رد: ظواهر مقلقة في ثقافتنا
الأديبة خولة الراشد
النقد يرتبط باخطر مجال فكري وضع الانسان في طريق الصعود الحضاري الذي لم يتوقف ولا توجد قوة لايقافه،
النقد هو عدو التحجر والتخلف والتلقين والحفظ الببغائي والنقل بلا عقل.
النقد هو المعيار للرقي الاجتماعي وليس الأدبي فقط . هو معيار تطور العلوم ، معيار تطورالفكر البشري والمعرفة والوعي . والنقد يبدأ بنقد التجربة. التجربة الاجتماعية في دولة معينة وهذا يرتبط بنقد الابداع بكل اشكاله وفنونه وبذلك يتحول الى دافع لتقدم المجتمع وتطوره، والمشكلة حين يسود فكر غرائبي خرافي غارق بالأساطير ، يبدأ الخوف من كل ظواهر النقد.
لا يوجد نقد صرف لعمل ادبي خارج المجتمع البشري. كل ابداع لا ينتمي الى واقع اجتماعي حتى لو كان بلسان الحيوان او باسلوب الخيال العلمي الا انه يدفع نحو وعي انساني اجتماعي مجدد.هذا يثير الخوف لدى المتحجرين الذين اقتنعوا بفكرة ما أضحت مطلقة، وكل محاولة لنقد ونقض فكرتهم او تفسيرها بما يلائم الواقع المتغير والمتطور بشكل عاصف ..هو تجاوز للسائد والخامل الذي يوفر لهم حياة رفاهية وسيطرة على عقول الملايين ..وتعويق التطور الحتمي ومن هنا يجب ان نفهم أيضا انتفاضات الربيع العربي.. والربيع لم يبدأ بعد ، انما ما نشهده تمرينات او ارهاصات للقادم ولن يكون الا بمستوى عصر التنوير الأوروبي الثاني على الأقل -عصر فولتير وروسو .
لذا النقد جاء الى عالمنا على قاعدة متينة لا يمكن هزمها: الفلسفة.
غياب الفلسفة هو الاشكالية الكبيرة في الفكر العربي، ومنذ حرق كتب ابن رشد واتهامه بالكفر والزندقة سقطت الحضارة العربية. وحتى اليوم ما زلنا نعيش على حلمنا الحضاري بدون ان نفهم اننا يجب ان نبدأ مشوارنا من حيث وصل ابن رشد.
|