رد: الشاعرة شريفة السيد ضيفتنا في مجلس التعارف..
لم أتوقف أبدًا..
*لقد التحقت بوظائف قاتله للموهبة والإبداع. من بينها الصحافة التي أخذت معظم حياتي، ومع ذلك لم يتم تعييني في أي مؤسسة صحفية لأسباب كثيرة أهمها: الواسطة، فأنا ابنة الشيخ سيد حداد مسلح ثم كومندة حدادين ثم مقاول على قد حاله، وليس لي ظهر في الصحافة. ولأنني أقدِّر الإنسان عموما لم أشتكِ أحدا، ولم أرفع قضية كما فعل زملاء المهنة، ولم أصارع مع وحوش الصحافة المصرية والعربية.. وأصبحتُ شخصية تحمل ملامح التوتر والقلق والثورة والغضب والسخط والعصبية والرضا بالقسمة والنصيب وبالأقدار السماوية،
ورغم ذلك لم أتوقف أبدًا..
حتى انفتح باب الأمل لي مرة أخرى، والتحقت بوزارة الثقافة هيئة الكتاب، عبر مسابقة مؤقتة.. فكانت مرحلة الاستقرار في العمل التي حُرمت منها لفترة طويلة من حياتي. وأخذت في الازدهار والتألق والاسترخاء الذي جعلني أسترجع ذلك القلق الذي لا يرسم اللوحة إلا بعد العديد من التجارب للوصول إلى الأفضل.
فكتبت باسترسال وتوهج وغزارة كل تجارب هذه الفترة المؤلمة من حياتي، كتبت عن خيانة الأصدقاء والزملاء، وحبهم لذواتهم، وطرقهم المفضوحة في خطف لقمة العيش من فمي وأمام عيني، وعن تملقهم لرؤساء التحرير، وقدراتهم الفائقة في طمس الحقائق، ومواهبهم العظيمة في التخفي وراء شعارات مزيفة، والوقار المدموغ بالحرص على بلوغ الكراسي الموسيقية التي يوزعونها على بعض. والتصنع والتألق المُبهرج الزائد عن الحد رغم أنهم أنصاف مواهب وأنصاف تعليم أو أصحاب مواهب محدودة جدا، لدرجة استفزتني، فكتبت مقالا صحفيا من عناوينه الجانبية:
(كوني جاهلة وبليدة لتتمكني من التعيين في جريدة كبرى)
؟
وباتت ترحب بي الأيادي القليلة النظيفة، في مناخ مليئ بالغبار أو الشوائب، التي مرت من فلتر عيني الذي لا يرى القبح.
|