26 / 04 / 2014, 32 : 10 PM
|
رقم المشاركة : [44]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
رد: طلعت يعود في يوم الشعر وميضاً - معارضة شعرية - للشاعر محمد الصالح شرفية - في المي
[align=justify] الأديبة الناقدة الأستاذة منجية بن صالح
بمقدمة أدبية بليغة معبرة تدخل محلقة الأديبة بن صالح وتتوقف بداية مع هذا البيت من القصيدة الأولى للشاعر طلعت سقيرق:
((وجهي يطالعه الحنينُ إلى الوطنْ
أبكي .. ولا أبكي .. إذا طالَ الزمنْ ))
وتتوقف عنده مع محطات الحنين حين يمسي الوطن مقبرة لدموع المشردين خارجه ( في الشتات ) ويتماهى مع معاناة شعب حملها قلب شاعر، نبضه حياة و كلمة كانت حلما له استجاب له الشاعر محمد صالح شرفية الجزائري ليقول شاخت الأحلام: ((لاَ حُلْمَ أَتوَكَّأُ عَلَيهْ..
كُلُّ أَحْلاَمِيَ شَاخَتْ..وَبَدَّدَهَا الْأَنِينْ..))
إذا.. تشيخ الأحلام وتبقى المعاناة وتتوارثها الأجيال وتتواصل الأرواح لتنجز رقصة حياة على أرض قصيدة تعارض أخرى تشعرها وكأنها لوحة زيتية رسمتها يد واحدة .....تتوقف عند غربة وجود الشاعر طلعت سقيرق وهمَّ وطن محتل ليعانق قصيده الألم و الأمل، مفارقات تنصهر في كيان الشاعر لتشرق كشمس يوم جديد، يتلقى مع نسمات الصباح آيات رحمة المطر ، بينما يعيش الشاعر محمد صالح الجزائري غربة وجودية، تجعله يغادر عالم مأساة تسكنه إلى آخر تختفي فيه الحدود و الزمان و المكان ،فالأول تحاصره الحدود على أرض الواقع و تجعله أسير المكان، و الثاني يحاصره جسد أثقلته الهموم ليتوق إلى التحرر و التخلص من جاذبية أرضية تأسر حركة جسده و فكره.
الأستاذ ناز أحمد عزت العبد الله
يشير إلى المقطع الذي اختاره الشاعر شرفية الجزائري من قصيدة الشاعر سقيرق حيث وجّه وجهه لصلاة الفجر تاركاً تسعة أعشار الكلام عن أشواقه ومكاشفاته ، متوكئا على عصا اليقين حارساً للكلام ليوم السلام ، ليخاطب الشاعر الأستاذ شرفية روحه من هذه الزاوية.
الأديبة الأستاذة نورة الدوسري
ترى الأديبة ولكون ما بين القصيدتين فترة زمنية ، فقد جاءت قصيدة الشاعر سقيرق يفيض بها الشعور بالأمل والتفاؤل ، وكانت تحمل بعداً إيجابياً نفسياً ينعكس بالأمل والتفاؤل على القارئ ويتوقف أمامها بإكبار ( الأمل دافع لنيل الأماني باتجاه تحقيق الأهداف ) وتعود بذلك لطبيعة رحابة روح الشاعر طلعت سقيرق والأمل الذي كانت تفيض حروفه كلما استحكمت حلقات الواقع..
هنا تنتقل إلى قصيد الشاعر الأستاذ محمد الصالح شرفية.. حيث يشيرإلى الأحلام التي شاخت ، حيث ترى - إذا - الأحلام ما زالت موجودة في العمق – لم تمت – لكنها شاخت – ليفرض الواقع هنا نفسه بقوة حيث تفرض الأحداث نفسها بقوة ليطغي اليأس ( المرحلة التي نعيشها حالياً ) وتجعل من الأمل بصيص يكاد لا يُرى:
((أَحْلاَميَ شَاخَتْ..
لاَ شَيْءَ غير التّيهِ والهذيانْ..
