[عبدالكريم سمعون]

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى نورالدين الخطيب [align=justify] تحياتي مجدداً للمحاورة الغالية أستاذة نصيرة وضيف الحوار الشاعر الأستاذ عبد الكريم أنت تعشق قصيدة النثر وموسيقاها الداخلية وتدللها وتحاول أن تحيط بساتينها بسياج يحميها من المتطفلين تماماً كما يفعل الحبيب مع حبيبته وبعد رئاستك لقسم قصيدة النثر في نور الأدب كنت تحدثت مع شاعرنا الغالي أستاذ طلعت عن مشروع لحماية قصيدة النثر من جهة والدفاع عنها من جهة أخرى، وكانت البداية بتقسيمك منتدى قصيدة النثر إلى قسمين: 1- قصيدة النثر 2- الشعر المنثور ثم جاء التوقف الاضطراري بسبب مختلف الظروف الأليمة والمتعاقبة التي مرت بها الأمة بشكل عام وأخذتنا في دوامتها والمصيبة التي حلّت بنور الأدب برحيل أديبنا الموسوعي وشاعرنا الغالي والآن أتمنى فعلاً أن تكمل مشروعك، ولو أمكن أن تحدثنا عن الفرق بين قصيدة النثر والشعر المنثور ، ثم كيف بإمكاننا حماية قصيدة النثر من المتطفلين عليها من جهة ومن الرافضين المتصدين لها من جهة أخرى؟؟ ماذا عن القصيدة الوطنية في شعر عبد الكريم سمعون؟ ما رأيك بالمذاهب الأدبية الغربية وإلى أي مدرسة تميل أكثر؟؟ وبناء على السؤال السابق ما رأيك بالشعراء التالية أسمائهم في جملة لكل منهم؟؟ جبران خليل جبران "عصبة العشرة " واخص منهم الياس أبو شبكة جماعة أبولو وأخص منهم :( أحمد زكي أبو شادي، أبو القاسم الشابي، خليل مطران ) أرجو ألا أكون قد أثقلت عليك في كثرة الأسئلة فالحوار ممتع حقا وثرّ وكل الشكر للمحاورة الأستاذة نصيرة الأديبة والفنانة هدى الخطيب [/align]

نعم أستاذتي الكريمة أنا أعشق هذا المنتج الإبداعي الرائع ..ودافعت وأدافع عنها حتى الآن والحمد لله اكتسبت شرعيتها وحضورها في العالم العربي والأهم أن الذائقة العربية بدأت تتقبلها وسأعود بكامل قواي وطاقاتي لقسم قصيدة النثر بإذن الله ولكنني مررت بظروف خاصة إضافة للظروف العامة لا مجال لشرحها هنا وأعتقد أنك تعرفين منها جزءً ..
وأنا وصي أستاذنا الكبير الخالد في قلوبنا والباقي في أفئدتنا طلعت سقيرق على قصيدة النثر في نور الأدب ولن أخون الوصية ولن أتراخى بها بإذن الله وتلك الأشهر التي مرت كانت قاسية حقا ..
ورسالة النور المضيء تواردت
من دون حرفٍ أو سطورْ
من دون
أيّ عبارةٍ
فيضٌ هَمَا وخلودها
عبر الصدور إلى الصدورْ

والآن أتمنى فعلاً أن تكمل مشروعك، ولو أمكن أن تحدثنا عن الفرق بين قصيدة النثر والشعر المنثور ، ثم كيف بإمكاننا حماية قصيدة النثر من المتطفلين عليها من جهة ومن الرافضين المتصدين لها من جهة أخرى؟؟

