جاء أيار يحمل ذكرى النكبة ...ويلقي بظلاله الثقيلة على أنفسنا...فتستحيل زفراتنا...الى تنهدات متالمة...لذلك الماضي الاليم...القريب البعيد...حيث حقائق التاريخ وصور الضحايا...تعكس بشاعة المجزرة...
وتقف اسرائيل الدولة المغتصبة...لتحتفل في أيار...لانها سفكت وقتلت وهجرت واقتلعت الفلسطينيين من جذورهم...من أجل ان تصنع لنفسها وطنا بالغصب وبالقوة ....وتسميها أرض الميعاد لشعب الله المختار....غريبة قيمهم المعاصرة....حين يحتفل المغتصب بيوم اغتصابه للضحية...ويحتفل السارق بيوم سرقته للارض....ويحتفل الظالم بيوم اعتدائه على حق المظلوم
لكنه عالمهم الذي يروجون فيه لما شاؤوا...دون ان يملك غيرهم حق الانتقاد أو مجرد التعليق...والا اعتبر في خانة محور الشر....وكأن الملائكة والخير تسير في ركابهم...انه النفاق السياسي الرديء
ضاعت فلسطين بمقتضى قرار التقسيم...وضاعت اكثر بحروب العرب الفاشلة التي خاضوها ابان النكبة...واعترف العرب والفلسطينيون على السواء بانها النكبة
لكنهم اليوم يعيشون نكبات ونكبات ولا أحد يسوغ لنفسه أن يستغل ذات المصطلح ليعبر عن قتامة الوضع المتردي
غزة التي تعيش حالة الانعاش والموت السريري...ويعيش ابناؤها مابين فكي الجوع والمرض....والقصف الصهيوني والاجتياحات المتكررة...في ظل صمت العرب...واغلاقهم للمعابر والحدود...نكبة وأكبر نكبة
القضية الفلسطينية التي تتعرض لابشع صور التفريغ السياسي....عندما يفرض العرب على بعض الفلسطينيين القبول بالتفاوض مع العدو الصهيوني...ويرعون هذه المفاوضات....ويروجون لسلام لا وجود له بارض الواقع...مع الكيان الصهيوني...ولايعنون برأب الصدع والفرقة بين الفصائل الفلسطينية المتفرقة والمتنازعة....هذه نكبة اخرى وأي نكبة
وعندما تتحول القضية الفلسطينية الى قضية قطرية لاتعني سوى الفلسطينيين وحدهم...ويتم تغييب الجانب العقدي والقومي لارض الرباط
ليصبح الفلسطيني وحده مطالبا بالبطولة والفداء....في مواجهة مشروع صهيوني متدحرج...لايفرق بين أرض عربية وأخرى...وطموحه الممتد الى خارج فلسطين سياسيا او عسكريا....فهي نكبة ونكبة ونكبة
