[محمد الصالح الجزائري]

[frame="13 98"]..إذا سلمنا جدلاً بأن النقد هو خطاب عن خطاب وإبداع ينطلق من الإبداع، فإنه من ناحية أخرى قراءة تقوم على شروط أهمها الوساطة بين النص والمتلقي، فالناقد قارئ لقارئ، تتحكم في فعله القرائي عناصر معرفية ومنهجية، وجهاز مصطلحي واضح ومتجانس بحكم أن المصطلح مكون أساسي يعكس التوجهات المنهجية، ويحدد ملامح الخطاب النقدي، حيث أن المصطلح "يعطي النقد والتنظير بعداً واضحاً حين يسمي مادة الآداب اللغوية باللغة نفسها"ومنه فقصّة ـ أخي الغالي الأستاذ منذر ـ تشكّلت من أحداث تكاد تلتصق بالواقع إلا قليلا ! لأنها اشتملت على مواقف لها أبعادها ودلالاتها..بعد اجتماعي ، وآخر ديني عقدي ، وثالث تاريخي (نهاية القصة)..حرفية الأديب الأستاذ منذر جلية على جميع مستويات القصة..فاللغة (التي أعتبرها ـ شخصيا ـ أهم عناصر القصة ، كانت غاية في الوضوح ! الأمر الذي يجعل المتلقي يصل إلى الفهم المرتجى ، وهذا ما عبّر عنه آل النور في مداخلاتهم..أما أحداث القصة ، فللكاتب وحده مطلق التصرّف فيها وفق منظوره وفلسفته الخاصة..أشيد كثيرا ببراعة الأستاذ الأديب منذر في تحكّمه في مسار بطليْ القصة ولم نجد تناقضا في سلوكهما ، لقد أحسن التصميم في ذلك وهو جانب مهم في القصة..وعلى الرغم من أن القصة اشتملت على ستتة مشاهد أو مقاطع أو لوحات..إلا أنني لم أشعر بطولها (النسبي) لأن الأجواء التي وضعنا فيها ـ الأستاذ ـ جعلتنا نساير الأحداث وتفاصيلها حاضرة في الأذهان ! وهذا جانب يُحسب له.. إنما لديّ اعتراض (بسيط جدا جدا ) على العنوان (ابتسامة)..لأنّ العنوان جعلني ـ شخصيا ـ أقتفي آثار (الأصولية) في البطل وبجميع تعاريفها.. أسجّل في الأخير إعجابي الشديد بذكاء هذا الرجل الذي اتفق الأهل على أن يسموه (منذر)..شكرا لك أختي الأستاذة الأديبة هدى على دقّة الاختيار.. [/frame]