[ميساء البشيتي]

أيها الأحبة
يا غاليين
الله يسعد أوقاتكم جميعها
الله يعلم تأثير كلماتكم الرقيقة عليّ .. لقد هبطت في قلبي مباشرة ..
شعرت أنني بين أخوتي ونتشارك الهموم والأحزان ..
شعرت بالصدق في كل حرف وبنفس الوقت لمست الحزن الكبير ..
قد نختلف بالأراء وهذه ظاهرة صحية ولا تفسد للود القضية ..
لكننا اجتمعنا عند نقطة وهي أن الحزن يكسونا والألم يعصرنا والهم يذيبنا .
أنا وكل فرد منكم نعيش تحت وطأة الخوف من المجهول .. أوطاننا جميعها على المحك ..
نحن الآن في هذا الوطن العربي الكبير على فوهة بركان .. الأفق ضبابي والرؤية
ضبابية والخوف من المجهول يحاصرنا والشعور بالعجز يشلنا ..
أنا وأنتم في حالة من القلق والأرق والتوتر والغليان لم يسبق لها مثيل
وأنا لولا حاجتي الماسة إليكم أخوتي ما كتبت حرفاً واحداً هنا فكل حرف كتب بتلقائية
شديدة وجدت نفسي مشتاقة إليكم .. مشتاقة لأخوتي ورفقتي وصحبتي هنا وعلى مدار
العديد من السنوات .. لطالما فرحنا معاً وحزنا معاً وقلقناً معاً وانتصرنا معا وانهزمنا معا
واليوم لا أريد لهذا الضياع أن يأخذكم مني .. نريد أن نبقى بوجه أي عاصفة معاً ..
الترابط قوة والتعاون قوة وما أحوجنا أن نكون معاً في الأيام القادمة .. لن يكون القادم أجمل
ولن يكون أهدأ لذلك يجب أن نقوى باتحادنا .. أعلم أن الكآبة تحتل مساحات واسعة لها
في قلوبنا وفكرنا وهذا ينعكس على ملامحنا وعلى تصرفاتنا وعلى تواجدنا لكن أرجو ألا تهزمنا
الكآبة وألا يحتلنا الصمت وألا يقهرنا الحزن ونحن لم يعد لنا إلا هذا القلب بما يملك من حب
وطهارة ونقاء وأمل وحلم فدعونا نحافظ عليه ولو أردنا أن نبكي فلنبك على أكتاف بعضنا
فنحن أخوة والله يشهد على ذلك وهذا الوطن العربي الأم التي ربينا في حضنها وسيبقى يجمعنا
والنور هو الوطن الصغير الذي عوضنا دفء وحنان الوطن الكبير..
لنكون هنا حتى نقوى ولنشكِ ولنبكِ ولنفضفض ولتسمع كل الدنيا آهاتنا
لن يهزمنا الحزن ولن نصبح أسرى للهم .. بوحوا كما تشاءون فأنتم قطعة من هذا القلب
والله يحميكم ويعفي عنكم وليبق نور الأدب على الخير والمحبة يجمعنا وألف شكر لكل من
لبى النداء والله يبارك فيكم يا أخوتي الأعزاء وما يحرمني منكم أبداً .