ثانيا :البقرة.
الجزء الثاني:
[align=justify] وتأمل معي خاتمة السورة : يقول جل شأنه: بسم الله الرحمن الرحيم:((لا يكلّف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربّنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربّنا ولا تُحمّلنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين*)) ومثلما ختم الله سورة الفاتحة بالدعاء, ختم البقرة بالدعاء أيضا؛ألا تجد معي هذا الربط العجيب بين سور القرآن وآياته؟! ثم اسأل: من الحامد المتعبّد المتّقي؟ من المهتدي؟ ومن خلقه ومنّ عليه بنعمتي العلم والهداية؟ ألا يتوجّب على هذا المخلوق أن يتقي ربّه؟! ألا يتوجّب عليه أن يدعو ربّه ويلحّ في الدّعاء؟! لذلك ـ والله أعلم ـ تكرّر الدعاء وتلاحق في آخر آية من البقرة؟ وانظر إلى آخر لفظة من آخر آية من الفاتحة وآخر لفظة من آخر آية من البقرة , ألا تجد ذلك المعنى العجيب في التطابق بين اللفظتين (الضالين)و(الكافرين)؟ تعرف بدون شك أن الضالين هم الكافرون , وأن الكافرين هم من ضلوا عن سبيل الله؛ فما حمدوه , وما عبدوه,وما اتبعوا صراطه المستقيم,وما آمنوا بكتابه الذي لا ريب فيه...أليس هذا قمة الإعجاز وذروة البيان وسمو المعنى وبراعة الإشارة؟!
يتبع..
[/align]