منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   طوفان الأقصى وتداعيات الحرب (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=138)
-   -   الطوفان - رواية تبحث عن مؤلف (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=35043)

هدى نورالدين الخطيب 27 / 10 / 2024 32 : 10 AM

الطوفان - رواية تبحث عن مؤلف
 
تحية طيبة وبعد..
في هذا الملف سنعمل على كتابة روائية لطوفان الأقصى
سنبدأ الرواية قريباً بإذن الله وننتظر مشاركاتكم في كتابة الرواية

د. رجاء بنحيدا 28 / 10 / 2024 38 : 01 AM

رد: الطوفان - رواية تبحث عن مؤلف
 
على بركة الله .. صديقتي

خولة السعيد 28 / 10 / 2024 12 : 03 AM

رد: الطوفان - رواية تبحث عن مؤلف
 
في انتظارك أديبتنا العزيزة

هدى نورالدين الخطيب 29 / 10 / 2024 03 : 10 PM

رد: الطوفان - رواية تبحث عن مؤلف
 
آسفة للتأخر بالرد والبدء بسبب ظروف استثنائية
على بركة الله نبدأ
على فكرة:
الموقع مستهدف

هدى نورالدين الخطيب 29 / 10 / 2024 14 : 10 PM

رد: الطوفان - رواية تبحث عن مؤلف
 
طوفان الأقصى
الطوفان
الفصل الأول
ذكريات الطفولة
في محبسه المظلم المكتظ ؛ كانت تعاوده الذكريات ، منذ أن كان يحبو فوق الأرض الإسمنتية ليتعلق بثوب أمه ، وتمتد يدها الخشنة المحمرة المتعبة إليه لترفعه وتحمله..
تدور الأرض فيه ويدور به شريط الذكريات
- لماذا؟!
يسأله جاره في الزنزانة
• لا أحد في العالم يسأل " لماذا؟ " كما يسألها الفلسطيني يا عزيزي
- أنا لم أقصد ما ذهبتَ إليه ، أقصد...
يبتسم له ويتركه يشرح قصده وفحوى سؤاله، ويعود هو لشريط ذكرياته
*
كان المخيم الذي وُلد فيه فقيراً متهالكاً ومكتظاً بالناس .. برجالٍ تبكي وأطفالٍ تلهو وتضحك.. تلهو بكرة جراب وتضحك حتى لا تبك من شظفٍ وحرمان..

- ما تبكي يَمّى يا زكريا.. عنا بيوت حلوة وكبيرة وبيارات ، بس أولاد الكلب الإنكليز جابولنا من البحر مجرمين ولصوص سرقوها منّا
والده يكمل
• الرجال ما بيبكوا .. الرجال بيحرروا البيت وبيطردوا اللصوص
يسأل شقيقه زكريا : ((هالقيت ليه أنتَ وعمي أبو محمد وعمي أبو فاروق بتبكوا يابا؟
نحنا منبكي لأنه ما عم نلاقي بندقية نمشي فيها على درب التحرير ونطرد اللصوص
يقفز شقيقه الأصغر محمد على ظهر والده وهو يقول:
- ما تبكي يابا أنا بصنع لك بنقدية
يضحك الأب ويأخذ ابنه إلى صدره يضمه بحنان وثقة
*
كان هو ورفاقه في الزقاق الضيّق يلعبون " مقاومون ولصوص" وكانوا جميعاً يريدون أن يكونوا في فريق المقاومين ، ويرفضون أن يكونوا في فريق اللصوص الصهاينة ، فاتفقوا أن تكون العقوبة لمن لا يجيد دور المقاوم أن يوضع في فريق الأعداء ...
وكان المقاومون دائماً ينتصرون على فريق اللصوص الصهاينة..
- فريق المقاومة دايما هو اللي بينتصر يابا ، بتعرف ليه؟
• لأن المقاومين يا يحيى أصحاب الحق والأرض والإيمان بنصر الله إن أخلصوا..
- بس نكبر رح نتسلح ونحارب وننتصر عليهم ونرجّع فلسطين يابا
*
في يوم ربما كان في السابعة من عمره، أخذه والده معه في زيارة إلى صديق ، ثم حمله فوق كتفيه واقترب من السياج وأشار له
• هْناك يا يحيى في " مجدل عسقلان" بيتنا وبياراتنا وكل أجدادك دفنوا هْناك.. كانوا كل ما يولد ولد يزرعوا غرسة شجرة باسمه.. متجذرين في الأرض آلاف السنين ..
في يوم أسود جاب الإنكليز مجرمين لصوص جمعوهم من كل بلاد الغرب ، ودربوهم وسلحوهم ونحن كان ممنوع علينا يكون عنا فشكة بندقية.. فاتوا علينا ذبحوا وقتلوا وعلقوا الناس عالأشجار - دمنا كان سارح سواقي على الطرقات – كانوا يدخلوا البيت يقتلوا أصحابه ويرموهم ويسكنوه .. مجازر وجراح ودموع يابا .. قاومنا بكل ما نقدر عليه بس قيادات العرب خذلونا وما حد سلحنا..!
*
أخذ نفساً عميقاً ومسح بكلتا يديه دموعاً حارقة أخذت طريقها على صفحتي وجهه..
نعم .. الرجال يبكون ، لكنهم يخفون دموعهم قدر المستطاع...
*
أعاهدك يا أبي أن نستعد للعدو ونحرر أرضنا الطاهرة ، ونلتزم بقول الله سبحانه في كتابه الكريم:
بسم الله الرحمن الرحيم

