رد: أشرس أعداء اسرائيل
2
ـ ورد اسم سورية في قائمة الدول الداعمة للإرهاب، لدى الخارجية الأمريكية وتعرضت لضغوط شديدة كي تمنع الارهابيين من عبور حدودها إلى العراق، ولا تتدخل في شؤون جارتها لبنان، ولدى توقيع الرئيس الامريكي بوش على "قانون محاسبة سورية"الذي فرض زمرة من العقوبات في حقها، وهدد من فرض عقوبات جديدة إذا لم يغير السوريون من سلوكهم لتنجح مع فرنسا في أيلول من نفس العام بتمرير قرار مجلس الأمن رقم 1559 المطالب بانسحاب القوات السورية من لبنان.
وتدهورت العلاقات السورية اللبنانية إثر اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري فقد وجهت اصابع الإتهام إلى عناصر من الأمن السوري، وقامت المظاهرات الاحتجاجية في سورية وبيروت منها الداعمة ومنها ضد سورية بشكل عام.
فيما انضمت روسيا للولايات المتحدة وفرنسا في قرار الانسحاب السوري، بينما بدأ فعلا الضباط السوريون في الانسحاب فعلاً من لبنان.وبدأ سفير سورية لدى واشنطن في مد يد الوفاق إلى جماعات معروفة بعدائها لسورية، كان ذلك في عام 2005 وأحد واضعي"قانون محاسبة سورية"رافق ذلك جولات ميدانية إلى جنوب بروكلين اليهودية السورية، عاقداً الصداقات بين صفوفها ومشجعا يهودها على زيارة الوطن الأم ليرافقه في العام ذاته وفداً من اليهود من أصل سوري معروفين بصلات وثيقة بأعضاء من حكومة اسرائيل الليكودية.وزار بعضاً من مواقع يهودية بارزة في البلاد! راجياً بذلك إحياء المفاوضات بين سورية والدولة اليهودية.
حيال ذلك بدأ" المحافظين الجدد: في الدعوة إلى الإطاحة بالأنظمة القائمة في الشرق الأوسط ليصرحوا بأن سورية هدفاً ثانياً بعد العراق لتغيير نظامها.
في سياق ذلك نعود إلى حكاية الطبيب اليهودي، إنه لايخفي بأنه يهودي كما قلبه ويحب اسرائيل أكثر مما أحب سورية، يتفهم المأزق السوري بشكل ملفت للنظر، إنه يتكلم عن مصاعب البلاد مع الولايات المتحدة، بشكل موضوعي، ويرى بأن القومية التي شكل حافظ الأسد سورية من خلالها يجعلها تنخرط في مبادرة درامية، كما تلك التي سعى إليها الرئيس الراحل أنور السادات.
ويتابع على حد قوله، عندما تواجه الحكومة السورية خياراً صعباً، كالانصياع للإدارة الأمريكية أو مواجهة عزلة أو غير ذلك، فهي حتماً تفضل السلامة على التشدد.ليس لأمريكا استبعاد استعمال القوة ضد سورية، لكنها يجب أن تكون حذرة، قد تلجأ إلى الضغط على سورية، لكن لابد من إحكام هذا الضغط، اقتصاديا وسياسياً، فهي ترى في علاقة سورية مع حزب الله وحماس ما يؤرقها هي لن تحتل سورية لكنها تريد المطارات الرئيسية فقط.في النهاية يمكن للأمريكان أن يجدوا صلحاً بين اسرائيل وسورية، مما يجعل سورية بعيدة عن حماس وحزب الله.
في المقابل سورية تطالب باستعادة هضبة الجولان كاملة مقابل معاهدة السلام، مما أرق الولايات المتحدة هذا الموضوع كثيراً، فبدت التسوية بين سورية واسرائيل شبه معدومة.فإسرائيل تصر على إبقاء سيطرتها على الهضبة لأسباب أمنية.فشلت محادثات كينتون والأسد حول هذا الموضوع وتوفي الأسد، ثم انهارت محادثات كامب ديفيد بين اسرائيل والفلسطينين واندلعت الانتفاضة الثانية.
وتدهورت عملية السلام! ولن يمضي حاخات يهود سورية عطلة نهاية الأسبوع في سورية وفضلوا التنقل بين اسرائيل وامريكا!
التقى رئيس الطائفة الموسوية السورية، بالأسد أربع مرات، كان من طليعة مؤيديه في تلك الحقبة، وبعد أن نشطت حركة لتحرير اليهود السوريين بنشاط ضاغط على الحكومة الأمريكية للضغط على دمشق لتسمح بهجرة اليهود، أجرى وجهاء الطائفة الموسوية لقاء مع الأسد أسفر عن رفع الحظر على هجرة اليهود ليستقر رئيس تلك الطائفة في اسرائيل بعد أن تنقل بين الولايات المتحدة وسورية مدة عامين.كان قد التقى بالرئيس عرفات مرة واحدة، وتلقى رسالة من رئيس الوزراء اسحاق رابين الذي رُشح لاقتسام جائزة نوبل مع ياسر عرفات ووزير الخارجية شيمون بيريز، كان مضمون الرسالة بأن رابين يشعر أن العديد من الناس يستحقون الجائزة وسيكون سعيداً لو رافقه لنيلها وهناك كان لقاؤه بعرفات.
كان يعتقد رئيس الطائفة الموسوية أن الصراع العربي الاسرائيلي سينتهي، لكن اندلاع الانتفاضة الثانية أخفق عملية السلام! ويشير على تضعضع الوضع الأمني فالعمليات الانتحارية نسفت كل ما تم تحضيره من قبل اليهود.
تعرف السفير السوري لدى واشنطن إلى جالية بروكلين اليهودية السورية عبر امرأة يهودية كانت زميلة زوجته في جامعة دمشق آنذاك، كان والدها رجل أعمال تربطه بمسؤولي الحكومة السورية روابط قوية، حافظ على استيراد النحاس الأصفر والأحمر من سورية وهي تزين متجره حتى اليوم.
ضمن مساعي السفير السوري لتوطيد الصلات بين السفارة والجالية السورية في المهجر، صادف والد زميلة زوجته تاجر النحاس ورجل الأعمال وطلب منه الالتقاء بالطائفة الموسوية السورية، وتم عقد لقاء في مركز الجالية في بروكلين.وانتهى اللقاء بإشارة من السفير على التشابه في العادات والأعراف الاجتماعية بين اليهود وغيرهم من السوريين.
عادت بعد ذلك قلة من اليهود إلى سورية بشكل نهائي، والعديد منهم طالب بزيارة سورية وزيارة منازلهم والكنائس التي تعبدوا فيها، وزيارة قبور أجدادهم، وقلة أخرى عادت لتجديد الروابط القديمة، أما القلائل من اليهود الذين لم يهاتجروا حتى بعد كسر حواجز السفر كانوا يتعبدون بكنيس واحد، ولم يعد لديهم حاخام متفرغ، وهم يتمتعون بحريات لم يكن لأبناء الطائفة أن يحلموا بها قبل ثلاثين عاماً.
حزن من حزن لمغادرة الطائفة اليهودية، وفرح من فرح، مرت الأيام، وشاب المفرق بعض اليهود مايزال يعتز بهويته العربية وفياً لمسقط رأسه، كثر من أراد تمثيل سورية في مباحثات السلام بين الكيان وبين سورية.
|