عرض مشاركة واحدة
قديم 24 / 10 / 2008, 34 : 11 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

النفق الثاني / ربما ..عليك أن تبحث ..

إلى [you] يرجى الاطلاع

[align=justify]
[align=justify]
قالت هنية البحري البحري بشيء من برود :
- كأنك في هذا الصعود إلى جبل الكرمل لا تريد أن تنتهي ؟؟.. كل يوم أراك في نومك واستيقاظك تحثّ الخطى إلى هناك وتصعد ..الأشياء تغيرت .. لكن أرجو أن تصل ..أتعرف الوصول إلى الشيء يكون أحيانا مشكلة ، إذ سينهي الدرب الذي تمشيه ..ألست معي ؟؟..
- عندما أصل سأفكر بالأمر ..على أقل تقدير خطاي لن تكون نوعا من العبث .. أهلي الذين تركوا فلسطين أو هجـّروا منها عام 1948 مازالوا مسكونين بالحنين إلى كل ذرة تراب ..فقدان الوطن يا هنية البحري يعني فقدان عمر وملامح ومعنى للعيش ..لماذا نعيش حين نكون بعيدين عن الوطن ؟؟.. صدقيني لا معنى لكل ذلك .. ربما من أجل ذلك تحفر خطانا دروبها ولا تحيد ..
هنية البحري تشرق أحيانا بدمعها وتكاد تضيع ..تكاد تفلت مني بكل ما فيها من حياة ..الحفر في عمق الأشياء نوع من البحث..وهذا الاستمرار الذي أحب أن يكون البداية والنهاية يحيط بحياتي كلها..إنعام محمدية زوجتي وضعت فنجان القهوة قرب جهاز الهاتف وخرجت بهدوء .. مرات كنت أقول لها إن الرواية التي أكتبها تحتاج إلى الكثير من البحث والتركيز ..هذه حقيقة .. لكن التركيز في أي شيء والبحث عن أي شيء هذا ما لا أدريه..
مقسوم بين حالتي انتباه شديد وغياب كبير .. هل أنا أمام شخصيتين تدوران في مساحة البياض ، أم شخصية واحدة تتناقض مع نفسها ؟؟.. قالت هنية البحري :
- أحيانا أراك منقسما بين الشيخ محي الدين ومخيم اليرموك .. أيهما تفضل صراحة ؟؟.. بيتك في مخيم اليرموك أخذ من عمرك سنوات طويلة تزيد على العشرين ، وبيتك في الشيخ محي الدين أخذ أكثر من ذلك بكثير .. أيهما تفضل ؟؟..
- بيتي في مخيم اليرموك يبقى مصنوعا .. هو بيت في منطقة أقيمت لتضم بعض اللاجئين الذين هجّروا من وطنهم ..المخيم بالمجمل منطقة مصنوعة غير أصيلة ..منطقة طارئة يفترض أنها ستزول الآن أو بعد حين .. بيتي ، في الصالحية ، في الشيخ محي الدين جزء من منطقة أصيلة ذات رائحة شعبية كانت وستبقى .. لكنه وهو المهم ليس بيتي..بيتي هنا كلمة إشكالية احتمالية ..أنا طارئ عليه، لأنني حالة هلامية لا تكتمل ملامحها خارج وطنها ..تذكرت هنا رواية حسن حميد " بنات جسر يعقوب" لا أدري ما وجه الشبه الذي دعا إلى التذكر ، هل هو منطق قيام المناطق الطارئة أم الأشخاص الطارئين ..لا أدري ..
رائحة الموت تبقى قائمة رغم كل شيء ما دمت منفصلا عن ذاتك الحقيقية .. ما معنى أن تكون الذات حقيقية ؟؟.. كثيرة هي كتابات رشاد أبو شاور ويحيى يخلف ويوسف الخطيب وسميح القاسم ويوسف جاد الحق وبديع حقي وسعد صائب عن هذه الذات ، لكن كل واحد منهم قدمها بصورة تغاير تلك التي قدمها الآخر ..ما أقصد أن أقوله هنا يبقى محصورا في أنه عليك أن تفتت كل الشخصيات الشعرية والروائية والقصصية كي تصل إلى المغزى ..
في ذاك اليوم البعيد، كان سؤالي للشاعر عبد الوهاب البياتي محددا ، وكنت أزوره كالعادة في بيته الذي كان في دمشق / المزة .. السؤال كان : ما رأيك بالمتنبي؟؟.قال : شاعر يسكن في حذائه .. لم أنشر هذا القول في يوم من الأيام ضمن حوار ما ..لكن مثل هذا التشبيه ظل عالقا في رأسي أتذكره كلما قرأت قصيدة مديح لهذا الحاكم أو ذاك أو لهذا المسئول أو ذاك..رغم عظمة المتنبي، كان يكفي أن يقع في حالة المديح كي يسكن في حذائه متنقلا من ممدوح إلى ممدوح .. كان البياتي غريبا ، لكن مواقفه لا يمكن أن تنسى ، تلك المواقف التي أبقته رجلا يقف كما الأشجار ..الشيء الجميل فيه أنه كان مفتونا بجمال الأنثى حد الشغف ..وله في ذلك بعض الحكايات التي قد تروى ذات يوم ..
