[فتيحة عبد الرحمن]

تأملات فنجان '24'
.
.


قلتَ لها: غيّرتُ وجْهي واصطنعتُ لساني

وفي لحظة عِناد تلحفت بضِدي ليبني لي في العمق كيانا من جليد

تتحطم على صقيعه كل أعواد الكبريت

فما عادت أعواد الكبريت تُشعِلُ لهيب الحب في قلبي

آمنت بكياني حتى صار أعمق وأصلب وأقوي

فأنكرتُ ولادتي لحظة شغف تنفستها وعبق راقصت على أرجوحته كل حواسي

وشددتُ راحلتي منى إلى حيث العتمة وتركتنى هناك ألتقط بقايا تناثرت منا ذات حلم ... هناك

وسلكت درب النسيان أبحث عن أقفال لذاكرتي لعل الألم يضيع فأجد لي عنوانا

وفي عتمة اليقين خبأت بعض البذور لعلها تنبُت أغصان الرجاء

فللمواسم موعد قد تقرع أجراسه بعد إخضرار زهرة وورقة

دفتكِ في أبعد نقطة في القلب وكان الكفن من بعض صبري

والتفت أرقبُ حرثك الموروث من غدر الخريف

فأشرقتِ في الربيع تسألين الزهر والنحل عن عسل

ونسيتِ أنّ الحصاد للمتفاني ...

وقلبت عيوني في فيافي الحقول لأجد لكِ الأعذار فماستطعتُ

وتمايلتِ تمشين تيها وكلك يبحث فيَ عن وطن

فتعثرتْ قدماكِ في ضباب الأمس وكانت الحفرة من نيراني

وهناكَ يا قطعة من وجع لفكِ الندم وكان فيضا من آلامي قاتل

ما كنتُ أحسب أنني قطعة من سواد ليل

وثوبي رغم القناع قطعة من أماني

رسَمْتُني هكذا ... وبعناءٍ فقط أريدها أن تنساني ... ولـــــــن تنسى