عرض مشاركة واحدة
قديم 02 / 11 / 2024, 07 : 12 PM   رقم المشاركة : [18]
ليلى مرجان
موظفة إدارية-قطاع التعليم العالي-حاصلة على الإجازة في الأدب العربي

 الصورة الرمزية ليلى مرجان
 





ليلى مرجان is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: الطوفان - رواية تبحث عن مؤلف

هو الأدرى بمعنى هذا الحلم؛ فمفهوم الأم لا يقتصر على أمه البيولوجية التي اشتاق إليها، وإنما أيضا هي أرض فلسطين الطاهرة التي انتزعت من أهلها غصبا، فحلمه الكبير هو أن يراها محررة شبرا شبرا كما كانت في سابق عهدها قبل أن يدنسها العدو، والبئر آبار؛ هي نعم استولى عليها العدو الغاشم؛ وهو حلم أصحاب الأرض قاطبة؛ وحلم المقاوم يختلف عن حلم من لا يحمل سلاحا أي كان هذا السلاح، وهذا هو الأمل المنشود.
سافر يحيى بخياله في ردهات الزمن الدفين بين أحضان أمه تشده بقوة وهو يرغب في الانفلات منها للعب مع أقرانه، تسلل من أدرعها وهو يغالبها بنظارته الاستعطافية لتحريره من خوفها، تجمع وأصدقاءه فوق أكمة قريبة يجمعون أزهارها بحركات بهلوانية مثيرة ضحكات بريئة ما فتئت تبلغ الآفاق حتى حبس أنفاسها رعب دب في قلوب الصغار؛ فروا مسرعين إلى مساكنهم مخبرين الأهالي بقدوم العدو.
طوق الجنود المخيم للاستيلاء على قسم منه لتوسعة المستوطنة الصهيونية التي قاموا ببناءها، انتزعوا أهالي الأرض التي حددوها لهدم مساكنها من ديارهم غصبا؛ ومن لم ينفد أمر الإخلاء مات صريعا ببنادقهم. وجوه واجمة عيون كالجمر ونفوس مخنوقة أرادوا لها مغادرة المخيم إلى اللاوجهة،
إلى أين مجدداً أيها اللصوص؟!.. سكان المخيم أصلاً هُجِّروا من مدنهم وقراهم وبيوتهم عام 1948

وقف الأهالي بوجه الجرافات وجنود العدو صفاً واحداً متحدياً ، ولم يتزحزحوا من أماكنهم حتى انسحب العدو مندحراً بجنوده وجرافاته.
ولكن انسحاب العدو كان غالي الثمن.. على الأبواب سالت دماء واستشهد أحبة..!
تسمر يحيى مكانه، جحضت عيناه حين رأى جثة صديقه مروان مرميا على عتبة بيته وفي يده باقة الزهور التي كان ينوي أن يقدمها لأمه هدية..!
كبر يحيى فجأة .. بدأ يتشكل في أعماق ذاته بركان ..!
آه من الظلم .. آه يا مروان..
سأثأر لك يوماً بإذن الله

التعديل الأخير تم بواسطة هدى نورالدين الخطيب ; 07 / 11 / 2024 الساعة 21 : 09 AM.
ليلى مرجان غير متصل   رد مع اقتباس