وأعِدُّوا لهم مَّا استطعتُم مِن قوَّةٍ ومِن رباط الخيل تُرهبُونَ بهِ عَدُوَّ الله وعَدُوّكم وَاخِرينَ من دونهم لا تَعلمونهمً الله يعلمهم وما تُنفقوا مِن شيءٍ في سبيلِ الله يُوَفَّ إليكم وأَنتُم لا تُظلمون
صدق الله العظيم
أعاهدك يابا
*
في مخيمه وببين الأزقة كان يرى الكثير من الأحداث...
اقتحام جنود الاحتلال.. تنكيل وتخريب .. اعتقال واغتيال ..


ليلى مرجان 29 / 10 / 2024 55 : 11 PM

رد: الطوفان - رواية تبحث عن مؤلف
 
كانت تعود به الذاكرة لمحكيات جده عن المقاومة في ثورة 1936 ضد الانكليز ومخططاتهم؛ عن البطل عز الدين القسام وكل الأبطال وكيف كانت الأسلحة شحيحة والتكتل لصد عدوان العصابات الصهيونية التي يسلحها الإنكليز بغاية الصعوبة.. لكن الإرادة رغم كل ما جرى منذ بداية فصول المؤامرة ، كانت ولم تزل قوية ولدتها الضرورة الملحة، فأن تهجّر قسرا من بيتك إلى مخيم العراء بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وأن تستبدل سريرك الناعم الدافئ برمل البحر المتلاطمة أمواجه شتاء في سمفونية الزمهرير القارس المتناغمة مع برودة الرمل الناخرة للعظام لا تولد فيك إلا مقاوما، فأنت على كل حال تغتالك الظروف القاسية ببطء، والأجدر أن تسارع للانضمام للمقاومة لتنال في أسوإ حال شرف الشهادة والارتقاء إلى السماء بعز وإباء.
تلك كانت فكرة كل شاب من شباب فلسطين، وهي فكرة فرضت نفسهابطبيعة الحال بين شباب المخيم..
شرد يحيى مليا في فكرة المقاومة التي انتشرت في المخيم كما تنتشر النار في الهشيم، بعد انسحاب لجيش المصري وكيف شدت عضدها بسواعد المتطوعين ومباركة الأمهات والنساء الأبيات؛ حتى أنه كان عيبا أن يخلو بيت في المخيم من مناضل. وما أكثر شرود يحيى في محبسه المظلم المكتظ ومنه..

عزة عامر 29 / 10 / 2024 59 : 11 PM

رد: الطوفان - رواية تبحث عن مؤلف
 
على بركة الله موفقون إن شاء الله ..

