رد: احملوني إلى الحبيب و روحوا / الشيخ عمر الرافعي
[frame="15 10"]
[align=right]
مذهل هذا الاكتشاف المبكر
الأديبة هدى الخطيب
أولا شكرا لتوضيحك فهو مهم بالنسبة لي وأظن لسواي لعدة اسباب :
تلاحظين يا سيدتي أن الشاعر المرحوم عمر الرافعي قد استعمل في هذه القصيدة ما أعتبره عجبا من الانتقال من فاعلاتن في القصيدة إلى متفاعلن في الملحق أو المقطع الإنشادي أو التابعة .. والعجب أن فاعلاتن متداخلة بشكل ما مع متفاعلن .. ورحم الله شاعرنا الذي انتبه إلى هذا التشابه فشابك بين بحرين في قصيدة واحدة تضعه دون ريب في مقدمة من كان التجديد والشعور بالجماليات داخله ..
وأحب أن أشير أنني كنت مخطئا حين ظننت أنني أول من داخل بين فاعلاتن ومتفاعلن في قصيدة واحدة هي " صرت في الخمسين " ومن يعود إليها يجد هذا التداخل واضحا .. لكن على ما يبدو فقد سبقني جدك رحمه الله بسنوات طويلة مكتشفا قبلي بكثير ما لم يره الشعراء من قبل في أن هاتين التفعيلتين يصح المزج بينهما .. ولذلك عندما قرأت القصيدة ذهلت لاكتشافه المبكر جدا وأردت التأكد فأبديت ملاحظتي هل هو صاحب هذا المزج الرائع – ولست أشك للحظة بتميزه وتفرده رحمه الله – أم احد أفراد عائلة الرافعي .. لكن شهادة ابنته السيدة بهية الرافعي حفظها الله ، والإهداء على النسخة بخط يده إليها يجعل افتراضي بعيدا تماما عن الواقع .. لذلك أسجل للشاعر المرحوم عمر الرافعي هذا السبق واعتبر نفسي لاحقا بعده بسنوات طويلة .. ذلك أنّ الحق يعلو ولا يعلى عليه ..
ولي أن أشير بعد ملاحظتي هذه إلى شغفي بطريقته في بدء القصيدة بقوله " احملوني إلى الحبيبِ و رُوحوا" وإنهاء هذه القصيدة بها " احملوني إلى الحبيبِ و رُوحوا" وكأنه جعل القصيدة كلها صدرا وعجزا .. والسحر في تحريك صدر البيت الأول ليكون عجز البيت الأخير .. وكنت قد بدأت روايتي " أشباح في ذاكرة غائمة بقلي :" … كالعادة ملأت الكوب بالماء ، شربته مرة واحدة، خرجت من غرفتي ، كان الشارع طويلاً جداً ، عرفت أنني سأصل وسيكون بانتظاري ، كل يوم تقريباً ألتقي به ، قد نتكلم عن أشياء كثيرة، وقد لا نتكلم أبداً ، حتى السلام قد لا يكون بيننا ، السلام أصبح شيئاً تافهاً مكرراً ، لماذا أسلم ويسلم.. أسأل عن صحته ويسأل عن صحتي ، هو يعرف حالي وأنا أعرف حاله ، لا داعي إذاً للسؤال ، وما دمت سأصل إليه فلماذا أفكر بالوصول ..
…. عجيب أمر هؤلاء الباعة ، يبيعون بشكل غريب أحسدهم عليه ، ورغم ذلك فهم لا يشبعون، إذا سألتهم عن الرزق سيقولون : ( الرزق قليل ).. مزروعون في هذا الشارع كالصيادين ، الزبون الذي يدخل محلاتهم لا يخرج إلا وفي يده شيء ما ..
فوضى .. فوضى .. العالم كله فوضى ..
لا أحد يؤمن بشيء .. ولا شيء يؤمن بأحد .." وأنهيتها بما بدأت به :" … كالعادة ملأت الكوب بالماء ، شربته مرة واحدة، خرجت من غرفتي ، كان الشارع طويلاً جداً ، عرفت أنني سأصل وسيكون بانتظاري ، كل يوم تقريباً ألتقي به ، قد نتكلم عن أشياء كثيرة، وقد لا نتكلم أبداً ، حتى السلام قد لا يكون بيننا ، السلام أصبح شيئاً تافهاً مكرراً ، لماذا أسلم ويسلم.. أسأل عن صحته ويسأل عن صحتي ، هو يعرف حالي وأنا أعرف حاله ، لا داعي إذاً للسؤال ، وما دمت سأصل إليه فلماذا أفكر بالوصول ..
…. عجيب أمر هؤلاء الباعة ، يبيعون بشكل غريب أحسدهم عليه ، ورغم ذلك فهم لا يشبعون، إذا سألتهم عن الرزق سيقولون : ( الرزق قليل ).. مزروعون في هذا الشارع كالصيادين ، الزبون الذي يدخل محلاتهم لا يخرج إلا وفي يده شيء ما ..
فوضى .. فوضى .. العالم كله فوضى ..
لا أحد يؤمن بشيء .. ولا شيء يؤمن بأحد .. "
فهل كنت أستعير منه هذه الأساليب دون أن أدري .. حقا أستغرب وأقول يا سيدتي هناك أشياء غير مدركة تحركنا أو تخطر في بالنا .. ليكن فيشرفني أن يكون أستاذا لي من هو على هذا القدر من العلم والنبوغ والرفعة ..
شكرا سيدتي لتوضيحك ..
[/align]
[/frame]
|