الموضوع: رياض الأنس
عرض مشاركة واحدة
قديم 29 / 07 / 2020, 07 : 02 AM   رقم المشاركة : [460]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: رياض الأنس

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزة عامر
ههههههههه
سبحان الله قبل قراءة الموضوع مباشرة وأنا مازلت في تعليقك الذي سبق تلك الذكرى .. عزمت أن أحكي قصتي التي تشبه بعض الشيء قصتك .. لكن جدي أحمد قد مات قبل قصتي بقرنين من الزمان ، سأقص لك موقفين تمر على البال ذكراهم لأنهما حدثا في مثل هذي الأيام ..الأول والشبيه بما قصصتي علينا .. كنت في الرابعة عشر من عمري ، وكانت لي صديقة كنا ندعو بعضنا البعض بتؤامي حيث كان الشبه كبير بيننا .. كانت جارة لي في الشارع الخلفي الموازي للشارع الذي يوجد به منزلي .. كنا لا نترك بعضنا البعض أبدا إما هي معي عندي إما أنا معها عندها .. كان لنا ركن في سطح بيتهم نجلس فيه نذاكر فيه ونستضيف فيه صديقاتنا الأخريات وفي مثل هذي الأيام كان والدها قد أتى بخروف العيد الأسود اللون العملاق البنية والحجم ، والذي يمتلك قرنين جاحدين سود اللون مثله كبار الحجم حتى ظن نفسه غزال شارد !! وقد ربطه والدها في عمود مثبت في أرض السطح بجانب السور .. و أنا عموما أحب الحيوانات ولا أخاف منها بل على العكس أألفها وتألفني كأننا أخوه من أب وأم مختلفين .. المهم أذكر في ذلك اليوم كنت أرتدي عباءة حمراء اللون ولا أدري ما الذي جعلني أقترب منه وأمسك بجانب عباءتي وأفعل معه مثلما يفعل مصارع الثيران وفي اللحظة التي أدهشني منظره وهو يصارع سور السطح حيث كان يبتعد هو قليلا وبكل قوة ينطح السور ،، واضح أني اخترت اللحظة المناسبة جدا ! هو بالأساس يتصارع وهو مربوط ويشعر بالغيظ ، ما الذي يجعلني أذهب لأزيد غيظه وأزيد ثورته هياجا ،،
واذكر أن صديقتي جف ريقها تحذرني ألا أغيظه حتى لا يثور أكثر ويقطع الحبل ويلتفت لنطحنا نحن ،، وأنا لا أبالي ولا أريد أن أسمعها ، وأستمر وأستمر وأضحك كالمجانين ، وبلحظة أدركت صديقتي أن الحبل قد ذاب من كثرة شده واحتكاكه بشظايا عمود الخشب وهربت وهي تحاول تحذيري إلى مكان السلم المؤدي إلى الطابق السفلي .. وفجأة وجدت نفسي على انفراد تام أن والجدي او الخروف لا أعلم بالظبط ولا أستطيع التفريق بينهما عموما ، وهو يجري ورائي لينطحني وأنا اصرخ وأجري منه قد عميت عيني وعيي أن أرى مكان السلم من كثرة الزعر والرعب والصراخ ، بقيت أنا وهو يجري ورائي وأجري حول السطح طوافا كأنني أعتمر ، يا لشقائي لو أنني أديت مناسك الحج كاملة ما تعبت كل هذا التعب ، ولأخذت الثواب ، حتى جاءت النجدة زوجة أخيها الجريئة جدا وأمسكت بالحبل وربطته مرة أخرى .. وارتميت أنا في حضن صديقتي أبكي وأبكي غير مصدقة أني نجوت من أنيابة وقرونه وافتراءه على ضعفي ،، طفلة تلعب يعمل عقله بعقلي ويصرعني هكذا ،، وحرمت على نفسي مصارعة الثيران مرة أخرى وكرهت السطح وبيت صديقتي ولم أذهب عندهم حتى أخبرتني عمليا أن توفاه الله صباح عيد الأضحى وأتت لي ببعض لحمه ، لأتأكد من أن الشر قد انتهى من على وجه السطح ، وعاد مكاننا هادئا سالما كما كااان !! شكرا لك خولة أن جعلتني أستعيد ضحكي على نفسي ، كما لو كان الموقف قد حدث بالأمس !!!

وإلى اللقاء في الموقف الأخر .. وشتان بين الموقفين !!!!

وشكرا عزة على أن شاركتني هذا الضحك
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس