الأخت ميساء..جميل أن يأتي هذا الطرح من امرأة مسلمة مؤمنة ... لمستث في الموضوع دفاعا عن المرأة كمخلوق لا يجب أن يُنظر إليه على أنه مادة دون روح ! أو إلى ظاهره لا باطنه ! صحيح أن المرأة صورة حسنة وجمال فاتن...لكن هذا لا يمنع من كونها أيضا مخلوقا يفكر ويعبّر عن وجوده..شأنها شأن الرجل..فالمرأة في المطلق لا بد أن تكون جميلة ..جميلة في مظهرها ..جميلة في مخبرها..لا يمكن أن نهمل جمال القوام ! فحتى حين تُطلب للنكاح ..لقد قال الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم في أمر النكاح ..فعَنِ أَبي هُريرة رضيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنِ النبيِّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال: (( تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ )) مُتّفَقٌ عَلَيْهِ
والجمال فرعان ..جمال حسي وجمال معنوي ..فالحسي هو كمال الخِلقة ..
لان المرأة كلما كانت جميلة المنظر عذبة المنطق قرت العين بالنظر إليها و أصغت الأذن إلي منطقها فينفتح إليها القلب و ينشرح إليها الصدر و تسكن إليها النفس و يتحقق فيها قوله تعالى: (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة و رحمة))-( الروم-21).
الجمال المعنوي: كمال الدين و الخلق فكلما كانت المرأة أدين و أكمل خلقا كانت أحب إلى النفس و أسلم عاقبة.. و لقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي النساء خير؟ قال :((التي تسره إذا نظر و تطيعه إذا أمر و لا تخالفه في نفسها و لا ماله بما يكره))- رواه أحمد والنسائي .
... وهذا أغلب ما ذهب إليه علماؤنا... وعن نفسي لا أذكر أنني تغزّلت في المراة كجسد .. ولك أن تعودي إلى قصائدي في المنتدى..فلا أرى شفة عذبة بمعزل عن روح طاهرة عفيفة..ولا أرى الوجه الحسن بعيدا عن المنطق العذب والقول الجميل... ولكن طالما أصبح العالم لا يسمع إلا بعينه ولا يرى إلا بشهوته ولا يفكر إلا ببطنه ..إننا نعيش فوضى الحواس وخلل الوجدان وعبثية التفكير ..فالصورة (المادية ) أخفت الصورة (المعنوية) وأصبحنا نكتب بأقلام مستعارة ونرى بعين الغرب ونتغزّل بما نلمسه لا بما نحسه !!!فلا بد للمرأة أن تعيد النظر في سلوكاتها ..ولا بد للرجل أن يعيد النظر في نظرته إليها...أشكرك على تناول مثل هذه المواضيع...