رضا الناس غاية لا تدرك ( منقول ) غالب الغول
رضا الناس غاية لا تدرك ))) منقول))))
21 أكتوبر 2017 12:00 ص
الكاتب : د. أريج السنان
من أشهر أقوال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: «رضا الناس غاية لا تدرك»، فإننا كثيراً ما نسمعها وقد نظن أنها بسيطة؛ إلا أنها تمثل جانباً كبيراً من حياتنا؛ فمن تمعن في هذه العبارة علم أنها عميقة المعنى، فهل باستطاعة الإنسان الحصول على رضا الناس؟ وإن كان كذلك، فهل الراحة والسعادة في رضاهم عنك؟ فكم منّا يحمل على عاتقه همّ مرضاة الناس في كل أمرٍ في حياته، خصوصاً في مجتمعنا العربي، ومع ذلك لن يتحقق؛ لأنهم لا يهتمون لنجاح الشخص؛ بل يجعلون مهمتهم مراقبته حتى يسقط في زلّة، فمن سعى ليكسب رضا الناس خسر نفسه بما أصابه من إحباط وأضرار نفسية وأبرزها الخوف من الناس أو القلق الاجتماعي والتخوف من الوقوع بالخطأ.
بينما الصحيح أن نجعل هذا السقوط بداية للرفعة، وأول خطوات الرفعة والنجاح هي حسن تقديرك لنفسك واحترامك لذاتك، وتجنب مقارنة نفسك مع الاَخرين؛ فيجب أن تكون كما تريد واعمل ما ترغب به نفسك، ولا تغير من شخصيتك من أجل مرضاة الناس، فإن الشخص الناجح هو من يحاول إصلاح عيوبه، لا من يبحث عن شخصية يُرضي بها الآخرين؛ فعليك بما يصلحك وينفعك فإنه لا سبيل إلى رضاهم، فإن سعادتك وحزنك بيدك ومبادئك التي وضعتها لنفسك، سواء وافق عليها الناس أو رفضوها ،فالأصل هو قناعتك بما تفعل ورضاك عن نفسك ولا يتحقق ذلك إلا بما يرضي ربك.
فإن عبارة: «رضا الناس غاية لا تدرك» لخصت حياة الإنسان، وتجاربه في الحياة ليَعلم معنى الحياة ويتعلّم كيف يعيش مع الناس؛ فمهما عملت لن تنال رضاهم، وإن غيرت من مبادئك لأجل الناس فشلت في حياتك وفقدت ثقتك بنفسك، ومن أشهر القصص التي مثلت هذا المعنى، قصة جحا الشعبية المعروفة التي وصفت محاولات جحا عندما سار في طريقه بصور مختلفة لكي يحقق رضا من حوله ولكنه فشل ولم يجد إلا النقد والاستهزاء، والرائع في القصة - وإن كانت خيالية - أنها أعطتنا صورة مختصرة لتجربة بسيطة فيها حكمة عظيمة.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|