هل من الصعوبة أن تكتب رواية ؟؟.. هناك حاجة إلى الشخصيات والأحداث والحبكة والقصة وما إلى ذلك ..لكن هل من المهم أن تكتب رواية ؟؟..محمود درويش ظل أسير شهوة أن يكتب رواية ..لكنه أخلص للشعر .. بقي مخلصا للشعر .. ربما لم يجد تلك الرواية التي تضعه في المكان اللائق بين الروائيين ، أو تضع روايته بين الروايات اللائقة ..أو ربما وهذه حقيقة لم يكن قادرا على كتابة الرواية..المسألة ليست ذات أهمية ولا تقلل من قيمة عملاق أو كائن شعري مثل محمود درويش ..هي تركيبات هذه النماذج أو الكائنات الكتابية التي تبقى ذات طبيعة خاصة في كل شيء .. اختلاف درجة المزاج بين شخص وآخر ، قد تقلب المعادلة كلها أحيانا ..
قالت سلوى حماد :
- رأيتك حزيناً على غير عادتك ، وببراعة وبدون قصد نقلت مشاعرك الحزينة إلينا، وأعترف بأنني استمتعت بحزنك لأنه حزن إنساني نشترك فيه ولكننا بكل تأكيد لن نستطيع أن نشخصه كما فعلت بحرفية وشفافية .
قال رشيد الميموني :
- في غوصي بين ثنايا الكلمات بل و الحروف ، أحس بنبض قلب يتلمس الدفء عند قلوب .. يوزع الحب و يطلبه .. يبوح .. يناجي ..يتذكر عل في الذكرى ما يزيح ما اعترى القلب من عناء و معاناة .. هنا أجد دعوة للالتئام و التحدث بلغة واحدة و إن اختلفت الآراء .. ومشاطرة الأعباء .. هنا صيحة مدوية تقول "أنا هنا ، فكونوا هنا.."
خلال حواري المتصل لذاتي أخذت أبحث عن معنى عواء الذئب الماوي .. هذا العواء المدرك واللامدرك..عواء يقع بين حالتين من التعبير عن تراكمات قد تكون في حقيقتها حوارات ذات قيمة وقد لا تكون .. يشبه هذا حوارنا في البحث عن الكتابة .. يشبه حوارنا في البحث عن معنى الحزن .. في حالة ما : هل أنا حزين ؟؟.. يكون الجواب في كثير من الأحيان احتماليا .. ما هو الحزن ؟؟.. هل أن أكتب جملا حزينة أم أن أعيش حياة حزينة ؟؟.. لعل الحزن يكون بعيدا عن كل ذلك .. أو لعله يكون ذلك تماما .. تعريف الحزن مثل تعريف الحب .. إذا سألت مئة رجل عن الحب ستخرج بمئة تعريف .. كذلك حالة البحث عن أشياء تعرف تماما انك تبحث عنها لكن لا تعرف كيف تجدها لأنك في معظم الأحيان لا تعرف ما هي !!..
عندما سألني أحدهم هل تخاف الموت ؟؟.. قلت أخاف موت الآخرين لأنني اعرفه واستطيع
أن أدركه عندما يقع..أما موتي فلا معنى لأن أخافه أو لا أخافه لأنني لن أكون موجودا عندما يتحقق..موتي إذن حالة ضبابية بالنسبة لي ، وحالة واضحة بالنسبة للآخرين .. كذلك موت الآخرين..
كنت أكتب حين اتصل سلام الزبيدي من أجل تلك الأسئلة التي أعطاها لي من اجل حوار يجريه معي لأحد الصحف .. تعللت بأشياء كثيرة كان أكثرها لا علاقة له بالسبب الذي دعاني حتى الآن لعدم الإجابة عن الأسئلة .. لأنني ببساطة لم أكن أملك أي سبب .. السبب الوحيد إذا سميناه سببا هو التأجيل ..لماذا فعلا لا أعرف .. هناك أشياء كثيرة نتصرف دون أن نعرف لماذا وعلى أي أساس .. كان في داخلنا اهتزازا يجعل الأشياء تبدو غريبة حتى لنا .. مثل ذلك تصميمك على انك تكتب رواية في كل هذا الذي تمضي به ..مع انك تشعر تماما بأن الرواية لا علاقة لها بما تكتب أو ربما تكون في صميم الرواية تماما وتكون الشخصيات التي تدخل وتخرج من الواقع أو من الخيال مجرد شخصيات روائية تنفصل تماما عن مسارها الحقيقي لتكون شخصيات رواية بامتياز ..
