[align=justify]
تحية طيبة وبعد..
اسمحوا لي أن أقدم لكم هذه القصيدة لنضعها على بساط النقد في الميزان:
"أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَهْ" .. في كُلِّ قُطْرٍ ثاوِيَهْ
تَساقَطَتْ يا سادَتي .. وَأُمُّها في هاوِيَهْ
يُقالُ يَرْقُبونَ ما .. يُعيدُ رَأْسَ الزَّاوِيَهْ
تَشَتَّتوا كَيْ يَبْحَثوا .. عَنْ مُفْرَداتٍ كاوِيَهْ
تَليقُ بِالْـمَوْتِ الَّذي .. لَمْ يُبْقِ فينا باقِيَهْ
يَشْكو لَظاها قاتِلٌ .. رِوايَةٌ، لا راوِيَهْ
فَكُلُّهُمْ مُصافِحٌ .. خَلْفَ السِّتارِ الغانيهْ
يَرْجونَها في ذِلَّةٍ .. عاوٍ وَيَرْجو عاوِيَهْ
وَهَلْ لِعاوٍ قيمَةٌ .. في عَصْرِنا يا ماوِيَهْ
فما نرى في دولة .. فضعفه في الثانيهْ
لا فرق بين يمن .. أو مصر أو عراقيهْ
في كل قطر نكبة .. مجزرة وداهيهْ
تطحننا طحن الرحى .. وذي الدماء قانيهْ
لم ينج من جاحمها .. حتى الشيوخ الفانيهْ
ولا نجت مزرعة .. بما حوت والساقيهْ
لم تنج منها ثاغيهْ .. لم تنج منها راغيهْ
مختصر حديثنا .. مسودة ألوانيهْ
يكفي اللبيب لمحة .. لا تسألوني ما هيهْ
فالكل في تجويعنا .. وذبحنا سواسيهْ
في الشام كلب لا يني .. عن هدم كل زاويهْ
وأهل سنة النبي .. لم تنج منهم ناجيهْ
أسطورة تعذيبه .. قد فاق حتى النازيهْ
وهتلر في جنبه .. طفل وهذا راعيهْ
مفجرا مشردا .. ولا يريد شاكيهْ
برميله غمامة .. أمطارها كيماويهْ
تسقي المنايا ترتوي .. تفني وجود الفانيهْ
تترك قاعا صفصفا .. لا هامة أو ناميهْ
يبغض كل باكيهْ .. ينثرها كالآنيهْ
فلا يريد أن يرى .. في الشام غير العاويهْ
من علوي وشيعة .. والفرس زبل الحاويه
يعوي ليرضي شيخه .. في قُمَّ أو في الضاحيهْ
ما هم حرق شعبه .. ولا ضياع الجابيهْ
على اليهود نعجة .. على الشآم ضاريهْ
يهوى الدمار والدما .. تطفح ملء الآنيهْ
من وحد الله قضى .. والحال غير خافيهْ
ونال عمرا قائل .. بشَّاركم إلاهيهْ
متعته في متعة .. جاءت بدين الغاويهْ
قد سنها طاغوتهم .. من العصور الخاليهْ
ولم تزل عقيدة .. لكل زان زانيهْ
للعشق فيهم شافيهْ .. وللفروج كافيهْ
وضاقت الشام وقد .. كانت ملاذ الجاليهْ
الأمن مفقود بها .. والموت أُسْدٌ طاويهْ
والقبر عز حفره .. لم تبق أرض خاليهْ
معجزة إن وجدت .. فهي كنوز غاليهْ
وهام أهل الشام في الأرض رجاء العافيهْ
كان الردى منتظرا .. تلك الجموع الساريهْ
في دولة بشرقهم .. أو في البقاع النائيهْ
في البر أو في البحر أو .. على السحاب العاليهْ
فالبر لم يتركهُمُ .. على الحياة ثانيهْ
والجو قد أعادهم .. لأرضهم كالعاريهْ
والبحر لم يستسغ.. هضم الجسوم الواهيهْ
وقال كوني جثثا .. وفوق سطح مائيهْ
وأحجمت حيتانه .. عنها فليست باغيهْ
ما ابتلعت كعهدها .. غارقة أو طافيهْ
تراجعت حين رأت .. طفلا وصاحت وا ليهْ
هذا رضيع ويلهم .. قد مات جنب الجاريهْ
ثم أتت تحمله .. للشط حين الداجيهْ
حتى يكون شاهدا .. على عموم السَّاديهْ
إحجامها رسالة .. مضت لكل ناحيهْ
وعانقت أبصارهم .. فشرعنوا اغتياليهْ
وأسرعت حضارة .. إلى الشواطي الدانيهْ
ترثي لنا يا ليتها .. من قبل كانت حانيهْ
تَمُدُّ يمناها لنا .. تحضننا كالحاشيهْ
ثم تُمِدُّ من بغى .. بما يشاء الطاغيهْ
والقول "لا حول ولا".. عتادنا يا ماويهْ
لكنما عدتهم .. عاصفة أو غاشيهْ
هدية من أجنبي .. يرى دواه دائيهْ
الشاعر الفلسطيني محمود مرعي
المصدر: مجلة نور الأدب
[/align]
http://www.nooreladab.com/news.php?action=show&id=606