[خيري حمدان]

اللهم ارحمه برحمتك يا عزيز يا جبّار
اللهم تخطّى عن سيئاته وأدخله جنانك - آمين
السيدة الأديبة هدى الخطيب، تقبّلي تعازيّ والله لا أدري كيف أتقبّل الخبر مساء هذا اليوم البارد الخريفي الحزين
المرحوم بإذن الله طلعت سقيرق الذي شاء الله له أن يعيش 58 عامًا فقط، طلعت الذي أمضى هذا العمر في القفز ما بين قصيدة ورواية وقصّة وعمل نقديّ.
كم هو مفجع هذا العام الحادي عشر بعد الألفية الثانية. كم هو مفجع هذا الخريف الذي سرق منّا بصيص الأمل بعودة هذا الفارس الفلسطيني المعطاء الذي تحمّل غيابنا فكان الحاضر دائمًا حتى بعد وفاته. كم هز مفجع عدم انتظار ردودك وتذييل أعمالنا بكلماتك ورأيك الثاقب المتنوّر المفعم بنزف القلب والروح يا أخي طلعت. كم هو مفجع غياب متوقّع وغير متوقّع - كان الأولى أن تغسل عينيك برؤية وطن قد تحرّر، ومضى يضمّد جراح أبنائه. لكنك أبيت سوى أن ترحل بعيدًا عن الحلم القادم.
لك الحلم القادم يا أخي، لك الوعد القادم والقصائد لك ولروحك المعطاءة. اعذرني فأنا مرفّه ولم يسبق لي أن ودّعت كاتبًا بهذا القرب، مع أنّي لم أكّحل عينيّ برؤياك.
إلى رحمة الله يا طلعت - لك الزيتون، لك القوافي، لك شذى الوطن، ورجع الهوى المعتّق بحبّنا ووفائنا، لك الله وملكوته الأعلى.