا تحديداً رآه تقسيماً وفرض شتات أدبي على كتّاب فلسطين في الشتات وحرمانهم من الكتابة عن فلسطين. أرجو غاليتي أن أكون وضحت الصورة لك تفضلي بقبول فائق آيات تقديري واحترامي |
رد: فلسطين والكتابة - الكتاب الفلسطيني - طلعت سقيرق
حين أقرأ الأديب الكبير طلعت سقيرق، أظنّه قد خطّ كلماته قبل أيام، وهذا فخر ووسام شرف لإبداعه الذي أثرى الأدب العربي عامة والفلسطيني بشكلٍ خاصّ. ستبقى يا طلعت خالدًا بيننا لأنّك في كلّ مرّة نقرأك خلالها تذكّرنا بحالة الانقسام وضرورة لمّ الشمل وتحدّي الهزيمة. |
رد: فلسطين والكتابة - الكتاب الفلسطيني - طلعت سقيرق
رحمك الله شاعرنا العملاق المبدع أستاذ طلعت سقيرق , صاحب الفكر النيّر والنظرة الثاقبة , والرأي السديد , هل ينقصنا أيضاً بعد هذا التشتت والانقسام , أن نقسم المقسم ونجزئ المجزأ , لا حول ولا قوة الا بالله . شكراً لكِ الغالية الحبيبة أستاذة هدى لأنكِ أتحتِ لنا الفرصة للاطلاع على هذا الموضوع , ودمتِ بألف خير . |
الساعة الآن 19 : 03 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية