رد: الأدب النسائى قضية للحوار
المرأة و الإبداع
بيولوجيا لا يمكن للمرأة أن تنجب من دون الرجل هي سنة الخالق في الخلق وهي من المسلمات لا بد أن يكون هناك تكامل مادي فكري شعوري حتى يتخلق الجنين في رحم الأم وحتى يكون هناك توازن عاطفي أسري قادر على تنشئة شباب يستلم المشعل و يكمل المسيرة الإنسانية..........
إذن إبداع الخالق للإنسان فيه تسخير لآدم و حواء حتى يكون هناك تكامل بينهما يأخذ بعين الإعتبار وجودهما المتصل و المتوحد في جذع مشترك ليتجلى لنا جمال الخلق الرباني في الجنس البشري
لو تدبرنا في وجود هذه المنظومة الزوجية المتكاملة المتوازنة بالفطرة لوجدنا أنها عندما تستقيم و تنجز هذا التواصل المتناسق تثمر جيلا متوازنا قادرا على أن يبدع على جميع المستويات الفكرية و العلمية الإقتصادية و السياسية و أن كل خلل يصيب هذه المنظومة يؤدي لخراب العائلة و المجتمع و أمن الإنسان و حياته المادية و الفكرية
التوازن على مستوى المنظومة الزوجية يثمر منطق زوجي موحد لا يفرق بين المرأة و الرجل باعتبار أنهما وحدة تتوحد في الأصل الإنساني و الذي هو الجذع المشترك و تتكامل على مستوى خصوصية كل واحد منهما على حدة ليس هناك مساوات بمفهوم واحد يساوي واحد لكن بمفهوم الإثنين يساوي واحد ليكون هناك تواصل بناء و مثمر
من غير هذا التوازن المادي و الذي هو فكري بالأساس على مستوى المنظومة الزوجية لا يمكن أن يكون هناك استقرار على مستوى العائلة و المجتمع و لا على المستوى الفكري للفرد حتي يكون هذا الأخير قادرا على الإبداع في جميع المجالات العلمية ، الأدبية و الإجتماعية
فتوازن المجتمع و العائلة هو فكر و منطق قبل أن يكون سلوك و عمل على أرض الواقع ....غياب هذا التكامل ينتج عنه صراع يقضي على المنطق الزوجي التكمالي ،يفتت الخلية العائلية و يقوض بناء المجتمع و يصبح المنطق الذكوري هو السائد و هذا ما تعيشه مجتمعاتنا مع الأسف الشديد و الذي ينظر إلى المرأة نظرة دونية لتكون جسدا بدون فكر أو عقلا ذكوريا بدون جسد أنثى حتى تستطيع فرض نفسها على الرجل لأن التعامل أصبح ندي يقوم على سلطة الأقوى و الأشرس
تجنيس الأدب
عندما يقع تفجير للمنطق الزوجي و يأخذ مكانه منطق الصراع يكون كل من الرجل و المرأة وحدة بذاته لا يعترف بوجود الآخر و بما أن الرجل هو الأقوى ماديا وهو من أكسبه الموروث الإجتماعي سلطة ذكورية تخول له التصرف في هذا الكيان الضعيف ولأنه فرع منه فللأصل القيادة و الريادة على جميع المستويات ومنها الأدبي...... من هنا ظهر التجنيس في الأدب ليصنف الإبداع ويظهر علينا البعض بهذه التسمية.... الكتابة النسائية و في هذا نظرة دونية للمرأة لأنها تخرج من المنظومة الإنسانية لتكون رقما مجهولا من ضمن مجموعة نساء تكتب بغريزة الأنثى و ليس بعقل الرجل الذي لا يعترف إلا بجسدها لتكون أم في البيت و كجسد آخر خارج بيت الزوجية ليكون ملهما للشاعر أو الكاتب حتى يستطيع أن يبدع و من هنا تظهر علينا النصوص التي تتناول وصف جزئيات جسد الأنثى و لا أقول المرأة لتكون الإباحية حرية و إبداع و كلما كان النص إباحيا كلما كان الكاتب مبدعا لنسمع مقولة (حرية الإبداع ......