[فتيحة عبد الرحمن]

تأملات فنجان '19'




قلتَ لها :

ألم تخبركِ وسادتى أنّ الكرى قد جفاني
وحزم الحرف أمتعته وغادر ضيعتى فترك القلب
يتخبط في أعماق روح كسرتها الأحزان
تاهت سفني ولم تجد بعدك مرساها
ألم تبح لك نجوم الليل أنّ عمري يسافر كل ليلة معها
رحلة بحث ملت جفاء الأيام... ؟
أعلن الشوق انتصاره فصرخ في أعلى هضبات الروح آهات رددتها عظامي البالية
صرتُ يابعض فؤادي منكِ أبكي
فكسا روحي شيب وأعتراني همّ
فأضحى قلبي الجاني والقتيل
ماعدتُ أرغب في الهوى يابعض بعضي
وأكتفيت بهمس المحبين لحنا تردده أناتي
أتعجب حينا وأشتاق أحيانا كثيرة
أرنو إلى قمر ماعُدتُ أشتهي تأمله
وأعد النجوم نجمة نجمة
فأخطئ العد وأذكرك
ياتلك السحبُ التي تغطي غيمتي الحُبلى بالفرح
فتهتز أعماقي من الألم
وأحمل القلم لأكتب لكِ وعنكِ
فتتعرى روحي من كل شيء إلا ذكراكِ
وغادَرَني الحب في لحظةالغضبِ
قررت بعدها أن أشتري عمرا جديدا
وقلتُ ..سالتزم الصمت بحضرتكِ
وسأرسم بكِ ملامح وجودى من قبل التكوين حتى مالانهاية
وهممتُ برفع القلم
فصرخ عطركِ يملأ الأفق
وتمددتِ على بساط العشب
ونوركِ الذي أضاء المكان رسم هالة من حولي بألوان الطيف بل أجمل
وبمحاذاة أطراف رجليكِ جداول الماء تُسَاير الريح
وفي الأعلى تظللها أغضان النخيل الخضراء
تتحرك مع النسمات تسمعها الطيور
فتغردها ألحانا تتهامس من حولها الزهور الندية
قلتِ لي إلقِ بالحزن في ذلك النهر دعه يذهب
ففي هذه الهضبة بنيتُ لكَِ كوخا من قصب الشوق
ونثرتُ لكَ على دربه ورود ياسمين وريحان
أشرقَ وجكِ الحاني
وتوسدتِ ذراعيكِ وأغمضتِ عينيكِ
واسترسلتِ لحظة نقاء حالمة
وتَركتِنى أرسم ... ... ...

حبكتَ الصورة حين قطفتَ لهَا من النجوم عقدا وضعتَه على صَدرِها
ورسمتَ لها القمر هلالا / أرجوحة
فهندستَ الماضي بكل آلامه
لحظة يقين يملؤها الوجد
أنشدَتها الأمنيات لحنَ الخلود ...


فتحية عبد الرحمن ج 23/05/2012