هدى الخطيب قريبة مني إلى حد بعيد .. لكن هل هي شخصية روائية أم مجرد شخصية من لحم ودم تستطيع أن تكون في حياتي حتى آخر نفس ؟؟.. سألتها كثيرا حتى عن الرواية التي اكتبها أجابتني بما جعلها بعيدة عن الرواية إلى حد بعيد ..وحين انتهت الكلمات وأصبحت خارج محيط السؤال والحوار سقطت في مسار الرواية لتكون على الأصابع وفي السطور ..كذلك ناهد شما قرأت تعليقها على قصيدة لي أشعرني بأنها ابتعدت تماما عن أي شخصية روائية لكنها حين استدارت الكلمات وخرجت من حدود المقروء بالنسبة لي جعلتني أعيشها كشخصية روائية بامتياز ..هذا ما ذكرني بنصيرة تختوخ وكتابتها عن زاوية لي بشكل وضعني في مواجهة حادة أو جميلة مع ذاتي ..كنت أسأل هل هذه شخصية خرجت من إطار الواقع إلى إطار الشخصيات الروائية ؟؟.. وجدت أنها شخصية واقعية مليئة بحركتها التي تريد أن ترسمها تريد ، وشخصية روائية تنفلت أو تخرج عن أي تعرف يمكن أن اسميه واقعي ..في هذه الحالة شعرت أنني اكتب رواية ..لكن بالفعل لماذا اكتب رواية ولماذا اخرج تماما عن أي نمط يفترض أن يقف أمامه الناقد أو القارئ ليقول المؤلف لا يتدخل إذن هذه رواية ..لكنني أتدخل بل أجد نفسي في صلب العمل ولا ابتعد عنه بأي حال من الأحوال ...
قد تقولون من هي هنية البحري هذه ولماذا تتدخل بهذا الشكل السافر في كل شيء ..؟؟.. لا بد من حكاية قصتها أو روايتها أو مسارها .. هي شخصية رئيسية في رواية لي كانت بعنوان " الطريق إلى حيفا " ..هذه الرواية كتبت منها جزءا طويلا أو قصيرا لا ادري ..وكانت الشخصية الحاضرة من الصغر حتى الكبر ، أي أنها كانت رفيقة البطل الذي كان اسمه على ما اذكر منهال الفياض .. كان بينهما علاقة حب جميلة نشأت منذ الطفولة واستمرت حتى الكبر .. وكان على الرواية أن تسير بعدة خيوط زمنية منفصلة عن بعضها تماما ..مرة في دمشق بما يعني الزمن الماضي القريب من زمن اللجوء 1948..ومرة الزمن الحاضر الذي نعيشه الآن .. والمرة الثالثة هو الزمن المتخيل أو الحلم حيث يعيش منهال الفياض مع هنية البحري في حيفا المحررة من الاحتلال ..أي أنهما يعيشان زمنا رومانسيا جميلا رائعا .. هذه الخطوط التي كنت أسير فيها بروايتي كانت متكاملة وتسير بيسر .. ودون سابق إنذار توقفت عن كتابة هذه الرواية وبقيت مثل شيء ناقص لا معنى له .. الوقت الذي مضى باعد بيني وبين الرواية .. العنوان " الطريق إلى حيفا " ما زال في ذهني كعنوان ضروري لرواية يجب أن تكتب ..لكن ظني أن التكنيك الذي سرت ضمن خطوطه صار بعيدا عن ذاكرتي .. وقفزت هنية البحري هنا لتكون شخصية من شخصيات هذه الكتابة التي اسميها رواية ..اذكر أنها سألتني في البدء :
- لماذا أدخلتني في هذا المحيط المغاير تماما لما كنت فيه ؟؟.. نقلتني نقلة لا تفسير لها .. هل كان ينقصك شخصيات وأنت مؤلف يستطيع أن يوجج آلاف الشخصيات ؟؟..
رددت :
- طبعا لا .. لكن في سؤالك حاجة للتفسير .. أي أنه علي بشكل ما أن أفسر وأعلل وأبحث مبررات ..هذا كله لم يخطر في ذهني ..كل كلام سأقوله لك سيكون نتاج السؤال وليس تفكيري السابق أو التعليل الصحيح الذي جعلك موجودة هنا ..من الأفضل إذن ألا أجيب .. كثير من الكلمات تكون مجرد كلمات تبحث عن سبب وجودها بعد أن تصير كلمات لا قبل ذلك .. وكثير من الكلمات قد تسوق معانيها المجاملات أو الظروف أو الاحتمالات التي يفترضها شخص لا علاقة له بهذه الكلمات .. أنت مثلا شخصية آتية من البعيد أو القريب لا ادري ..كيانك الذي صنع هنا هو غير كيانك الذي صنع في المكان الآخر .. في تغيير المسار الذي جرى بعيدا عن تفكيرك وتفكيري ربما ..قد تعرفين الكثير من الأشياء التي يجب أن تعرفيها وقد لا تعرفين أي شيء ..إننا بحالة ما نتاج ظروف قد تأخذنا كيفما اتفق وفي كل الحالات قد نكون مرضى في سرير من الوهم الذي نصنعه أو يصنعه الآخرون.. لكل منا سرير من الوهم الذي لا يحد ..
[/align]

[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس