رد: أوراق نســــــــــــــوية
[frame="15 98"]
لم أكن على علم وأنا أخط أولى رسائلي إليه بأنه سوف يخونني، وبأن سطوري سوف تكون مُنقذي من وحل الخيانة وتحضن ألمي لِترتقي بي وتجعل مِني كاتبة، تعتمد قوانين الرسائل في كِتاباتها، وتنضبط بقواعد الهجاء، ورسم الكلمات فنياً وأدبياً، لتقرأ لي عيونه صُدفةً، دون أن تهتم بالإسم أهو مؤنث أو مذكر، عانى ما عاناه من ألمٍ في الضلوع حتى توغل لأحاسيس من اغتال الأحاسيس والشعور!!
بدايةً خاطبني بوردة احتوت أبجدية الربيع في نيسان وعطرت أوراق دفترٍ مدرسيّ كانت تحضنه يدي، تحت شمسية ملونة بألوان هادئة تُشبه الحروف التي تبادلناها.
حاولت إخفاء الأمر عن مُدرستي وهي تهِمُ بتصحيح واجبي الوظيفي، لينتشر عبير الزهرة بين السطور، عابراً إلى أناملها، فهمته عينيها التي طالعت احمرار وِجنتيّ ـ لِتقرأ حكاية قلبٍ على وشك أن ينكسر. فأخبرها الأريج بخيانة البُستاني، الذي ملّ تِكرار المشهد وملّ أرصفة الإنتظارات، ليرحل ويترك رسائل القلب الفتي للريح تتطاير فيحكيها النسيم للغيمات الشاردات وللأُفق السارح.
مع اتساع مداركي بدأت سطوري المجروحة تجمعُ معاني الرقة والحزم، الشغف والوله، القسوة والحنان، الأمل واليأس، لتكشف عن حجم العلاقة مابين قلمي وقلبي. خطوتي ونزقي.
واستمر قلمي بالخطاب، والرسائل يزداد عددها بِمرور الأيـــــام
وتباعد المسافات، كُنت ُ أقترب مِنه أكثر يُلهم قلمي ويُلهِبُ مشاعري
أحساسٌ غريب كان يدفعني للمُتابعة في الرسائل، وما بين دمعة وابتسامة
يتسلل لنبضي بعضٌ مِن الطمأنينة، لأغفو مُتسامحة ومُتصالحة مع نفسي الحزينة على الدوام.
سطرت من جُرحي عشرات التغريدات، كانت الأوراق تتحول لنوتةٍ موسيقية، تتناثر فوقها حروف رسائلي، وكُلما قررت الإعتزال كانت تشدني جاذبيةٌ خفية للمُتابعة والكِتابة من جديد.
فتوقعني في فن الإعتراف، وتخبرني بلباقة بأنني كاذبة على الدوام
ليمُر عبير زهرته، ووقع قطرات المطر بانسياب، فوق الأرصفة الوردية
فأستسلم لسطوري، وأجود بالابتسام والرسائل بازدياد!
تابعت الاعترافات التي رافقت مئات الجراح، وأبداً سطور دفاتري مُلتزمة بعهدها على الوفاء، وحِفظها أريج زهرته دائماً حتى آخر الصفحات، لتقع عيني ذات غضبٍ على اسمٍ نهاية رسالة عبر مجلة الكترونية، إنه هو!!
من كُنت أقرأ له ويدفعني للاستمرار برسائلي، من خان قلبي ونجح بانتشالي مِن براثن الخيانة، فاستدرجني للكِتابة، تاركاً أريج زهرته بين دفاتري، تحت شمسية مُزركشة ووقع قطرات المطر!!!
[/frame]
|