و لا يكون إبداع بدون حرية ) هذه الحرية تترك العنان للخيال ليعبر بتلقائية شديدة بدون قيود ليصبح النص قمة في الإبداع ونرى البعض من الكاتبات يتبنين هذا المنطق و يدافعن عنه و عن قناعة...... هكذا نتبين أن سلطة الأقوى هي التي تهيمن على الفكر و تحدد مسار ما يسمونه إبداعا و هذا الفكر له جذور إستعمارية تلغي خصوصية الآخر و تغتصب فكره حتى يصبح الفرد عجينة طيعة تشكل حسب مطلبات اللحظة و الظرف
هذا المنطق السائد في الطبقة المثقفة و في المجتمع بصفة عامة هو منطق غربي لا يعترف بالمنطق الزوجي و لا بالعائلة بل نراه يشرع المثلية تحت عنوان حرية الفرد و ممارسة الإنسان لحقوقه و هذا ضد الخلق و الفطرة و لا يثمر غير إنحراف و تحريف للسلوك و الفكر و الأدب ليفقد مفهومه الرسالي و يصبح تعبيرا عن نظرة الفرد الضيقة لنفسه و التي يحصر أدبه فيها .....تتبنى شرائح إجتماعية كثيرة الشذوذ و التطرف ، تتفشى الأمراض النفسية و تختل بالمدارك العقلية ليكون الفكر عقيما و الإنسان عاجزا أمام تحديات عصره
و أقول أن سنة الإختلاف هي كونية فلا بد أن يكون لكل منا خصوصيته لنتكامل ليس لنتصارع حتى لا يختل النظام الأسري و الفكري الخلاق في الإنسان الحامل لمعاني الجمال حتى نعيشها بالوجدان و نتذوق روعتها لأنها منا و فينا ..... شتان بين من يعيش الجمال و يكتب عنه و بين من يكتب عنه من دون أن يتذوق حلاوته ليكون كمن يكتب عن العسل دون أن يعرف طعمه
أختم لأقول أن النص الأدبي هو مرآة كاتبه يفصح لنا عن منطق يوحي بتوازن المبدع فيكون له جمال نتذوق حلاوته له حياة و حركة فاعلة تترك بصمتها فينا ليكون الإبداع خلاقا لفكر لقيمة توحي لك بعمل يكون إمتدادا له فيك و عندما يكون النص غير متوازن لا يحكمه منطق فهو ينبئك بتفكك يعاني منه و لا يوحي لك بشيء يذكر لتخرج بعد القراءة خالي الوفاض إن لم تندم على إضاعة وقتك
الكتابة ليس لها جنس فهي لا تحتاج لجسد و لا لقوام مرأة و لا تعتمد الوجود المادي للأشياء حتى يكون الإبداع حاضرا في النص..... لحظة الكتابة هي لحظة ولادة لجنين الكلمة التي تخرج من غيب وجداني لا نعرف ما يكمن فيه لكننا نعرف أن كلما كان الإنسان متوازنا ينبذ الصراع و يسعى إلى التكامل كلما كان له منطق فاعل في فكره و سلوكه و في محيطه الصغير و الكبير ليبدع على جميع المستويات و منها الكتابة ليتوحد الجنسان الرجل و المرأة و يكون هناك خلق و جمال و أدب راقي لا يعترف بالجنس فهو إنساني بحت يضيء شعلة يقتدي ليهتدي بها الآخر
فالكتابة رسالة إن لم نعطها حقها في الوجود تكون مشوهة المعالم مبهمة عاجزة عن الحركة والتواصل الفعال سرعان ما تندثر ليطويها النسيان

|