[غالب احمد الغول]

بسم الله الرحمن الرحيم

تحية إلى مؤلف كتاب ( كيف تكتب الشعر في سبعة أيام ) الدكتور كمال أحمد غنيم , وتحية إلى الأديبة الأريبة هدى الخطيب التي قدمت لنا الكتاب , والشكر موصول لمن شارك في هذا البحث وأولهم الأستاذ الفاضل محمد الصالح الجزائري الذي دعاني للمشاركة بعد وقت طويل من مشاركاتكم . إليكم جميعاً مودتي الخالصة وأقول :
من عنوان الكتاب يدل على حماسة المؤلف في إحياء علم العروض , الذي كاد أن يقل بين أيادي الناس , فسبعة أيام قد تكون كثيرة لمن يريد أن يتعلم فن تقطيع الكلام , أو قرض الشعر , وقد يكون سبع سنوات لا تكفي لمن لا يريد تعلمه , لأن العروض , ليس بالعلم اليسير , فهو يشق على كثير من الناس , لما فيه من مصطلحات عروضية عويصة , وزحافات وعلل لها نصيب من الصعوبة , ولكن المؤلف قد يتجنب هذه الفروع الصعبة ليدل المبتدئ على بديهيات العروض , وعلى بداية هذا العلم ليترك المجال للدارس في خلق إبداعاته بالاعتماد على نفسه , ليدرس رويداً رويداً فن التقطيع الذي يشابه بداية فن رسم الرموز الموسيقية . التي بالإمكان تحديد رمزين منها وهما: ( ذات السن) التي تعبر عن المقطع القصير مثل ( الحرف المتحرك بَ تَ حَ .... ورمزها ( / ) أو (ب) والرمز الآخر وهو ( السوداء ) التي تعبر عن المقطع الطويل , المتحرك فالساكن مثل ( با, بو, بي ( تا, تو, تي أو مثل : ( هلْ, بلْ, جلْ, سلْ ... ) ورمزها هكذا ( /0 أو هكذا ( ـ ) ولا أريد أن أتحدث عن الزمن اللازم الذي يستغرقه كل مقطع عروضي عند النطق به , فلهذا باب موسيقي واسع , وباب عروضي أوسع , لأن كلمة (موسيقى الشعر ) لها مدلولها العلمي الشعري والموسيقي , فهما توأمان لا ينفصلان , وكلمة موسيقي أوسع ميداناً من كلمة :( إيقاع موسيقي ) والشعر يعتمد على الإيقاع الموسيقي , الذي ينظم الوحدات الإيقاعية المألوفة والتي حددها الخليل بثماني تفاعيل وهي :
متفاعلن/ مستفعلن
مفاعلتن / مفاعيلن
مفعولاتُ / فاعلاتن
فعولن / فاعلن

والتفاعيل أعلاه وفروعها التي تسمى بالزحافات أو العلل ) هي التي تتشكل منها بحور الشعر ( 16 ) بحراً , وهي البحور المعتمدة في الشعر العربي , والتي لها أصل في ديوان العرب , وألف العرب في جاهليتهم أشعاراً على هذه البحور ما عدا ( بحر المضارع الذي لم يقل العرب فيه شيئاً , بل جاء هذا البحر مولوداً تعيس الحظ في دوائر الخليل .
وحقيقة أن الشعر يحتاج إلى موهبة وحس مرهف وأذن موسيقية ليكتمل فنه اللغوي والمعنوي والخيالي والموسيقي والوزن شرط أساسي لاكتماله . ولكل شاعر تصوراته وأحاسيسه ولغته وثقافته , والنقد الشعري أكثر عرضة من غيره ليتناوله النقاد بالمدح والثناء تارة , والقدح والذم تارة أخرى , وقد يكون ذلك واحداً من عدم اكتمال أدوات النقد لدى النقاد . فالشعر هو شعور الشاعر بوجدانه وذاته , فلا يحتاج إلى علم العروض لبناء قصيدته إن كان من هواة الغناء , أو من هواة المنشدين , والعروضي قد يفلح في بناء قصيدة , بل بين يديه ميزان المقاطع, وله القدرة لمعرفة وزن القصيدة بالاعتماد على تحديد الوحدات الإيقاعية الشعرية الموسيقية ( التفاعيل ) .
ولذلك فإنني أخالف الدكتور غنيم الذي يقول (ولا شك أن إتقان الموسيقى الشعرية ليس شرطاً لحدوث الإبداع الشعري،) بل هو شرط أساسي في تكوين القصيدة , ولكن الشعر الذي يعتمد على الإيقاع الشعري الموسيقي وحده , وقد أهمل العناصر الشعرية الأخرى , فنقول له , لا تكتمل قصيدتك إلا باكتمال الفن اللغوي والمعنوي بالإضافة إلى الفن الإيقاعي الموسيقي , الذي يتناول المصطلحات والتفاصيل لنقاد الشعر ,وهذه تفيد كل مهتم في العروض وموسيقاه .
وفي الوقت نفسه فإنني أشكر الدكتور الذي جنح إلى اليسر بقوله ((وتلك السهولة تتطلّب منا هنا دعوة المعنيين والقائمين على المناهج التعليمية في بلادنا تجنب الطرق الغريبة في بعث علم العروض بين طلابنا ))
وأما تلخيص الأديبة هدى , فهو الأجمل , حين نتعامل مع موسيقى الشعر بالكلمات المنطوقة والمسموعة ,فليس كل ما يكتب يلفظ ,مع إهمال ما لا يلفظ في الكلمة . مثل إهمال الألف في واو الجماعة , وإهمال اللام في كلمة ( الشمس ) ثم إهمال الحروف ألمشدده وغيرها .
وكان تلخيصها على صواب ومفيد لكل طالب .

وأترك المجال للأخ الأستاذ القدير محمد الصالح الجزائري ليجود بما عنده من أفكار , وأشكر الإخوة المشاركين في هذا الميدان الثقافي المبدع , ولكم منى أجمل التحايا .

أخوكم غالب أحمد الغول