29 / 10 / 2024, 14 : 10 PM
|
رقم المشاركة : [5]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
رد: الطوفان - رواية تبحث عن مؤلف
طوفان الأقصى
الطوفان الفصل الأول
ذكريات الطفولة في محبسه المظلم المكتظ ؛ كانت تعاوده الذكريات ، منذ أن كان يحبو فوق الأرض الإسمنتية ليتعلق بثوب أمه ، وتمتد يدها الخشنة المحمرة المتعبة إليه لترفعه وتحمله..
تدور الأرض فيه ويدور به شريط الذكريات
- لماذا؟!
يسأله جاره في الزنزانة
• لا أحد في العالم يسأل " لماذا؟ " كما يسألها الفلسطيني يا عزيزي
- أنا لم أقصد ما ذهبتَ إليه ، أقصد...
يبتسم له ويتركه يشرح قصده وفحوى سؤاله، ويعود هو لشريط ذكرياته
* كان المخيم الذي وُلد فيه فقيراً متهالكاً ومكتظاً بالناس .. برجالٍ تبكي وأطفالٍ تلهو وتضحك.. تلهو بكرة جراب وتضحك حتى لا تبك من شظفٍ وحرمان..
- ما تبكي يَمّى يا زكريا.. عنا بيوت حلوة وكبيرة وبيارات ، بس أولاد الكلب الإنكليز جابولنا من البحر مجرمين ولصوص سرقوها منّا
والده يكمل
• الرجال ما بيبكوا .. الرجال بيحرروا البيت وبيطردوا اللصوص
يسأل شقيقه زكريا : ((هالقيت ليه أنتَ وعمي أبو محمد وعمي أبو فاروق بتبكوا يابا؟
نحنا منبكي لأنه ما عم نلاقي بندقية نمشي فيها على درب التحرير ونطرد اللصوص
يقفز شقيقه الأصغر محمد على ظهر والده وهو يقول:
- ما تبكي يابا أنا بصنع لك بنقدية
يضحك الأب ويأخذ ابنه إلى صدره يضمه بحنان وثقة
* كان هو ورفاقه في الزقاق الضيّق يلعبون " مقاومون ولصوص" وكانوا جميعاً يريدون أن يكونوا في فريق المقاومين ، ويرفضون أن يكونوا في فريق اللصوص الصهاينة ، فاتفقوا أن تكون العقوبة لمن لا يجيد دور المقاوم أن يوضع في فريق الأعداء ...
وكان المقاومون دائماً ينتصرون على فريق اللصوص الصهاينة..
- فريق المقاومة دايما هو اللي بينتصر يابا ، بتعرف ليه؟
• لأن المقاومين يا يحيى أصحاب الحق والأرض والإيمان بنصر الله إن أخلصوا..
- بس نكبر رح نتسلح ونحارب وننتصر عليهم ونرجّع فلسطين يابا
* في يوم ربما كان في السابعة من عمره، أخذه والده معه في زيارة إلى صديق ، ثم حمله فوق كتفيه واقترب من السياج وأشار له
• هْناك يا يحيى في " مجدل عسقلان" بيتنا وبياراتنا وكل أجدادك دفنوا هْناك.. كانوا كل ما يولد ولد يزرعوا غرسة شجرة باسمه.. متجذرين في الأرض آلاف السنين ..
في يوم أسود جاب الإنكليز مجرمين لصوص جمعوهم من كل بلاد الغرب ، ودربوهم وسلحوهم ونحن كان ممنوع علينا يكون عنا فشكة بندقية.. فاتوا علينا ذبحوا وقتلوا وعلقوا الناس عالأشجار - دمنا كان سارح سواقي على الطرقات – كانوا يدخلوا البيت يقتلوا أصحابه ويرموهم ويسكنوه .. مجازر وجراح ودموع يابا .. قاومنا بكل ما نقدر عليه بس قيادات العرب خذلونا وما حد سلحنا..!
* أخذ نفساً عميقاً ومسح بكلتا يديه دموعاً حارقة أخذت طريقها على صفحتي وجهه..
نعم .. الرجال يبكون ، لكنهم يخفون دموعهم قدر المستطاع...
* أعاهدك يا أبي أن نستعد للعدو ونحرر أرضنا الطاهرة ، ونلتزم بقول الله سبحانه في كتابه الكريم:
بسم الله الرحمن الرحيم
وأعِدُّوا لهم مَّا استطعتُم مِن قوَّةٍ ومِن رباط الخيل تُرهبُونَ بهِ عَدُوَّ الله وعَدُوّكم وَاخِرينَ من دونهم لا تَعلمونهمً الله يعلمهم وما تُنفقوا مِن شيءٍ في سبيلِ الله يُوَفَّ إليكم وأَنتُم لا تُظلمون
صدق الله العظيم أعاهدك يابا
* في مخيمه وببين الأزقة كان يرى الكثير من الأحداث...
اقتحام جنود الاحتلال.. تنكيل وتخريب .. اعتقال واغتيال ..
|
التعديل الأخير تم بواسطة نور الأدب ; 03 / 11 / 2024 الساعة 30 : 09 AM.
|
|
|