30 / 06 / 2016, 36 : 08 PM
|
رقم المشاركة : [16]
|
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام
|
رد: سلسلة: مواعظ وعبر في فواتح وخواتم السور..
ثانيا :البقرة.
الجزء الخامس:
[align=justify] واسأل نفسك بعد هذا : ما السر في توالي الدعاء بعد تينك الجملتين القرآنيتين ؟ وما العلاقة الموجودة بينهما وبين الدعاء ؟ تدبر معي إذن الدعاء الأول , يقول جل شأنه: ((ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)), لقد ذكّر الله عباده بالجزاء في قوله: ((لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت)), فكل ما يقوم به الإنسان بعيدا عن فطرته السليمة يكون حتما مخالفا لأمر الله , وخوف الإنسان المؤمن من أن يخالف أمر ربه جعله يرفع هذا الدعاء , لأنه قد تنسيه الدنيا ذكر ربه, والنسيان عادة يتصل بالعقل ـ أهم جانب في النفس ـ ولوجوده كُلّف الإنسان دون غيره من المخلوقات, وعادة ننسى الأشياء التي نعلمها , والنسيان يؤدي بالضرورة إلى الخطإ؛ فغالبا ما نقع في الخطإ لجهل منا وسوء فهم وتقدير لما نحسه أو نعيشه أو نعتقده, والخطأ المذكور في هذه الآية ليس جريمة , لأنه ناتج ـ والله أعلم ـ عن نسيان , وليس مقصودا متعمدا , ثم أن المخطئين هنا وأصحاب الدعاء مؤمنون ,وهذا ما يفسره تصدّر الجملة بفعل منفي (لا تؤاخذنا) ولم يقولوا (لا تعذبنا) مثلا أو (لا تعاقبنا),لأن العذاب أو العقاب جزاء كل مجرم ارتكب إثما أو خطيئة متعمّدا, أما المؤاخذة فتعني هنا اللوم والعتاب...فالنسيان والخطأ دليل آخر على محدودية وقصور النفس البشرية ![/align]
يتبع..
|
|
|
|