قَارِبيَ العتيقُ سيحْمِلُني،
إِنْ هزّنيَ الحنينُ..نعْشًا إلى جُزرِ الضّياعْ..)
في نظرة – مرهفة - لاستقراء الواقع والأحداث القادمة.. وبين الصورتين الإبداعيتين – يتجرع المتلقي – الأمل يختلط باليأس والشوق يتداخل بالحنين والموت ينغمس بالحياة.
الشاعر الأستاذ علي أبو حجر
يتوقف ليشير إلى جمال وعذوبة القصيد الأول والقصيد المعارض ، حيث كان الأمل حاضراً في روح وفكر الشاعر الأستاذ طلعت سقيرق ، وينتقل إلى الشاعر الأستاذ محمد الصالح شرفية الجزائري ، حيث يراه يرسم صورة واقعية لحال الإنسان العربي الذي يعيش يأساً وإحباطاً ومرارة.
الشاعر الأستاذ حسن ابراهيم سمعون
يدخل بمجمرة البخور وطقوس الاحتراق في محراب الشعر ليفرد لنا قصيدة بديعة بينما عبق المسك ينتشر في الزمكان وخارجهما : (( تكرم عينك هدى ))
يقول:
((تـُفـَّاحَـتانِ , وآيَـتانِ , وقـُبـَّتانِ سَلـيـْبـَتانِ,
وشاعِـرانْ
ولِسانُ مِيزانٍ تـُؤرجـِحهُ بـِنوْري الكـَفـَّتانْ
لا العَـينُ تـَعلوْ حاجـِبًا,
فالعَـينُ مِغـْرَفـَةُ الكلامْ!
ومـَناسِكُ الحَـرْقِ العَـتـيقِ بـِطـَقـْسهِ
وبـِعِشْقِ طـَلعتَ لا نـُلامْ!
خيطانُ شَـرْقيَ نـَولـُها في مَغـْربي
عُـودُ البُخـُورِ وجَـمْـرهُ يـَتـَعارَضانْ ))
نعم.. أخي الغالي الشاعر أستاذ حسن
بعشق طلعت لا نلام ونول الشعر العربي ما بين المشرق والمغرب يغزل أحلى الكلام.. عود البخور وجمره يتعرضان – وهدى – إذا انتشر عبق بخور الشعر خاشعة صمتت – وروح طلعت لم تزل تنشر طيبها على الزمان والمكان – مقعده ليس فارغاً – في نور الأدب لم يزل في نفس المكان - يشغلنا – يجمعنا إن تفرقنا – وعلى مسار الروح روحه تقرض الشعر وتوحي إليّ بأحلى الكلام..
الأديبة الأستاذة فاطمة شرف الدين
تشير أديبتنا الجميلة لعبق طيب روح الشاعر طلعت سقيرق في المكان.. المغترب عنا بجسده الملازم بروحه الكليّ .. ورحابة الشاعر الأستاذ محمد الصالح شرفية الجزائري شعرياً وإنسانياً.
الأستاذ رأفت العزي
يدخل مشيراً إلى الشاعر طلعت سقيرق – عملاق رحل جسده – وبقي حياً في الضمير والإبداع وفق ما تركه لنا من إرث أدبي – ويشير إلى ثقته بإنصاف التاريخ له – التاريخ الذي يحفظ الأحرار ويسقط أدباء و شعراء البلاط .. ويشير إلى قضية طلعت في تأصيل التفاؤل وترسيخه ما دام الصراع ماضياً حتى لا تغلبنا الهزيمة النفسية والقنوط من مستقبل أفضل وفجر لا بد أن يشرق مهما اشتد الظلام ، ويضيف: (( يموتون ولا يموت في داخلهم الوطن غير القابل للتقسيم .. من البحر إلى النهر ويشير في قصيده لمقطع : (( لا تبح للغاصبين حدود جسمي )).
