رد: قراءة في قصيدة
سيدي الفاضل وأخي الحبيب
نحن العرب مسلمون ومسيحيون / على الأخص المسلمون / عالقين في فخ الروايات ..
رواياتنا المتبناة للتاريخ - ربما تعرف أكثر مني - هي رويات سندها توراتي ، حكاياتنا توراتية المنشأ
ألبسناها عباءة الإسلام عندما جنى علينا بعض محدثونا في التاريخ عن التاريخ .. !
ما كان لثقافة الأكاذيب " اليهودية " لتستمر في التاريخ إلا لأننا كنا حراسها الأوائل فلو نظرنا حتى إلى ما
يورده الفلسطينيون انفسهم نقلا عن مراجع محدثيهم
سوف نكتشف ان الرواية التاريخية هي رواية توراتية
في مضمونها نصا نصا ولا تختلف عن رواية محدثي
اليهود انفسهم إلا بسطحيات الأمور
وفقط ليس منذ تاريخ بعيد انما كان ذلك مع بدئ
الصراع على ارضها ..!
فنحن نتفق من حيث الرواية على كل شيئ ..
كل شيئ تقريبا !
والفرق السطحي ما بيننا وبينهم هو اننا نعتبر : ان جميع انبياءهم الذين وردوا في التوراة اسما اسما
هم اقرب لنا نحن المسلمون .. ونحن احق منهمفي التبعية والتقديس !
واليهود لا يعارضون ذلك طالما نحن نتبنى روايتهم التوراتية للتاريخ .. !!
ما أريد قوله هو أن قوة الأكذوبة عندهم مستمدة من جهلنا .. اقترحت على أحد اقربائي في الولايات المتحدة الأمريكية
بمناسبة افتتاح قسم يتعلق بالقدس في مدينة ديزني بعدمااحتج بعض العرب والمسلمين على الرواية التاريخية التي تبنتها
شركة ديزني فطلبت منهم الشركة رواية تاريخية لمدينة القدس .. ولما فعلوا سكت اليهود لأن رواية المسلمين للتاريخ
متطابقة مع ما يرويه اليهود انفسهم .. أقول اقترحت على قريبي أن يأخذ نصا توراتيا / وهو ناشط / ويقدمونه إلى الإدارة
أفضل من الرواية " المسلمة " لتبين تاريخ فلسطين وليس فقط القدس :
للنص التوراتي في " سفر العدد" الاصحاح الثالث عشر
يقول ما يلي :
( ثم كلم الرب موسى قائلا ،
ارسل رجالا ليتجسسوا ارض كنعان التى انا
معطيها لبني اسرائيل .... ( ! )
فأرسلهم موسى ليتجسسوا ( ارض كنعان ) وقال لهم
اصعدوا من هنا الى ( الجنوب ) !
واطلعوا الى الجبل، وانظروا الارض وما هي ،
والشعب الساكن فيها ، اقوي هو ام ضعيف ،
قليل ام كثير ،
وكيف هي الارض التى ساكن فيها
اجيدة ام رديئة ،
وما هي المدن التي هو ساكن فيها،
امخيمات ام حصون)
فأختار موسى اثنا عشر شخصا لإستطلاعها ثم وضع
على رأسهم رجلا من رجاله المتدينين اسمه " كالب "
ثم يكمل النص قائلا :
( فصعدوا وتجسسوا الارض ،
من برية صين الى رحوب في مدخل حماة ) !
فرقة التجسس بقيت في مهمتها مدة اربعين يوما وليلة ،
وعادوا ليقدموا تقريرا الى موسى وقالوا فيه :
النص :
( قد ذهبنا الى الارض التي ارسلتنا اليها ،
وحقا انها تفيض لبنا وعسلا وهذا ثمرها (
قدموا لموسى عنقودا من العنب !
نتابع النص :
( غير ان الشعب الساكن في الارض معتز
والمدن حصينة جدا.
وقد رأينا بني عناق هناك ،
العمالقة ساكنون في ارض الجنوب
والحثيون
واليبوسيون
والاموريون ساكنون في الجبل
والكنعانيون
ساكنون عند البحر وعلى جانب الاردن .
) الكنعانيون ساكنون عند البحر وعلى جانب الاردن . ( !!
فحصل هرج ومرج
فتدخل " كالب " كما يفيد النص ادناه ليسكتهم حتى
يستمعوا الى ما سوف يقوله على موسى :
النص :
) لكن كالب انصت الشعب الى موسى وقال:
اننا نصعد
ونمتلكها لاننا قادرون عليها ،
واما الرجال الذين صعدوا معه
فقالوا : لا نقدر ان نصعد الى الشعب لانهم اشد منا )
( فأشاعوا مذمة الارض التي تجسسوها في بني اسرائيل قائلين:
الأرض التي مررنا فيها لنتجسسها
هي ارض تاكل سكانها ،
وجميع الشعب الذي رأينا فيها
اناس طوال القامة ،
وقد رأينا هناك الجبابرة بني عناق من الجبابرة
فكنا في اعيننا كالجراد .. وهكذا كنا في اعينهم )
فرفعت كل الجماعة صوتها وصرخت،
وبكى الشعب تلك اليلة
وتذمر على موسى وعلى هارون جميع بني اسرائيل
وقال لهما كل الجماعة :
ليتنا متنا في ارض مصر ،
ولماذا اتى بنا الرب الى هذه الارض
لنسقط بالسيف
اليس خيرا لنا العودة الى مصر ،
فقال بعضهم لبعض :
نقيم رئيسا
ونرجع الى مصر )
انتهى النص
يا سيدي الكريم ربما تذكر في نهاية عقد الثمانينات وقبل وكسة أوسلو جرى حفل تظهير لبعض
الشخصيات الفلسطينية التي سوف تلعب دورا في مستقبل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية
وكان وراء هذا التجميل المخابرات الأمريكية التي أرسلت فريق إعلامي امريكي إلى فلسطين المحتلة
وأجرى سلسلة حوارات داخل الكنيست أتذكر من الجانب الفلطسيني صائب عريقات ومن الجانب الإسرائيلي
بعض الوزراء والنواب وفي أحد خطابات عريقات تحدث عن التاريخ فأجابه أحد الإسرائليين اليهود وقال :
يا صائب لا تأتي على ذكر التاريخ فإنك خاسر فأنت تتحدث بروايتنا !!
هذه مصيبتنا استاذي الحبيب ولذا فرواية التاريخ او استلهامه حتى شعرا لن تجد ما يضحضه سوى " المغامرين "
بأنفسهم أمام موج التكفير والتجهيل وباختيارنا ايها الغالي .
|