[فتيحة عبد الرحمن]

تأملات فنجان '15


قلتَ لها : اسبحي في عمق غدري
ابحثي لي عن عذر ما عادت الأعذار تكفيني
تتنازلين دائماً عند أول حرف تنطقه أنفاسي اللاهثة
فهات كفك لعل من دفء كفك تتفجر في أعماقي الأعذار وأنطق أفضلها
خلسة رحت هناك وخلسة مددت يدي لثمار حديقة أعجبتني
شغلني نبضي فنسيت موعدنا في زحمة اللهفة المتأججة
مررت بين الظلال أتسول اللحظات
وأرمقها بنظرات الرجاء
وتركت فيك عالماً من نقاء لا يشبه إلا أنت
مددت يدي وماطُلتُ إلا الأسى
فقد أدمتني الأشواك التي غطتها ورود بكل الألوان
وهنا ... هنا نسيت جمالك على مرفأ الغد
كنت على يقين أنه ينتظرني
طيلة هذه السنين كنت أجوب الأرض من مشرقها لمغربها
وكان ينتظرني ...
يعانقني بعد كل لقاء أعود فيه محملاً بالأعذار
واليوم ... ما عادت خطاياي تتحمل الأعذار
حتى القبلات المهربة من الحدود لم تعد تُجدي
و صارت لك دروع ..دون اللمس تصدني
وهمسي ما عاد يحرك شعرك الأشقر
لا ولا يجد لأذنيك وروحك طريق
كنت تقتاتين من بقايا الهمس ومن بقايا القُبل
ما عادت رائحة أشيائي تغريك ...
فالنساء المارقات حطمن فيك كل أصوار الصبر
واقتلعن منك جذور التمني
ورسمنك أثنى لا تصدق الأعذار
كم كنت تقولين أنني أعشش في ذراتك تاريخا لا تمحوه الأقدار
صدقت وتماديت في ركضي بين حقل وتل وهضبة ووديان
كانت تراقصني النشوة فلا أسمع إلا أنغامها
ونسيتك .. نسيت أنك أنثى
والأنثى بركان متى ما شاء تفجر
ابقي ... ولا ترحلي فلعلي بعد هذه المغامرة أمضي لك صك التوبة ...