ينتقل إلى الشاعر الأستاذ محمد الصالح الجزائري ، فيرى – قطرياً - لكون الجزائر بعكس فلسطين، خاضت حرباً حسمت لصالح الوطن وأهله وتحول الصراع من التحريض ضد المحتل إلى التحريض من أجل بناء وطن بحجم التضحيات حيث يوجه مجدداً شحنات الدفع بينما يرى ضبابية المشهد لمصارعيين سياسيين والكل مشغول حتى شاخ المصارع الوطني واضمحل دور المثقف ، مما يصيب الشاعر هنا بخيبة أمل أعجزته:
((" أَيُّهَا الْفُرْسَانْ..قَبْلَ أَنْ تَرْحَلُوا.. حَرِّقُوا جَمِيعَ السُّفُنِ..إِلاَّ قَارِبِيَ الْعَتِيقْ..عَلِّي أُفَكِّرُ في الرُّجُوعِ " ))
وإن شاخ وشاخت أحلامه يؤمن بثقافة التتابع لترسم الأجيال القادمة للوطن مداراً تدور الأفلاك في مدار نجمه.
الأديب الأستاذ خيري حمدان
يدخل بتحية إلى شاعر الاحتراق المتجدد المستديم - الراحل الحي – الشاعر طلعت سقيرق ، وفي لمحة بين المعارِضة والمعارَضة يحيي إبداع الشاعر الأستاذ محمد الصالح شرفية الجزائري ويشعل بخوره في مجمرة نور الأدب ليغزل على نول الإبداع الشعري احتراقه:
((لا الأحلام شاخت ولا ظهري انحنى
لكنّ الحنين انتفخت أوداجه
جرحُ الوطن مفتوح على مصارعه
تدخله الحراب ))
نعم أديبنا العزيز أستاذ خيري ..وبين عرس وقيامة نبحث جميعاً عن عودة الحمام المهاجر
ويضيف الأديب حمدان المزيد من بخوره ليغزل بعض فصول حزنه وشتاته على نول الشعر:
((يقولون طلعت مضى قبل أن يزهر اللوز
وقارب الصالح محمّل بخميلة وابتسامة
نمضي نحو شواطئ مهجورة بلا هوية
لا نملك بطاقة ولا تصريح لجنازة
وحارس الأحلام يحرمنا متعة النوم
قابضًا مفاتيح غمامة
دعها تمطر لعلّنا نغتسل ثانية
في جداول الحبّ قبل الندامة. )).
نعم أستاذ خيري.. نعم..
أمطرينا يا سماء فقد تعبنا من تصحر الأوطان والدموع الحمراء في مآقينا والشتات في صحاري هذا العالم القاحلة.
الأديبة الأستاذة فاطمة يوسف عبد الرحيم
تشير إلى الأمل الذي عانق دوماً كلمات الشاعر طلعت سقيرق يساند النضال العربي الفلسطيني ، حيث كان موقناً دائماً بتحرير وطنه الأصغر " فلسطين " من خلال النضال المزهر بدماء الشهداء ، وتشير الأديبة إلى التباعد الزمني ، بين زمن النص الأول حيث كان - رغم كل شيء - الأمة واحدة والهدف واحد والعدو واحد ، وبين هذا النص الثاني حيث باتت الآمال تائهة والصراعات الداخلية تعصف بالأمّة والتيه متعمد وواقع الفتن ، وتشير في هذا إلى قول الشاعر شرفية الجزائري عن الأحلام التي شاخت .. نركب سفن الرحيل في عمق التيه النفسي بقوارب عتيقة – تمثل الوطن الذي يتهاوى - بينما الأمل بعيد المنال - يخفي الشاعر شرفية بطيه عتب على أمة العرب السائرة نحو التلاشي بسبب الصراعات الآنية الداخلية.
***
في الختام أشكر جميع السيدات والسادة الأدباء والشعراء الذين شاركوا في قراءة ونقد النصين بجمالية وتعمق كما أشكر من شاركوا شعراً كما أشكر مجدداً الشاعر الأستاذ محمد الصالح شرفية الجزائري على معارضته المتميزة التي فتحت لنا كل هذه الآفاق بين النصين، وإلى اللقاء في نص جديد في الميزان.
تفضلوا بقبول فائق آيات تقديري واحترامي
هدى الخطيب [/align]
|
|
|
|