عندما ألملم أوراقي - رسالة إلى الأديبة هدى الخطيب
عندما ألملم أوراقي
سيدتي .. أذكر يوما كنت أتأمل بعض الأوراق .. كان هناك رقم لن أنساه أبدا .. وهو آخر عدد من الأعداد الثنائية .. تصفحت عناوين عدة .. لا أدري لم توقفت عند بعضها .. قرأت نصا ، ثم آخر.. فماذا وجدت ؟
وجدت لمسة فنية تضفي على النص عذوبة بدءا من عنوانه "تعال يا حبيبي وضمني إلى الأبد" .. فتحركت في نزعة الرد ولا أقول النقد ، لأنني أبعد ما أكون من هذه الميزة .. و كان تعقيبك سيدتي على ردي بمثابة الورقة الأولى التي خطت لي الطريق إلى منتدى كان لا يزال جنينا .. ربما كان المخاض في بدايته لميلاد هذا الوليد الجديد .. لكني تابعت القراءة و لملمة الأوراق التي أستجمعها حتى كان اليوم الذي أدركت فيه أن نورا سطع في سماء المنتديات .. فكان بمثابة نداء لي لولوجه من بابه الواسع ..
أتدرين سيدتي أني أتفاءل برقم يتشاءم منه الآخرون ؟ لا لشيء سوى أني أكره التشاؤم و التطير و لأنه رقم تسجيلي بالمنتدى الوليد.. و أن أول ورقة لملمتها هنا من أوراقك كانت "جدار الزمن" ؟
كل هذا سيدتي لا ينسيني أنني ولجت المنتدى محاطا بالحفاوة منذ البداية .. فكان شعورا مزدوجا من الرضا و بعبء المسؤولية المنتظرة .. لأن أوراقك كانت تتجمع لتعطي صورة جلية لصرح أدبي متميز ينأى عما درجت عليه منتديات أخرى من اللهو و اللغو .. كنت أحس بلهفتك سيدتي لرؤية هذا الصرح يعلو ويقف على أسس متينة وفاء لنور لم ينطفئ رغم رحيله .. وكانت أولى خطواتي وئيدة وأنا أوغل بما تيسر من نصوص ألقيها بحذر ، فلا أجد إلا تربة خصبة .. وجوا ملائما.
هل أقول إني مدين لك بما حققته هنا ؟ قبل أن أجيب ، لا بد أن أسأل وماذا حققت هنا ؟
سأكون ناكرا للجميل إن قلت إنني لم أحقق شيئا أو إنني نلت نزرا يسيرا مما كنت أحلم به .. لكنني أقتصر على القول إنني نلت قلوبا تنبض حبا .. ونفوسا تتوهج طيبة .. وحسبي أني أعيش على إيقاع هذا الحب و بنفح هذه الطيبة لأقول إني في قمة السعادة ، ناهيك عما تلاقيه نصوصي المتواضعة من حفاوة وترحيب .. وهنا أعود للسؤال : هل أقول إني مدين لك ؟..الجواب سيكون طبعا بنعم و99 نعم..
سأظل مدينا لك سيدتي كلما اتجه بصري نحو المحيط .. هناك في الأفق ، أعلم أن بلدا تحمل رايته ورقة شجرة .. ربما هي ورقة من أوراقك التي أستجمعها هنا على منتدى نور الأدب .
بكل الحب .. بكل الاحترام ..بكل التقدير .. أحييك وأستأذنك في لملمة أوراقي .. أستأذنك في لحظات أتفيأ فيها ظلال واحة من واحات المنتدى قبل أن اشد الرحال إلى واحاته الأخرى .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|