[فتيحة عبد الرحمن]

أملات فنجان ''13'



قالت له : صرت تتأخر عن قهوتك كل يوم !..

قال : شغلني جديد ...
فقالت له : ... بكى الياسمين والورد والريحان ...بكى عليها بعد أن بكى عني كثيرا
سترسل الى قلبها رسائل مطرزة بالحرير
وستعزف لها تحت ظلال الزيزفون نغمة بــ كمنجة ..و عود و ناي ...
وستجهش بالبكاء تارة من الوجد وأخرى من الشوق والحنين
والقلبُ أضحى لا يحتمل الإنتظار فتسألك أين كنت ؟ ..
وستكتب لها هات يدك أضعها بين كفي لهفتي فتوصلك أشواقي
وأنك الساحر الذي يُشكل الأقدار كيفما يشاء
وأنها في عينيك ملامح من زمن غير الزمان إمرأة لا تشبه النساء
وأنها تشع نورا ونارا نورا أضاء دربك ونارا لم تحرك ذراتك غيرها
منذْ أنْ تاهَ المدى في فضاء بينَ حقيقةِ وخيالْ..
وأنا أتنفس نسائم الظنون ... ومع تعاقب الليالي أصبح يقينا
وكأنّما قدرُ الدروبِ كلها نهايةٌ يلفها الحزن والضباب
فيها أضعنا ملامحنا في غفلةِ سيطرت فيها الأنا فتحرك سكون الجسد ..
نضيعُ لحظة بعد لحظة فتمحونا ذاكرة الأيام من قائمة المنتظرين
لتسجلنا في سجل التائهين المفقودين ... العابرين
لم تكن تستهويك السحب العابرة ... لأنك كنت الريح والرعد والمطر
في عيني لم تكن كما في عيني أي أنثى ...
يارجلا لم يعرف يوما أنه البداية والنهاية ... وأنه الحياة وأنه الموت
وأنه اليقين الحتمي بعد الزوالْ
فيا عيني أغمضي الجفن على صوره الجميلة الملونة قبل أن تصبح بالأبيض والأسود
ويا قلبُ غنِّه مواويل بآهاتٍ تئنُّ وتئن حتى تبلغ المدى
وإن عاد ياقلب قل له لقدْ ضاع عمري و تأخّرَ موعدنا
وغزى الشيب تلال الشوق المتراكم هناك ...



05/10/2012