رد: اقتباسات من روايات وقصص
ص.192/ 193/ 194
المصدر نفسه
" [•••] قاطعني:
- لو أن الأمر كما تقول لعم خبرها العالم بأسره. اسمع يا أبا حيان. إنك عملة ثمينة فريدة، وفي حياتك الجديدة هذه، سوف تلتقي بنهاوندات، إن مجرد إعلان وجودك، حدث فريد في تاريخ البشر، سيجعل نساء الدنيا تتسابقن إلى الظفر بالتعرف إليك
قاطعتها:
- ما كنت زير نساء حتى أسخر علمي لاستمالة النساء. أنا مكتف بامرأة واحدة ساقها القدر في دربي، فاصطفيتها عن بقية نساء العالم، وحبي لها ليس حاجة عضوية تنشد الإشباع حتى أسعى إلى أخريات . إنني في سني وتجربتي وثقافتي تحطين مرحلة الانجذاب الجنسي إلى ما هو أعلى وأسمى.
- تريد القول بأنك عاشق عذري؟
ابتسمت مدركا أنه لم يفهم ما أرمي إليه، فأجبته بصيغة تهكم سائلا إياه.
- أ تدرك حقيقة الحب العذري؟
[•••]
قبل أن أسوق له أمثلة على ما أقول، قاطعني محتجا:
- الآن دخلت في الهرطقة، تنفي قصة جميل وبقينا وقيس وليلى وعروة وعفراء ، لا، لا، إنك أنت من ابتعد عن الصواب.
أسرعت بالرد:
- دعني أنهي رأيي وقل بعد ذلك ما شئت، ثم إني لا أنفي قصص من ذكرتهم من الشعراء. غير أن ما يستمد من قصائد جميل ، أنه لم يكن يحب بثينة بقدر ما كان يحب نفسه، ولا كان يرغب في الزواج منها أصلا، وإلا ، ما كان ليتغزل بها في أشعاره علانية وهو المدرك لتقاليد قبيلته التي تمنع زواج من يسبب بالمرأة التي تريدها زوجا.[•••]
- دعني أهزمك ولو مرة واحدة يا أبا حيان،إنما بالله عليك، قل لي، في أي خانة تصنف حبك لنهاوند؟
- ليس من الضروري أن نصنف عواطفنا في خانات، [•••]
هكذا هو حبي لنهاوند. ولعلمك يا شكري، فإني أميل إلى تصديق المقولة الشائعة بأن في حياة كل رجل امرأة واحدة.
ضحك وأخذ يردد الجملة نفسها، وطلب من السائق أن يتمهل في سيره، وقال لي:
- لا داعي لمزيد من الشرح، أنا أشاطرك رأيك.
سرح يفكر، وكأنه يبحث عن شيء غاب عنه، وقال:
- أنا أيضا من طينة تصدق عليهم تلك المقولة،فالمرأة الأولى التي استقر حبها في قلبي ظلت الأخيرة، وغيرها كثيرات، لكنهن مررن كالسحب الصيفية البيضاء. [•••]
"
|