[خيري حمدان]

الأزمات وحدها هي التي تحدّد معدن الإنسان وقدرته على تحمّل المسؤولية. الزمن العربي الراهن هو زمن الفرقة والحروب الأهلية والمعاناة والمواجهة، وهذا هو المحكّ الأهمّ والأكبر. نعم، وقفت إلى جانبنا العديد من الشعوب العربية وقدّمت الغالي والنفيس لأجل معركة المصير التي خضناها، والآن علينا أن نردّ الجميل من أجلنا وليس من أجلهم.

غالبًا ما أتجنّب الكتابة في الشأن السياسي المباشر لأنّه يعرّي الروح الأدبية، يخطف ألق الأديب وتضيع القوافي في الشرح والتحليل. ولكن لا بأس من وقفة ضمير ستسجّل لنا أو علينا. كلّنا إلى فناء وتبقى ذكرى ما كتبنا، ذكرى مواقفنا المشرّفة أو عكس ذلك.

القضية ليست مجرّد استحقاقات بل براءة من السقوط المدوّي نحو الهاوية. حان الوقت كي نسمّي الأشياء بأسمائها، والتعبير عن انعكاساتها حتى وإن كانت المرايا معطوبة.

الخيانة لا تليق بكلّ صاحب ضمير، وصاحب الضمير الحيّ لا يخون ولا يبيع المواقف. أهيب بكم أن تشاركوا في هذا الاستفتاء، أطلقوا العنان للسان ذواتكم وضميركم ليصرخ في وجه العتاة الذين سلبونا حلم الحرية والحياة المدنية.