[هدى نورالدين الخطيب]

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طلعت سقيرق [align=justify] كراسي .. ولعب طاولة ..وشدة .. وجلسة على جبل الكرمل يا عين .. بربكم تفضلوا خذوا كاسا من الشاي او مليسة طيب قهوة .. كل شيء موجود [/align]

[align=justify]طلعت يا ابن كرملي وحيفاي وبعض دمي ونفسي وروحي
على مشارف ذكرى النكبة أتذكر وأدخل إلى مقهى أبو الشوق لعلي أستمد بعض الدفء والأمان..
في ذكرى النكبة كل يتذكر شاعراً ما كتب عن النكبة ، وأنا لا أتذكر غيرك وغير شعرك.

مقهى أبو الشوق يا طلعت نادى علي طويلاً هذه الليلة وأخبرني أنك هناك تنتظرني..
جئتك بكل لهفي ومحبتي وشوقي..
وفي مقهى أبو الشوق التقينا وتسامرنا وتحدثنا ونظرنا من فوق كتف الكرمل إلى حيفا بكل ما في الحب من حب...
طلبت منك أن تقطف لي عنقود حصرم من الدالية هناك، فقلت لي أن موسم الحصرم انتهى وأن العنب الذي صافحته أشعة الشمس الفلسطينية شهي كشهد العسل وأنك ستقطف لي واحدا..
جلست وأمامي فنجال قهوتي السوداء وأمامك كوب الشاي...
كنت جميلاً ومشرقاً بطولك الفارع ولونك الوضاء وجبهتك العالية وذلك البحر من الحنان والطيب يغدق من عينيك وكان بحر حيفا هادئاً صافياً في عينيك وأمامي...
فيروز كانت تغني وكان صوتها سماوياً حميمياً.. وسألتك أن تلقي علي بعض الشعر بصوتك العذب...
جلسنا طويلاً وتحدثنا وكانت حيفا تنصت إلينا جيداً وروح الكرمل يعانق أرواحنا حتى نبت لي جناحين كأجنحة الملائكة مثل جناحيك.. فصفقنا وحلقنا وطرنا فوق كل شارع وكل حي في حيفانا الحبيبة...
قلت لي غداً ستعود حيفا وسنلتقي هنا بأرواحنا ونشاهد الرايات العربية تعود لدورها ومحلاتها ويافطاتها...
قلت لي بأنك اليوم خارج حدود الزمان ولا تخضع لقوانينه وأنك ترى حيفا كيف ستكون ذات يوم بعد أن تتحرر من أغلالها الصهيونية وتستعيد مجد عروبتها...
كنت رائعاً كعادتك وكنت أصغي إليك بكل جوارحي كعادتي ...
كنت طلعت وما زلت طلعت وستبقى أغلى طلعت...

يا مقهى أبو الشوق انتظرنا فأنا وطلعت لن نغيب عنك [/align]