د. رجاء بنحيدا 30 / 10 / 2024 08 : 11 AM

رد: الطوفان - رواية تبحث عن مؤلف
 
كان يحيى لا يتجاوز العاشرة من عمره عندما بدأت الأحداث تتوالى في مخيمه ، كان يلعب مع أصدقائه كرة القدم في أحد الأزقة الضيقة، والضحكات تتطاير في الهواء، وكأن العالم كله قد توقف عند تلك اللحظة فجأة، سمع صوت هدير عجلات مدرعة تقترب بسرعة، تلاه صراخ الأطفال بالجنود وهم يقفون أمام المدرعة بكل جسارة.
بسرعة البرق ، ألقى يحيى الكرة من يده ، وقف كشجرة الزيتون التي تمتدّ جذورها عميقاً في الأرض ، رأى جنود الاحتلال الإسرائيلي يقتحمون المخيم، أسلحتهم مشرعة، وجوههم تعكس وحشية لا توصف بدأ الجنود بتخريب ممتلكات الأهالي، وحطموا النوافذ والأبواب، وعبثوا بأثاث البيوت.
"يا الله، إيش بيصير؟!" صرخ يحيى وهو يرى الدمار الذي لحق بمخيمه.

ليلى مرجان 30 / 10 / 2024 57 : 12 PM

رد: الطوفان - رواية تبحث عن مؤلف
 
وكانت الصرخة من أهالي المخيم صرخات لا تهاب المحتلّ الجبان ؛ صرخات مدوية ودمار على مرأى العيون الساهمة .. وصرخة خرساء دفينة من ألم في القلوب التي لا تنكسر.
ترجل عساكر العدو من جيب تعقب المدرعة، اقتحموا البيوت اعتقلوا شبابا في مقتبل العمر، صفدوا أيديهم بسلاسل يصعب معها الهروب،أرادوا أن يدسوهم كالخراف في ناقلة الجنود لكن هيهات، فهامات الشباب لم تنحن، وعند مغادرتهم المخيم توالت طلقات بنادقهم في الهواء لترعب الأهالي ، اختفوا وراء المخيم كفص ملح داب لم ير لهم أثر.
خرج الأهالي، كثر ضجيج السؤال عن المختطفين. تشابكت الأجساد مهرولة يمنة ويسرة كل يسأل عن قريب أو جار أو عزيز ممن سلب من المخيم، بوصلتهم شموخ عال لا يهاب العدو،؛ مبحوح عند درجة لا تعرف الانهيار، والتضرع إلى الله يصعد من فوهات قلوب جريحة لكنها مؤمنة ثابتة.
- يا الله سلبوا مني كبدي. تبكي ثريا المنطفئ لون وجهها كمدا
- مين في الأولاد يا خالة ؛ أحمد ولا محمود؟ تسأل أم يحيى
- الثنتين يا عليا، من محراب عيوني اقتلعوهما، ما أشوف النور بدونهما؟
بس يا بنيتي الاثنين فدا تراب فلسطين

د. رجاء بنحيدا 30 / 10 / 2024 19 : 03 PM

رد: ر الطوفان - رواية تبحث عن مؤلف
 
حلّ الظلام على المخيم، حاملا معه موجة جديدة من الوجع والحزن .. تجمّع الأهالي حول نارٍ متوقدة، يحدقون في اللهب وكأنهم يبحثون عن إجابات في لواعجه،كانت وجوههم شاحبة، وعيونهم تحمل بريق الحزن والغضب.
بدأت النساء يتبادلن القصص عن المفقودين، كل واحدة تحمل في قلبها ألمًا كبيراً وثباتا لا يوصف، كانت ثريا تجلس بصمت، تضع يدها على قلبها، تحاول أن تهدئ دقاته المتسارعة، كانت تفكر في ابنها الأكبر محمود، الذي كان يحلم بأن يصبح طبيباً، ليعالج جرحى شعبه.
أما أم يحيى، فكانت تحاول أن تبقى قوية من أجل يحيى،كانت تخبره قصصاً عن الشجاعة والصمود، تحاول أن تغرس فيه روح المقاومة. كانت تعلم أن ابنها سيكبر وهو يحمل هموم وطنه، وأن عليه أن يكون قويا مقاوما.


الساعة الآن 04 : 01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية