رد: حوار شعري جديد مع الشاعر طلعت سقيرق في الذكرى الخامسة لرحيله
أديبنا الغالي طلعت
-وأنا أمر في كل مرة ...كانت تستوقفني محطات إبداعك المختلفة المتميزة المائزة ، خاصة وأنت المبدع الذي عشق حسناءه "فلسطين " ، وولع بها ، وأدمن حبها ، فسكنته وسكنها ، وأشاد بها وهو المغترب عنها ،. في شوارع المنفى بعيدا يشتاق لها ، ولملامح دروبها ، فيحن لها ، ولأنفاسها ولنبض ثراها ..ولدفء شمسها.. ولامتداد كرملها المجدول بزعتر وزيتون مع نبضات حب .. عنفوان وجنون..!!
-مجنون هو الحب الذي فينا ومجنونة تلك الذاكرة التي نحمل ، ومجنون ذلك الحنين الذي نعيش .. كل ما فينا شوق بشوق ، وكل ما فينا حنين بحنين، وكأننا ما عرفنا في الأيام التي مضت وانقضت إلا تلك المعشوقة الحسناء فلسطين .. فهل كانت في الذاكرة أكبر من مجرد أن نحملها منذ الولادة ، لتكون شاطئ الذاكرة أو كل تكوينها ومادتها منذ الأزل .. وهل كان القلب إلا خفقة من شجر الزيتون في فلسطين ، حتى تشكلت الشرايين على هذا الشكل من صورة الوطن .. فلسطينية ملامحنا وأحاسيسنا وحتى أفكارنا .. فلسطينية كل أنفاسنا ، فكيف ننسى أجمل وأروع وطن ، وهل هناك أجمل وأروع من فلسطين ؟؟..(( فلسطين الذاكرة ))
-أي نعم ، أيها الشاعر العاشق أجدك هنا ، كما أجد نبضك العميق وحنينك الذي لا ينتهي ، باقيا نقيا ..ساطعا في دروب الإبداع، راسخا موشوما على صدر الوطن ، مسطرا بكلمات، مفتاح عشقها ... وطن كبير.
-بلدي والرمل حدود يدي
ويدي من ضلعكَ يا بلدي
وعلى أوراقكَ شمسُ غدي
أتعبد أنْ ..
أو أشهد أنْ ..
لهواكَ .. هواكْ
يا وطني تلتهب الأسلاكْ
ويضيء دمي ..
لأراكَ .. أراكْ ..
أتوقد حتى قافيتي
أتوقد حتى أغنيتي ..
أتعبد أنْ ..
أو أشهد أنْ ..
أرسمكَ على صدري المفتوحْ
و أسوح على كفيكَ .. أسوحْ
يا وطني .. يا مفتاح الروحْ ..
(( أشجار الضفة في قلبي ))
|