رد: صديقتي وأنا وبوح الروح والنفس .. هدى الخطيب /. رجاء بنحيدا
وتأنس النفس في نفس توافقها
بالفكر والطبع والغايات والقيم.
صديقتي الأحب .. تائهة أنا بين تفاهات فُرضت علينا نتلقاها كصفعة ونحن نفتح الهاتف على أغنية تافهة ، على فيديو بلا معنى على رسالة من مجهول ، على كلمات بلا فحوى ...
صديقتي .. كيف ضاع المعنى وضاع كل شيء ، وضاع مفهوم الصدق والوفاء .. في زحام الحياة وصخبها ، لكن حين نعثر على أجمل المعاني وأصدقها ، نحاول الحفاظ عليها قدر الإمكان ، حتى لا نتوه من جديد !
حديثنا هو كذلك ، أراه يحلق في عوالم تختلف وتتميز بالصدق والتلقائية دون مجاملات ولا زيف ..
صديقتي .. البارحة وأنا على مائدة الإفطار ، تلقيت أكثر من رسالة في الوقت نفسه ، استغربت بداية ، حاولت أن أتجاهل ، لكن رنين الرسائل أزعجني حقا، وحين فتحت ،وحدت أن معظم الرسائل من أساتذة ينجزون بحثهم التدخلي الإجرائي تحت إشرافي ، وأن إدارة المركز أطلعتهم بأن آخر أجل لوضع البحوث هو غدا..
طبعا ، علي فحصها جيدا حتى أتأكد مدى تقيدهم بالمطلوب وبالملاحظات التي وضعتها لهم قبل إبداء الموافقة أو الرفض ..
وأنا في حالتي تلك ، اتصلت بي أختي لتخبرني أن عمي حاله لا يسر ، وأن وضعه يتراجع يوما بعد يوم ، وعلينا زيارته غدا إن شاء الله ..
آه يا صديقتي ، ما أتعب الحياة وما أشقاها ، ونحن ننظر وننتظر من وراء زجاج شفاف ، يبدو لنا صلدا لكنه مكشوف فاضح!
والله ، يا صديقتي ، تعبت من الحياة ، ومن كل تفاهتها ، ومن كل هذا الخواء والزيف والركض ! هل يحتاج جسدنا كل هذا الركض أم نحتاج فقط إلى بعض الخطوات " خطوة للحياة وخطوة أخرى للفكر " نيتشه"
لكن ،، على ما يبدو هناك ركض في كل اتجاه من أجل الحياة ، وغياب لبوصلة في اتجاه الفكر !
متى العودة ، متى !!
ومتى سنتوقف عن التنكر لفكرنا ولأنفسنا!
دمت يا هداي بوصلة مضيئة ..في درب صداقتنا
رجاء
مكناسة الزيتونة
السابعة والنصف صباحا
6ماي 2022
|