|
رد: قراءات للأوضاع الراهنة/ عروبة شنكان
7
أزمة"صخرة كالبي"
صخرة "جبل كالبي" أكثر الصخور المتنازع عليها أوربيا تعتبر أهم بوابة ضخمة بين افريقيا واوربا مع الفتوحات الإسلامية بقيادة "طارق بن زياد"تم تحويل اسمها إلى "جبل طارق"في عام 711م لدى غزو شبه الجزيرة الأيبيرية فقد كانت جسر العبور للمسلمين من افريقيا إلى أوربا في القرن الثامن تم الاستيلاء عليها من قبل مملكة قشتالة في عام 1309 ثم عاد لسيادة المسلمين على الأندلس(مملكة غرناطة)حتى سقوطها 1492 لتعود من جديد أرضا للتاج الإسباني.
يقع"جبل كالبي"في الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة الأيبيرية على مساحة قدرها 426 متراً يضم مدينة وميناءً ومطاراً يشكل مدرجها محوراً رئيسياً يربط جبل طارق بإسبانيا..من أكثر المناطق في العالم كثافة يبلغ عدد سكانه 30000نسمة من رعايا الملكة اليزابيت يعتبر بوابة إلى البحر الأبيض المتوسط.
أزمة الصخرة كالبي:
توفي الملك تشارلز الثاني في عام 1700 دون أن يترك وريثا مما شكر خطرا على خلافة العرش الإسباني مما جعل القوى الأوربية تتقاسم أراضي المملكة لتتنازل رسميا عن "جبل طارق" لتاج انكلترا.
في القرن الثامن عشر تحالف الإسبان والفرنسيون ضد الإنكليز فشكلوا حصارا كبيرا على جبل طارق انتهى أعلنت انكلترا بأنه أحد مستعمرات التاج الانكليزي.
اسبانيا وبريطانيا العظمى:
ناشد الجنرال فرانسيسكو فرانكو رئيس الدولة الاسبانية من عام 1939ـ1975 الأمم المتحدة استعادة الصخرة وفرض حصارا عليها بإغلاق الحدود في عام 1969 حتى عام 1985 وبدء الاستعداد لدخول إسبانيا إلى الإتحاد الأوربي وتم رفع الحصار عن جبل طارق في عام 1986.
نظمت سلطات جبل طارق استفتاءً في 7نوفمبر/تشرين الثاني ليتمكن السكان من التعبير عن السيادة المشتركة بين اسبانيا وبريطانيا العظمى كانت النتيجة 98% من السكان بريدون السيادة البريطانية على الصخرة.
تم الإعلان عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي عادت اسبانيا لإثارة مشكلة السايدة بين مدريد ولندن لكن سكان جبل طارق بقيوا متمسكين بالسيادة البريطانية رغن تأييدهم الساحق لبقاء المملكة المتحدة داخل الاتحاد الأوربي(يعود سبب التأييد الكبير لبريطانيا أن معظم شاكن جبل طارق من (البرتغال والمالطيين والجنوبيين والعبرانيين والعرب)أي من طبقات متعاقبة من الوافدين منحهم مناخ الجبل الشعور بأنهم بريطانيون وأوربيون.
لايوجد في "جبل طارق"موارد طبيعية مستغلة في أراضيه، باستثناء محطة لتحلية المياه وبعض أنشطة الصيد البحري التي يرفدها قطاع بناء السفن وأحواض الصيانة البحرية لتشكل مورد اقتصادي رئيس لكنه انخفض بسبب الهيمنة العسكرية والبحرية ليفسح المجال بشكل أساسي لنمو قطاع الخدمات المالية والسياحية.
في عام 2009 اعتبر جبل طارق ملاذا ضريبيا وتم تصنيفه على هذا النحو من قبل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية جذب لسنوات عديدة البنوك البريطانية مما حوله مكانا للتمويل الدولي، شجع معدل الضريبة المنخفض الشركات على إنشاء شركات للمراهنات ومشغلي ألعاب عبر الانترنت إضافة لفتح سلاسل من متاجر بريطانية (Marks&Spencer - Morrsons) تباع السلع معفاة من الضرائب على القيمة المضافة، كما يوجد شركة سياحة للجذب السياحي.
تسعى سلطات "جبل طارق"لإنعاش اقتصاده بعد خروج الانكليز من الاتحاد الأوربي وبعد تأثير انتشار"كورونا"على القطاع السياحي الذي انحسر.
يعتبر "جبل طارق"منطقة استيراتيجية تستخدم على نطاق عسكري بشكل كبير للتحكم في حركة المرور البحرية يحشد جبل طارق قوات بريطانية مسؤولة عن الدفاع عن شبه الجزيرة وسرب البحرية الملكية المسؤول عن أمن وسلامة المياه الأقليمية البريطانية والقوات الجوية، يمتلك "جبل طارق"مركزا هاما للاستماع والاستخبارات للاتصالات في شمال افريقيا.
كما يمتلك قاعدة مهمة للناتو تزود الغواصات النووية البريطاينة والامريكية بالوقود، مكان أساسي للدفاع لمصلحته العسكرية التي تتقدم على جميع القضايا الاقتصادية والمحلية.
|