أستاذتي الكريمة هدى حفظك الله ..
لقد تبدلت الجبهات من الآن فصاعدا وأنا ممن سيحولون الدفاع عن قصيدة النثر من جبهة المتصدين لها إلى جبهة كتابها .. فحقيقة الأمر أن أكثر المتطرفين في رفض قصيدة النثر لو قدمّنا لهم نص نثري وغني بشعريته ويخلو من جميع العناصر غير الشعرية ، وهنا ستفوق شعريته شعرية النظم لأعترفوا به أنه قصيدة ..
فالمشكلة الكبرى هي في كتاب قصيدة النثر وليس في قراءها ..وأكثر من يسيء لها هم كتّابها وليس من يحاربها من يحاربها يهجم من ثغرات ضعف وهشاشة النصوص الموجودة ومن الاستسهال الذي أصاب قصيدة النثر وجعل البعض مم يكتبونها يعتبر أن كل الكتابات الخالية من الوزن والقافية وتحتوي بعض تأملات ونفحات شعرية هي قصدة نثر ..ولهذا كثر الشعراء وقل الشعر ..أنا أرفض وبشدة أن يغدو اللا متناسق واللا شعوري والهذيان والضعف والمجانية شروطا شعرية كما يعتقد البعض ..
وبذات الوقت لا أريد لهذا المنتج الراقي أن يسقط بوتقة النمطية والتقعيد والقولبة .. حقيقة ليس سهلا أن نكتب قصيدة النثر بل على الأقل هي أصعب أجناس الأدب كتابة ولا يكتبها إلا شاعر حقيقي .. لأن النظم سهل على أي إنسان تعلمه ويصنع قصيدة بنصف ساعة ولوكانت خالية من الشعرية ..
أنا قصيدة النثر لا يكتبها إلا شاعر شاعر ..
وحين يكون الشاعر شاعر حقيقي ستلبي قصيدة النثر رغبات الذات والمعنى لأنها منفلتة من حدود الشكل ..والعارضات التي عانت منها قصيدة النثر هي ليست عربية فقط بل بكل الشعريات العالمية ولكنها كانت أقلّ حدة من المعارضة العربية ..
ومن المعروف أن الوزن ليس الشرط الوحيد للشعر فشعرية النص تخلق وزن النص ولكن وزن النص ليس بالضرورة أن يخلق وزن النص ..
قصيدة النثر كسرت القالب والوزن وهناك من يدعوها القصيدة المقروءة أو الدلالية أو الذهنية .. لأنها تستعيض عن الجانب الصوتي بالجانب الدلالي والجانب المعنوي فيها أبرز .. ولكن أيضا أنا أقول أن المعنى ليس كافيا لجعلها شعرا ..



الشعر المنثور ، أو الطَّلْق أو المنطلِق أو المحَرَّر أو قصيدة النثر الشعرو نثري أو النثرو شعري - تسمياتٌ مختلفة لنوع واحدوأستثني النثرو شعري فهو نثر أولا ولا يخرج عن مألوف البلاغة العربية ويميل للسرد والقص ولكنه يجذب القارئ برخاوة اللغة وجرّه العاطفي وتماسك أحداثه فهو بالتالي نثر يميل للشعر ولكنه يحتفظ بجميع مقومات النثر .
و لن أدخل بقضية الخلط المفاهيمي ولا التشابك الاصطلاحي ولم أحبّ يوما الضبابية المفاهيمية ..
فلماذا طالبت أنا بإحداث قسم للشعر المنثور مادام نفس الجنس ولكن اختلفت التسمية .. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سأجيب : لقد فعلت هذا بأكثر من منتدى في نبع الواطف الأدبية أحدثت قسم بإسم النصوص المفتوحة وفي الملتقى الثقافي العربي ذات الاسم الشعر المنثور وووووو
والسبب هو يا أستاذتي أنني كنت أعاني كثيرا من موضوع تجنيس ما ينشرون في قسم قصيدة النثر ويطلقون عليه قصيدة نثر .. وهو ليس خاطرة ولا قصة ولا تفعيلة ولا عمودي ولا سجع .. فماذا أفعل وكان 90 بالمئة مما ينشر هو ليس قصيدة نثر ولا أصد أحدا وأهلا وسهلا بجميع من يحب الكتابة وبذات الوقت أريد الحفاظ على قصيدة النثر ..
والنت الآن بمثابة المرجع والمستند لأغلب الناس .. وهذه أمانة كبيرة لو دخل أحدهم وقرأ نصا تفعيلي مختل الوزن على أنه قصيدة نثر .. ولهذا السبب كان إحداث قسم ثاني لاحتواء المرفوض من قصيدة النثر وبذات الوقت نضع عليه ملاحظات وتعليمات وإرشادات والحمد لله خلال مدّة قصيرة قمت بمساعدة العديد من الأخوات والأخوة في الكثير من المنتديات ومنها منتدانا نور الأدب .. وبهذا نحمي قصيدة النثر من كتابها أولا قبل محاربيها .. ولو حميناها من كتابها لما عاد لها محاربين ....
قد يذهب البعض أحيانا للربط بين الحداثة الشعرية وقصيدة النثر .. والحقيقة أن الحداثة الشعرية هي حداثة اللغة الشعرية وليس القالب ولا الموسيقا الشعرية ..

