رد: ليل مزنر بالنجوم - رواية قصيرة للأديب د. منذر أبو شعر - في الميزان على بساط النق
بداية أشكرك أستاذة هدى على اختيارك الموفق وتنبيهنا لهذا العمل المتكامل للدكتور منذر.
بعد أوّل قراءة يمكنني أن أشير لتناول د.منذر للحياة وتنوعها وتفاصيلها المُشَتِّتَة التي كما تكون عامل جذب تتحول إلى عامل إتعاب.
لقد ربط الكاتب شخصيات القصة بمظاهر يتيحها توفرّ المادة لكنّه وضّح كيف أن الأب الستيني وحده من توقف ليواجه أزمته الوجودية بينما ظلّ باقي أفراد الأسرة منخرطين في نمط حياتهم كما تعودوا عليه.
إيجاد التوازن المريح والقبض على الطمأنينة المرضية أمر قد يتمنى القارئ أن ينجح بطل القصة في تحقيقه لكن الكاتب يتصرف باحتراف ويبقي النهاية شبه مفتوحة بدون تفاصيل كثيرة على قدر عمق الأزمة النفسية التي يلزمها بصيص نور ليتضح شكل الطريق فيبدأ الخروج من النفق الصعب.في مقاطع كثيرة بيّن الكاتب أنه ليس منفصلاً عن مجتمعه وأنّه ابنه المتابع لما حوله، ليس المنفيّ بين كتب المعرفة والمستسلم لخياله بل المتأمّل الذي يستطيع التحليل والنقد والقياس حسب معرفته وتجربته وإحساسه الإنسانيّ. لكنه السارد الحذر الذي لا يقدّم موقفا جاهزا بل يرافق بطله في رحلة التيه حتّى يتبين أصل الفجر في ذاته.
بالنسبة لي فإن الكاتب كان موفقا في رهانه السّرديّ وأنّه جمع بين الإنسان خارج التصنيف الاجتماعي وداخله فلم يغص فقط في الجانب النفسي الفرديّ ومايعتري النفس من قلق وقيود بل و رسم تلك الجزر التي تتقارب وتتباعد داخل المجتمع الواحد فتتقارب بحكم التكافل و تواصل محدود لكنها لاتقترب بشكل يصل حدّ الالتصاق و الإحساس بالتشابه الكافي لإلغاء الحواجز.
تقديري لما قدّمه د. منذر ودام وجوده وعلمه وأدبه الذي ينير المنتدى.
تحياتي لك أستاذة هدى وللدكتور منذر وكل من سيشارك في الملف.
|