[فتيحة عبد الرحمن]

تأملات فنجان '9'


لبست بالأمس حلة من حرير كانت قد نسجتها على شرفة الانتظار غزلت خيوطها من عمق الرجاء
ووضعت على كتفيها شال الشوق وضمته كعادتها بلهفة وحنين
وراحت تدندن لفيروز:
يا حبيبي كلما هب الهوى و شدا البلبل نجوى حبه
لفني الوجد و أضناني الهوى كفراش ليس يدري ما به ...
فتبسمت لها السماء وراحت ترسم لها سحب الرضى قلوبا من ضباب
كلما ساقت النسمات قلبا منها راح يُمطر فوق رأسها زخات خيبة ودموع
طال بها الانتاظر وحين إغفاءة رأتك حلما
كنتَ في ثنايا الحقول تمشي تقلب بين الورد بصرك وتحركه بيدك ... كان عبقه شهيا حد الثمالة
لم تُخبرك الأزهار أنها لا تزال هناك ولا الطيور التي كان تحوم فوق رأسها
وعلى راحة النسيان كنت تراقص الفراش وما أجملك وأنت ترفع رأسك تاركا وجهك تقبله حبات المطر
أنهكتها صور الذكريات حتى في حلمها
وعلى وقع ورقة يابسة سقطت هناك ارتجفت كل ذراتها
وأعتصر قلبها خوف شديد فشدت اإلى صدرها شال شوقها بكفي الخوف والأمل
وراحت تنظر في الأفق أتراها أبصرتك هناك أو كان حلما مزعجا ؟
مدت كفيها إلى السحابة الآخيرة وقالت لعلي أملأ منها كؤوسا لا تزال فارغة

أ يها القادم من خلف الضباب

حملتك قدرة الريح سحاب

بدموع وإشتياق وانتظار

كتبتك في القلب عذاب ...





http://www.youtube.com/watch?feature...&v=jpudrhoCZg4 05/02/2012