رد: أوراق نســــــــــــــوية
العيد.. وفُستاني الأبيض
المرة الأولى التي أتهيأ لاستقبال العيد فيها بثوبٍ أبيض! هالني حجمُ الدمار الذي حلَّ بِمُدُننا
لم تعُد الأرضُ تستوعب جُثثنا، لم تعد السماء ماطرةً أملاً، ولم تعد الأُمنيات وردية، ولا النفوس راضية!
توجهت إلى حيث الناس يتزاحمون أوان الأعياد، استدرجني فُستانٌ ناعم الملمس، جميل الشكل
شعرت ببعض من الراحة تسري إلى نفسي المُتعبة، الجو حار، والشمس تنزاح رويداً رويداً
عن كِبد السماء، دخلت المحل حيث موطن الفستان الجذاب، حجزته لي، دفعت ثمنه، ثُم خرجت مُسرعة
لا أعلم لما الأبيض في هذا العيد، هل لأنه لون صيفي، يبعثُ في النفس إحساس البرودة؟
أم أنه لون السلام!
لا أدري مالذي دفعني لاقتناء فستان أُدرك تماماً بأنني ربما لن أرتديه، فاللون الأحمر هو اللون الدارج في وطني
وتلك الدماء التي تُراق فوق أرصفتنا المنكوبة لن تذهب سدىً، وتستحق الوفاء، وتستحق التقدير.
آخر الليل، تأملتُ الفستان جبداً.. إنه لون السلام وقفت أتلمسه وأنا أُردد السلام.. السلام
لن أُغضب الأرصفةالنازفة، ولن أرتدي الفستان الأبيض ..هذا العيد مُخصص لمن ضحى واستبسل..
داهمتني فكرة معاكسة.. ارتديه وليكن غضبك باللون الأبيض
ربما غسلت هموم الأرصفة النازفة
|