رد: اقتباسات من روايات وقصص
ص.60.
المصدر نفسه
" في الطريق شاهدنا حسن عبد العال الضرير وزوجته عزة الحاج الهندي ملقيين بالقرب من بيتهما تحيط بهما بركة من الدم ، ثم شاهدنا جثة أخرى لشخص لم أتعرف عليه . عَبِد صار يبكي بصوت عال. أفلت العنزة من يدي وحملته.
لف ساقيه حول خصري وأحاط عنقي بذراعيه. لم أكن أرى وجهه لأعرف إن كان مازال يبكي. بقيت العنزة تمشي ورائي.
ساقونا إلى الشاطئ. قسمونا إلى مجموعتين. الرجال في ناحية والنساء والأطفال وبعض المسنين من الرجال في ناحية. أول مرة أرى المجندات. نساء يرتدين ملابس عسكرية ويحملن السلاح. كلمننا بالعربية ورحن يفتشننا واحدة بعد الأخرى ويأخذن ما يجدنه معنا من مال أو حلي، يضعنه في خوذة. كلما امتلأت الخوذة يفرغن ما فيها على بطانية كبيرة مبسوطة على الرمل. لم تنتبه المجندة العنزة ولكنها انتبهت وهي تفتشني إلى فردتي القرط في أذني. انتزعتهما انتزاعا. سال الدم من أذني. مسحته بطرف ثوبي. انتقلت المجندة إلى تفتيش أمي ووصال وعبد وأمه. أخذوا تنَكَتَي الزيت والزيتون ونُصّية الجبن. جُردت أمي من خاتمها وقرطها وسلسالها . كنا نقف متلاصقين. أتطلع إلى وجه أمي. شفتاها تتحركان حركة خفيفة متصلة، لا أعرف إن كانت تتمتم بالدعاء أو تردد آيات من القرآن أو ترتجف. همست في أذن وصال: أ هكذا استحلوا بلدكم ؟ قالت: لا، لم يوقفونا عند البحر. أطلعونا من الدور على الباص، ولكنهم أخذوا حلي النساء وما وجدوه معهن من نقود.
كنت أقف في الطرف الأقرب من الرجال. لا تتوقف عيناي عن التطلع أملا في رؤية أبي أو أي من أخوي .لم أرهم. قدّرت أنهم شردوا في الجبال أو اختفوا في مغارة من المُغُر"
|