رد: الرجاء المشاركة : كان يا ما كان في قديم الزمان ( قصص الأجداد ) ....
طبعا مما روته جدتي رحمها الله لأفراد العائلة عن المعاناة التي
كابدتها أيام ثورة الجزائر ، أنه ولما ألقي القبض على والدي مع
بعض أفراد القرية بتهمة محاولة تشكيل خلية تابعة لجبهة التحرير
ومساعدة المجاهدين لم يبق في البيت من راشد إلا جدتي و أمي
أما البقية فهم ثلاثة صبية أكبرهم دون الثمانية .
ونتيجة لذلك كان يتعرض البيت يوميا للتفتيش ، ولما خشيت جدتي
من تطور عملية التفتيش هذه إلى مصادرة ما تقتات به العائلة من
مال وأي مال ومن مؤن وأية مؤن - دراهم معدودات وقليل من السكر
والطحين - عمدت إلى إخفاء تلك الدراهم داخل جلد شاة وأما المؤونة
فمن شدة قلقها وخوفها على مصير العائلة والأولاد أخفتها في إصطبل
المواشي بالردم تحت طبقة الروث .
ومما كان يسهم في زيادة هلع جدتي أن الجيران عندما يخرجون
للسمر أو يلتقون في مكان ما وبوجود جدتي معهم و عندما يتعرضون
لقضية إعتقال إبي ورفاقه يقولون كلاما غير محسوب العواقب كقولهم
أن من أسرته فرنسا لا يمكن أن يرى النور أبدا بدل طمأنتها ومواستها .
طبعا معاناة جدتي من جراء إعتقال أبي هي إضافة لمعاناة أخرى سبقتها
نتيجة إعتقال صهرها * زوج عمتي * الذي ترك وراءه زوجة وأربع بنات
لم يبلغن الحلم ولا معيل لهن إلا الله .
طبعا هذه قصة بسيطة ومتواضعة إذا ما قورنت بقصص أشد عانى منها
غيرنا من جزائريين وفلسطينيين لأعتبرت نزهة وسياحة في أروع الأمكنة .
....................... تحياتي .................................................. .......
|