ماذا عن القصيدة الوطنية في شعر عبد الكريم سمعون؟
فيما مضى كنت أفصل القصائد أي ما بين غزلي ووطني وإنساني ..
والحقيقة الآن أنا أكتب الغزل ولكن المتضمن الوطني والقومي والكوني والإجتماعي والفلسفي والصوفي والروحي لأنني أنا أؤمن أن الشعر الغزل .. وأعرّف الشعر بأنه بهذه العبارة \ الشعر الغزل \ وبهذه الطريقة أستطيع علاج ما أريد من القضايا أو طرح ما أريد من القضايا .. ولو لاحظت ذلك أستاذتي كيف أضمن القصائد ما أريد من خلال الغزل ..
ولاقى ذلك إعجاب كبار الشخصيات الأدبية العربية وأعتبروه نمطا كريميا أو سمعونيا مختلفا ولا يشبه أحدا ولا لون فيه إلا لوني والحمد لله هذا ما أعتبره إنجازا هاما في حياتي الشعرية وحياتي كلها شعر وبالتالي بحياتي كلها .


ما رأيك بالمذاهب الأدبية الغربية وإلى أي مدرسة تميل أكثر؟؟


منذ زمن دانتي ولغاية ستينات القرن المنصرم كل شيء يختلف عن النصف قرن الأخير ..
فحال الأدب كحال الفن وحال التكنولوجيا وووو .. ولا أعتقد ببقاء مدرسة فنية ولا أدبية واضحة الملامح فلقد حصل ما يشبه الإماهة ..أو الذوبان فيما يُسمى الحداثة وما بعد الحداثة ..
وأنا أستطيع القول أنني أميل لكل مدرسة بخصوصة من خصوصياتها أو أكثر
الحقيقية والعقلانية من الكلاسيكية
والعاطفة والتغرّب وحب الطبيعة من الرومانسية
والعناية بموسيقا اللفظة الشعرية والتكثيف والإيجاز من الرمزية
والارتباط بالبيئة والعناية بالتفصيلات والحيادية والبحث والتحليل من الواقعية
ولا شيء من الدادائية
الغوص في اللاشعور والروحانية من السريالية
فلسفة الذات والشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع والوجدانية من الوجودية
ولكنني كإنسان وسلوك إنساني أميل بالتأكيد للرومانسية ..



وهذا لسحر يداهم عيون العصافير لتبدأ رحلة يومها الشاق ببناء الأعشاش ..
سألتقط أنفاسي وأعود


جبران خليل جبران\ نبي أرسلته الأرض للسماء وهو الانسان الأول كإنسان
"عصبة العشرة " \أنا مع الثورة على التقاليد البالية ولكنني أرفض التخلي عن القيم والعراقة وضد الغربنة
واخص منهم الياس أبو شبكة \كان جديرا بإهتمام أكثر كشاعر ولكن كإنسان كان متغربن وذو نزعة ..
جماعة أبولو \نموذج مصغر للرومانسة أعتقد أنني أحيانا واحدا منهم هههههه
( أحمد زكي \لم أسمع به من قبل
أبو شادي،\حارب الوزن
أبو القاسم الشابي،\أهم شعراء عصره أو جيله بالأحرى
خليل مطران ) لم أقرأ له ولكنه إنسان عاقل وناضج فكريا


أستاذتنا الغالية القديرة هدى نور الدين الخطيب .. أنا بغاية السعادة والفخر لمشاركتك بهذا الحوار وأعجز حقا عن الشكر لإهتمامك وأقدر غاليا وقتك الثمين لإعداد هذه الأسئلة وغاية مناي أن تنال أجوبتي إعجابك ورضى أخواتي وأخوتي في نور الأدب وكل مكان ..
تحياتي وتقديري لنبل إنسانك ورقي فكرك وعبق الياسمين وعنفوان الأوركيد لقلبك الكبير