رد: ما ينبغي ان يقال عن الثقافة والمثقفين!!
الأديبة خولة الراشد
مداخلتك ممتازة، وهي تشير الى قدرة على التحليل وفهم حقائق النمو الاجتماعي والتعليمي في العالم العربي، وليتك تعودين لصياغته كمقال باعطائه حقه الكامل في التنبيه الى القصورات التي تعاني منها مجتمعاتنا.
الثقافة ليست مجرد صياغة ادب..بل صياغة فكر وعلوم وتنشئة سليمة للعقل العربي. وبالتالي الوصول الى نظام عربي يدير شؤون مجتمعه بعلمية وعقلانية وليس مجرد حكام ومحكومين.
التعليم العربي يحتاج ليس الى انتفاضة ، بل الى ثورة انقلابية عاصفة تغير من الجذور كل الفكر التعليمي للقرون الوسطى السائد في التعليم العربي وفي الفكر العربي.
وساكنب بصراحة.. عندما اقرا عن مشروع تحفيظ القرآن لمليون طفل... اصاب بغم كبير على مصير المليون طفل.. لأن المسالة ليس ايمانا ، بل تدمير للعقل المفكر وتحويل العقل الى متلقي وحافظ بلا تفكير. فبل سنوات اشتكى وزير التعليم السعودي من كثرة خريجي المعاهد الدينية،فائض بالملايين... ومن ان اطروحات الدكتوراة التي تقدم معظمها اطروحات في الدين. وقال اننا نحتاج الى اطباء ومهندسين وتكنوقراطيين.. وليكونوا متدينين .. ماذا سنفعل بمليون شيخ اضافي كل سنة؟
هل ينقص العالم العربي "عباقرة دين" ليفتوا بارضاع الكبير وجماع الوداع وقتل الميكي ماوس ووصف حوريات الجنة والدخول بحالة تهيج بالبث المباشر؟ وبضرورة ضرب المرأة وتصنيفها لأربعة أشكال في انواع الضرب الذي تستحقه؟والزواج من الأطفال ... الأمر غير قابل للتصديق في العالم المتنور. أجل العالم الغربي هو عالم التنور والرقي والتقدم وحرية الانسان وضمان حقوقه الاجتماعية والصحية وليغضب من يغضب. هل بالصدفة ان الزعماء العرب اذا مرضوا يجري علاجهم في الغرب وليس في مستشفيات اوطانهم؟ حتى في مستشفى ايلات في اسرائيل يصل امراء النفط للعلاج... وربما من هم فوق الأمراء.بينما مستشفيات العرب للمواطنين الحزانى هي محطة في الطريق الى السكن في المقابر.
ما دخل الثقافة هنا؟
الثقافة لا تنشأ في فراغ من الواقع الاجتماعي ومن الارتباط بقضايا الحياة اليومية حتى الصغيرة منها. نلقي الذنب على الانترنت.. ولكن الانترنت لم يجعل الفرنسي يقلل من قراءاته مثلا اذا يقرأ 6000 صفحة في السنة بينما العربي يقرأ 6 صفحات. اذن لدينا مشكلة أخطر .. مشكلة التخطيط التعليمي والتربوي من المدارس الدنيا الى الجامعات.. هل نخرج حملة شهادات ام نخرج باحثين وخبراء وعلماء.. ؟ كيف نكون شركاء في بناء الحضارة الانسانية والعالم العربي كله ب 350 مليون مواطن يوظف في الابحاث العلمية اقل من اسرائيل (7.5مليون)ب 15 مرة.
لماذا يقرأ اليهودي في اسرائيل 50 كتابا في السنة ونحن لا نصل الى كتاب واحد؟
بعد اقامة الدولة جاء موشي ديان الى بن غوريون ( رئيس الحكومةالأول)وعبر عن خوفه من العرب مستقبلا. قال بن غوريون انهم لا يقرأون فلا خوف على اسرائيل . قال ديان واذا تعلموا القراءة؟ أجاب بن غوريون واذا تعلموا القراءة لن يفهموا ما يقرأون فلا خوف على اسرائيل. هل كانت نبوءة .. ؟ اجل ملايين الأطفال ستحفظ القرآن.. ليتهم يحفظون اولا بعض قوانين الفيزياء!!
|