عرض مشاركة واحدة
قديم 20 / 07 / 2017, 41 : 12 AM   رقم المشاركة : [11]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: ندعوكم لقراءة وتقييم النصوص المجازة في مسابقة شهر رمضان المبارك 2

يوم لا ينسى / قصة قصيرة
15-
[align=justify]
كان يوم نهاية أسبوع جميل، خرجنا أنا وأخي لنلعب مباراة في كرة القدم مع الأصدقاء في أحد الأماكن المحببة إلينا. هززنا الأرض، وألهبنا شبكة الفريق الآخر بالأهداف.وكانت معنوياتنا عالية جدا. فجأة... فرت الكرة اللعينة من بين أرجلنا إلى طريق السيارات، وتبعها أخي الأحمق-كعادته- فصدمته سيارة، لا أعرف ماذا وقع... كيف أتصرف... كنت أنظر إليه وهو يصيح أمامي:" رجلي رجلي". تجمع الناس وقالوا أنهم سيتلفنون لتأتي سيارة الإسعاف، وانتظرنا سيارة الإسعاف، وانتظرنا وانتظرنا... ومر وقت غير قصير وأخي يتألم. و جاءت السيارة أخيرا. عندما صعد أخي لم يعد يصيح فقط ...صار يهذي "سأموت... سأموت. انظر أخي ... من أين يخرج الدم؟ هل هو كثير؟ هل هو قليل." في الحقيقة لم يكن هناك دم؛ فقط الدم الذي كان يغلي في جسدي. ومرت سيارة الإسعاف بشوارع كثيرة ومنازل عديدة. نزل أفراد منها، وصعد إليها آخرون لأنه كان وقت استبدال الطاقم المكلف بها كما استنتجت. ولم نصل أنا وأخي إلى المستشفى إلا بعد استبدال الطاقم بأكمله. جبنا المدينة بأكملها وأخي يصيح متألما. كان الطاقم الأول والثاني فعلا لطيفا... واسوه بكلام جميل، وهدّؤوا نفسيته ، وإن جلنا كل أنحاء المدينة.
وأخيرا؛ وصلنا المستشفى وقادونا إلى قسم المستعجلات. كان المكان صغيرا والناس كثر. ساعدني فرد من أفراد طاقم السيارة في الوصول إلى طبيب المناوبة. كان رجلا ضخما... مغيبا لأني سألته مرارا وهو يفحص أخي:" ماذا به؟ هل به كسر؟ هل هو مصاب في مكان ما؟" لم يلتفت إلي، وربما لم يسمعني أيضا. كان يقوم بحركات ميكانيكية في عالم آخر بعيد من هنا حيث لا ينظر إلى المرضى، ولا ينصت إليهم، ولا يسمع هذا الصراخ الذي لا ينتهي. التفتت أنا وأخي فإذا هو جمع غفير. كانت هناك فتاة تصيح باكية: " مات أبي... مات أبي...رحل أبي يا أمينة... رحل أبي يا سعاد ذهب يا معاذ... أمي لو تعلمين ذهب أبي ولن يعود". كان الصوت جدّ مؤثر حتى اقشعر بدني.
لا أعرف كيف خرجنا من عند الطبيب ولا كيف ذهب. كان الناس كثرا، والمكان صغير... خانق... ضيف حيث لا مفر. ودخل جمع آخر. كانوا يتشاجرون فيما بينهم. لابد أن أحدهم كان مطعونا أو مضروبا لا ندري، وحضرنا شجارا كبيرا، ثم ذاب الجميع في لحظات. ودخل ناس وخرج آخرون ، وكان علينا انتظار دورنا ليقوم أخي- الذي بدأ يهدأ من كثرة ما يمر بنا... كان علينا انتظار دورنا ليقوم بفحص بالأشعة، انتظرنا كثيرا لأن الصف كان طويلا.
