[align=justify]أود الاعتذار لعدم تمكني بالأمس من متابعة الأسئلة والإجابة بسبب حالة وفاة أحد الأقارب.
بالعودة إلى الأسئلة التي طرحتها أستاذة هدى ولأننا اقتربنا من ختام الحوار سأعود أولاً للشرح بشكل منظم وأعمل على ترتيب الأحداث:
** المعنى العلمي للإنفجار:
الإنفجار هوجسم متفجر، تتطاير شظاياه إلتفافيا إلى الداخل والخارج ، فتصعد منه النار والدخان والشظايا بشكل متتابع ومتموج.
يحدث ذلك نتيجة للزيادة العنيفة والسريعة في الضغط التصادمي للطاقة ضمن حيز مغلق – كما يحدث في التفاعلات الكيميائية الماجّة للحرارة – وتكون مصحوبة بانطلاق فجائي لكميات كبيرة من الغازات ، مما يولد موجة صدامية مترافقة بدويّ هائل وشظايا متناثرة وشحنات حرارية وضوئية وأجّات نارية، يتبعها انطلاقات فجائيا للغازات تحت تأثير ضغط كبيرمن قوة الصدمة ، فيما يصاحب هذا الانطلاق صوت دوي هائل ، يصل إلى مستويات عالية من درجات قياس الصوت " ديسيبل " حسب قوة الإنفجار ..فما بالنا بأصوات الرعد وهدير الطائرات ، قياسا بأي انفجار كوني على مستوى نوفا أو سوبر نوفا.
والتفجيرات في مفهومها العلمي نوعان :
1 ) مواد تمتص الحرارة وتختزن عند تكوّنها قدراً كبيراً من الطاقة ، ثم تطلق هذه الطاقة حين تتعرض للتفكيك السريع.
2 ) مواد ليست في ذاتها متفجرة كالبارود الدخاني ، لكنها حين تنشط بالإحتكاك أو بالإشتعال، تتأكسد بسرعة خاطفة وينجم عنها سحب من الغباروالنيران والبخار الداكن وغيرها.
*****
** المعنى العلمي للإنشطار:
الإنشطار هو انفلاق ملتحم ، أي شق وفصل جسم ما، إلى قسمين أو أكثر..
والإنشطار علميا ، يعني انقسام النواة إلى قسمين وقد يكونا متساويين أومتناثرين .
وانشطار المادة ، يحدث عادة بتلامس النيوترون بالنواة ، مقترنا بانبعاث نيوترونات وأنواع مختلفة من الأشعة والطاقة .
وقد ينشأ عن الإنشطار فقدان كامل للكتلة وإطلاق كامل للطاقة ..وهذه النتيجة أوصلت العلماء عام 1931 إلى اكتشاف الإنشطار النووي أو ما يعرف بالقنبلة الذرية . كما أوصلهم إلى ابتكار انشطار صنعي من خلال المفاعل النووي ، وهو جهاز ينتج الطاقة عن طريق انقسام نوى ذرات اليورانيوم أو البلوتونيوم ، بواسطة مواد لا تمتص النيترون بل تبطّيء من سرعته على نحو يؤدي إلى إحداث مزيد من الإنشطارات والتصادمات المتفجرة .
وهذ المواد غير الماصة تسمى "المرسلات " والشائع منها: الغرافيت أو الكربون الطري والماء الثقيل ، الذي يتألف من ذرتي هيدروجين ثقيل أو ديوتريوم " بدلا من ذرتي هيدروجين عادي " وذرة أوكسجين .
*****
** الفتق ..ونشوء الكون بالإنشطار
الفتق الذي تم بين السموات والأرض بعد أن" كانتا رتقا " أي كتلة مائية واحدة ملتحمة ، وجرى فصلهما بتبخر الماء الكوني ، لم يكن انفجارا بالمعنى التصادمي بين كتلتين أو بالمعنى التفجيري لمواد قابلة للإنفجار، بل ربما كان حدثا كيميائيا نتج عن تعرض الكتلة المائية الهائلة التي كانت تملأ الكون إستنادا إلى قول القرآن الكريم : " وكان عرشه على الماء " أي عرش الله تعالى ، لكمية هائلة من الحرارة التي تفوق كثيرا الطاقة الحرارية التي نعرفها للشمس، وقد تكون قوة هذه الحرارة نحو 72 ألف كيلو واط ، لمدة زمنية غير محددة ، مما أدى إلى تبخر جزء كبير من الماء الذي سما فوق الماء فسمي " سماء " ، ثم تحولت السماء إلى سبع سماوات كما شاءت إرادة الله تعالى .
أما الكتلة اليابسة المتبقية من الماء الكوني المتبخر ، فقد تفتّت بسبب الضغط الجوي والحرارة الشديدة و الأمطار الكونية التي تساقطت عليها ، فتناثرت شظاياها وتحولت إلى مجرات ومعرات وسدم تأيّنت و تصادمت و تكوكبت وفجّر بعضها بعضا ، مما أدى إلى تحوّله
إلى كواكب ونجوم وشموس وأقمار وسحائب نجمية تتوالد داخلها النجوم ثم تتضخم وتموت .
** نظرية الإنفجار العظيم
حتى الآن لم يتمكن العلماء من إثبات نظرية نشوء الكون بالإنفجار العظيم على الرغم من كمية الأبحاث والنظريات التىي خرجوا بها منذ أن قدمها الفلكي البلجيكي الأب "جورج لو ماتر" ، مفترضا أن الكون كان عبارة عن بيضة تمددت ثم انفجرت بشكل مروّع مما أدى إلى نشوء الكواكب والنجوم والمجرات .
وفكرة البيضة الكونية تحدّث عنهاالهندوس في كتابهم المقدس " منو سمرتي" منذ الفي سنة ، وقالو إن برماتا خلق الماء بالفكر ، ثم ألقى فيه بزرة ، فصارت البزرة بيضة ذهبية ، لها لمعان الشمس، ثم انبعث منها برماتما في صورة براهما جد العالم كله.
ونظرية البيضة الكونية ، تعتبر تفسيراً و تطويراً لما أعلن عنه العالم الروسي "ألكسندر فريدمان " عندما قال عام 1924 أن الكون نشأ من كتلة غازية شديدة اللمعان والحرارة ، أي مايعادل 10 وإلى جانبها 32 صفرا درجة مئوية.. أومايزيد عن حرارة الشمس بثماني مرات من قوة سطوعها البالغ نحو15 إلى 20 مليون درجة مئوية .
ويبدو أن العالم "جورج غامو" تحمس لنظرية الأب لوماتر، الذي خرج بنظرية تمدد الكون الذي كان كتلة من المادة كثيفة الحرارة ، وقد انفجرت هذه الكتلة التي سماها البيضة الكونية ، منذ عدة ملايين من السنين.
ويبدو أن ألبرت أينشتاين تحمس أيضا، لنظرية الأب" لو ماتر"" لكنه في معادلاته الرياضية والفيزيائية ، تنبأ باستحالة وجود كون غيرمنته وغير متجانس وسكوني. لكن العلماء أكدوا العلماء عكس نظرية أينشتاين ، لأن الكون لانهائي وأنه أوسع مما كانوا يتخيلون .
نشوء الكون بالإنشطار الهاديء
وليس بالإنفجار العظيم.
الإنشطار الذي تم بين السموات والأرض وفق العلم القرآني ، من خلال عملية الفتق ، بتبخر الماء الكوني الذي كان "رتقا" أي كتلة واحدة ، يؤكد لنا أن أصل الكون كان ماءا ، والماء كما نعرف مصدر كل شيء حي، وعندما تم فتق الماء بالحرارة الشديدة ، فتبخر جزء كبير منه وتحول الباقي إلى كتلة يابسة ، تفتتت الكتلة اليابسة بفعل الماء الكوني والبخار المكثف، بعد أن كانت مصمتة ، أي شبه ملساء ، مثل حصى البحار، وتبعثرت شظاياها وذريراتها من الصخوروالمعادن وأضداد كل العناصر الذرية والجسيمات التي يحتويها الماء الكوني ، فتصاعدت الغازات والأدخنة و موارج اللهب وإشعاعاتها الملونة ، الناتجة عن تصادم وتفجر العناصر الذرية الممغنطة مثل "الكوبلت " المشع ومجمل العناصر والنظائر المشعة ، بأضدادها ، و بالنيوترونات البطيئة والحادة ، والبوزونات والكلاركات والكليونات وغيرها.
ونتيجة لهذا الإضطراب الكوني ، وتفتت الكتلة اليابسة أو الجبلّة الأولى للكون، تناثرت التشظظات الصخرية والمعدنية في خليط عجيب لتتكون منه المجرات الأسطوانية الشكل ، والتي تتبعثر في أرجاء الكون اللانهائي ، فتتحول أثناء ابترادها إلى سدم تنتج الكواكب والأقمار والنجوم الصغيرة والنجوم الكبيرة أو الشموس.
** إنفجارات نجمية
الإنفجارات التي صورتها المراصد العملاقة ، وقال عنها علماء من الناسا وغيرهم ، أنها من تداعيات الإنفجار الكوني العظيم الذي حدث منذ نحو 14 مليار سنة ، إنما كان يهدف الى تأكيد نظرية نشوء الكون بالإنفجار العظيم..
ولكن، لايمكن أن يخفى على كل عارف بالعلوم الكونية أن هذه الصور ، إنما هي لتداعيات إنفجارات نجمية تضخمت وانفجرت أو تصادمت مع نجم آخر أومع عناصر ذرية متفجرة لاتتوفرإلا خارج الغلاف الجوي للأرض، مثل البروتون السالب وضديد البروتون السالب .
تجدر الإشارة إلى أن الإنفجار الكوني العظيم الذي تحدث عنه العلماء ويتم تدريسه في المدارس الجامعات ، لم يكن هو الإنفجار الكوني الوحيد الذي حدث، إذا كانو يريدون الإشارة إلى ولادة الكون ، لأن أحداثا كونية كثيرة ، ترافقت وتتابعت مع وبعد نشوء الأرض أو الأرضون السبع والسموات السبع ومابينهما.
[/align]