اقترب أحدهم من أخي ، ولامس يده بحنان، وربت على كتفيه قائلا: "كيف حالك؟ كيف تحس؟كل شيء سيكون بخير بني ...لا تخف... لن أتركك. سأتكفل بكل الأمور". كان الإنسان المهتم بنا شرطيا، فعلا كان شرطيا‼ وتقابلت نظراتنا أنا وأخي متعجبين من هذا الشرطي الملاك.
دخلت حالات كثيرة ، وخرجت أخرى كثيرة حتى أحسست ببعض التعاطف مع طبيب المناوبة التي انكب عليه مصابو المدينة أفواجا أفواجا، وأحسست بكل التعاطف مع هذا المكان الضيق الذي يتسع لكل هؤلاء الناس، ويتحمل هذا الألم الدائم. خرج طبيب المناوبة، وخرجت الممرضات لتأتي ممرضات أخريات. علمنا أنهن متدربات، خف المكان قليلا لكن لم ينفس أبدا. كان لا يزال يضغط على الصدر. بدأنا نتعرف على المصابين في أركان المكان. ونتعرف على حالاتهم، هذه في غيبوبة منذ يومين ولم تستفق بعد، وهذا مطعون بسكين، وهذا ربما يكون مكسورا ينتظر دوره مثل أخي ليقوم بالفحوصات وهذا وهذا...
كنا نسأل من نجده في طريقنا عن حاله... كان البعض يسأل البعض الآخر، لكن تم تنبيهنا ألا نسأل إحدى المصابات. مرت بنا. سألتنا عن حالنا وماذا وقع لنا، لكن نحن أبدا لم نسألها كما طلب منا.إنها المذبوحة. كنا ننظر إليها وهي تتحرك، ونتعجب كيف تتصرف بشكل شبيه بالعادي وهي مذبوحة، حقا لم تكن تلتفت لا يمينا ولا يسارا. كان عنقها المشقوق مغطى بمنديل ملفوف عدة مرات. لقد حملها بعض أفراد قريتها بعد أن وجدوها مرمية عند حافة النهر. ذبح أخوها عائلتها، ثم نزل النهر وذبحها هناك لكن من حسن حظها لم يحسن الذبح، فظلت المسكينة حية.
كان أفراد القرية يقومون بالواجب في تنبيه الجميع بعدم تحسيسها بما هي فيه، ولقد طال صبرهم وهم يرون ابنة قريتهم المذبوحة تذهب وتأتي منذ ساعات، ولا أحد يعمل على إنقاذها مما هي فيه. وفجأة علا صراخهم، وساندهم الجميع، وساندناهم نحن أيضا. وقبلت المتدربات أن تقمن بخياطة الجرح. تركنا المذبوحة مع حظها، ووصل دور أخي وخضع للفحص. الحمد لله لم يكن مكسورا.
وانتبهت إلى أن أبي وأمي وأفراد عائلتي التحقوا هم أيضا بهذا المكان الضيق الخانق. وكنا جميعا نتحرك كالحمقى كالجميع هنا، عندما كنا على وشك الخروج استفاقت المرأة التي كانت في غيبوبة منذ يومين. علمنا أنها تصاب بحالات صرع تبقيها مرمية، وعلمنا أنها تسكن في حينا. طُلب منا أن نوصلها على سبيل الإنسانية والجوار، غير أني لن أنسى أبدا نظرات أبنائها عندما فتحت عليهم باب المنزل. كان أبناؤها الصغار ينتظرون أمهم منذ يومين بدون طعام، ولا أحد يعتني بهم. عندما عدت إلى المنزل كنت سأصاب بالجنون. كنت في حالة غير طبيعية. كان شيء ما هز مداركي السابقة، وكنا جميعنا سنصاب بالجنون فعلا عندما انتفخت قدم أخي في صباح اليوم الموالي وازرقت وكادت تنفجر، لنعلم بعد قيامنا- بفحص جديد بالأشعة في مستشفى خاص- أنه مصاب بالكسور في ثلاثة مواضع و"راديو" مستعجلات المدينة الوحيد كان معطلا... كان معطلا... كان معطلا‼
[/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس